السبت، 16 نوفمبر 2024

03:35 ص

«العرض العالمي الأول» لفيلم أمنية أخيرة لعريب زعيتر بمهرجان القاهرة

الأحد، 10 نوفمبر 2024 07:58 م

إسراء علي

فيلم أمنية أخيرة

فيلم أمنية أخيرة

يشهد الفيلم الأردني القصير "أمنية أخيرة" للمخرجة عريب زعيتر عرضه العالمي الأول ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ45، التي تنطلق يوم الأربعاء 13 نوفمبر وتستمر حتى الجمعة 22 نوفمبر.

هذا الفيلم يُنافس في مسابقة الأفلام القصيرة، مما يضيف له بعدًا عالميًا مهمًا، إذ يعد من الأعمال السينمائية التي تبرز في الساحة العربية وتُظهر التجربة السينمائية الأردنية بشكل قوي ومؤثر.

تفاصيل فيلم أمنية أخيرة

الفيلم يتناول قصة سيرين التي تتلقى خبرًا مؤلمًا يتعلق بحالة جدتها الصحية، فتقرر السفر في رحلة طويلة لتكون بجانبها عند وصولها، تكتشف سيرين أن فهم ما تطلبه جدتها ليس بالأمر السهل، فكل ما تود الجدة التعبير عنه مشوش ومربك.

فيلم أمنية أخيرة

ومع تقدم سيرين في فهم رغبة جدتها، تدرك أنها تواجه تحديًا يتجاوز القدرة على التفسير، وتجد نفسها أمام عائق كبير في سبيل تحقيق أمنية الجدة، وهذه القصة هي تأمل في الروابط العائلية، والتحديات التي يواجهها الأفراد عندما يحاولون فهم رغبات أحبائهم في مرحلة صعبة من حياتهم، وفي الوقت ذاته، تطرح الفيلم قضية إنسانية عميقة عن الحاجة للتواصل و القدرة على الوفاء بالوعود مهما كانت التحديات.

عن مصدر الإلهام وراء الفيلم، تقول المخرجة عريب زعيتر إن التجربة الشخصية مع جدتها كانت المحرك الأساسي لتطوير هذه الفكرة، ففي حديثها عن اللحظة التي دخلت فيها الغرفة التي كانت جدتها ترقد فيها مريضة، وصفت عريب شعورها العميق والانفعالي: "عندما دخلت الغرفة القاتمة التي كانت جدتي ترقد فيها مريضة في بلدتي نابلس، استحوذ عليّ سيل جارف من المشاعر. لقد تمكنت من تمييز النداء الصامت الذي وصلني من أعماق نظرتها، رقدت هناك، متصلة بشبكة معقدة من الأنابيب، كان فمها مقيدًا، وجسدها مسجونًا ومحرومًا من قوت الحياة"، هذه الكلمات تكشف عن الصراع الداخلي للمخرجة وتجسد بشكل رائع العلاقة بين الإنسان و محيطه العاطفي في اللحظات الأكثر ضعفًا.

تستند عريب زعيتر إلى هذه التجربة الشخصية لتنقل مشاعرها العميقة على الشاشة، مستخدمة في ذلك الأسلوب السينمائي القوي الذي يجعل من الفيلم ليس مجرد سرد لحدث، بل أيضًا رحلة داخل أعماق النفس الإنسانية.

اقرأ أيضاً.. غادة عبد الرازق (بروفايل)

الفيلم يتطرق إلى مسألة فقدان الذاكرة الجسدي والعاطفي في مراحل متقدمة من العمر، وإلى تأثير هذه المرحلة على العلاقات بين الأجيال.

أبطال فيلم أمنية أخيرة

الفيلم يضم مجموعة من الممثلين الموهوبين الذين أضفوا على الفيلم عمقًا إنسانيًا كبيرًا، ومن بينهم سلوى نقارة، شادن قنبورة، فراس طيبة ومنى عبد الهادي، كما أن العمل يجمع بين الجوانب الفنية المبدعة من تصوير و مونتاج، حيث تولى إدارة التصوير فرانسيسكو جوزون، بينما قام بالعمل على المونتاج ريبيكا وينجريت.

اقرأ أيضاً.. روجينا (بروفايل)

حظي الفيلم بدعم من عدة جهات بارزة، منها صندوق الأردن لدعم الأفلام، وTabi360، وA0 Productions، وهو ما يُعتبر خطوة هامة نحو دعم وتطوير السينما الأردنية والعربية.

يعكس هذا الدعم توجهًا مستمرًا نحو دعم المشاريع السينمائية المبدعة في المنطقة، خاصة تلك التي تحمل رسائل إنسانية وتتناول قضايا مهمة مثل التواصل بين الأجيال والتحديات الإنسانية في مراحل متقدمة من العمر.

يُعد فيلم "أمنية أخيرة" من الأفلام التي تحمل رسالة إنسانية عميقة، و تساهم في تسليط الضوء على قضايا تمس جميع أفراد المجتمع، و خاصة في سياق العلاقات الأسرية والذاكرة، ومن خلال عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، يُعزز هذا الفيلم من مكانة السينما الأردنية والعربية في المشهد السينمائي الدولي.

search