الأحد، 22 ديسمبر 2024

10:59 م

استعادة كنز تاريخي.. عملات ذهبية مسروقة تعود إلى أساطيل إسبانية غارقة

الأربعاء، 27 نوفمبر 2024 11:55 م

إسراء علي

لجنة الأسماك والحياة البرية

لجنة الأسماك والحياة البرية

تمكنت السلطات في ولاية فلوريدا من استعادة مجموعة من العملات الذهبية المسروقة، تقدر قيمتها بحوالي مليون دولار، وهي مرتبطة بأساطيل بحرية إسبانية غارقة تعود إلى القرن الثامن عشر.

وأعلنت لجنة الأسماك والحياة البرية في فلوريدا أنها تعاونت مع مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) لاستعادة 37 قطعة "تاريخية لا تقدر بثمن"، وذلك بعد تحقيق طويل في القضية.

وأوضحت اللجنة في بيان لها أن أفراد عائلة شميت، الذين كانوا يعملون كمتعهدين لعملية إنقاذ بحرية، اكتشفوا في عام 2015 كنزًا مكونًا من 101 قطعة من العملات الذهبية التي تعود لحطام السفن قبالة ساحل فلوريدا المعروف بـ "ساحل الكنوز".

وأضافت اللجنة أنه تم الإبلاغ عن 51 من هذه العملات بشكل قانوني، إلا أن 50 قطعة لم تُذكر وأصبحت جزءًا من عملية سرقة.

من بين العملات المستعادة، توجد قطعة ذهبية فريدة تعود لعام 1709، والتي تم ضربها عن طريق الخطأ بختم مخصص لعملات فضية، وتعرف هذه العملة أحيانًا بـ "عملة الكأس المقدسة"، وقد تم بيعها بشكل غير قانوني في مزاد مقابل حوالي 50 ألف دولار قبل أن تُستعاد هذا العام.

في يونيو الماضي، أدت ظهور أدلة جديدة إلى فتح تحقيق موسع، ورغم أن اللجنة لم تكشف عن تفاصيل هذه الأدلة، إلا أنها أكدت أن المعلومات الجديدة ربطت أحد أفراد عائلة شميت، إريك شميت، ببيع عدد من العملات الذهبية المسروقة بين عامي 2023 و2024.

وبعد تنفيذ مذكرات بحث، تم استرداد العملات المسروقة من عدة أماكن، بما في ذلك منازل وأماكن آمنة ومزادات، كما اكتشف المحققون أن أحد المزادين في فلوريدا قد اشترى خمس عملات ذهبية من شميت بشكل غير قانوني.

إريك شميت الآن يواجه تهمًا بالتعامل في ممتلكات مسروقة. وتم استخدام تقنيات التحليل الرقمي المتقدم لتحديد موقع صور للعملات المسروقة تم التقاطها في شقة عائلة شميت في فورت بيرس، وهو ما قاد المحققين إلى اكتشاف أن إريك شميت قد وضع ثلاث من العملات الذهبية المسروقة في قاع المحيط في عام 2016 ليتم العثور عليها لاحقًا من قبل مستثمرين في شركة "1715 Fleet - Queens Jewels, LLC".

ورغم استعادة العديد من العملات، لا يزال المحققون يبحثون عن 13 قطعة ذهبية مفقودة. وقد أكدت اللجنة أنها تعمل مع خبراء في الحفاظ على التراث التاريخي للتحقق من أصالة العملات وتقييم قيمتها، كما أعربت عن التزامها باستعادة العملات المفقودة وإعادتها إلى أصحابها الشرعيين.

من جهته، قال كاميل سوفيريل، محقق في لجنة الأسماك والحياة البرية: "هذه القضية تسلط الضوء على أهمية حماية التراث الثقافي الغني في فلوريدا ومعاقبة أولئك الذين يسعون للاستفادة منه بطرق غير قانونية."

يذكر أن أسطول الكنوز الإسباني الذي تعرض للدمار في عام 1715 جراء العواصف البحرية قبالة سواحل فلوريدا كان يحمل 12 سفينة، غرقت 11 منها أثناء رحلتها من كوبا إلى إسبانيا، كما تعرض أسطول آخر للتدمير في عام 1733 نتيجة الأعاصير في المنطقة نفسها. اليوم، تعد بقايا سفينتي "أوركا دي ليما" و"سان بيدرو" جزءًا من المحميات الأثرية تحت الماء في فلوريدا، وتعد المنطقة التي غرقت فيها السفن "ساحل الكنوز" مكانًا شهيرًا لاكتشاف القطع الثمينة، حيث تم العثور على العديد من القطع الفضية من أسطول 1715 في عام 2020.

search