السبت، 02 نوفمبر 2024

05:33 م

الكشف عن أول مقبرة تسهم في التعرف على طقوس الدفن بجبانة طيبة في الدولة الوسطى

السبت، 02 نوفمبر 2024 01:41 م

السيد الطنطاوي

مقتنيات من المقبرة

مقتنيات من المقبرة

كشفت البعثة الأثرية المصرية الأمريكية المشتركة، والعاملة بمشروع ترميم جبانة جنوب العساسيف، عن أول مقبرة من عصر الدولة الوسطى، تضم العديد من الدفنات المغلقة والتي لم تفتح من قبل، لرجال ونساء وأطفال، إضافة إلى مجموعة من اللقى الأثرية الفريدة.

 وتم اكتشاف المقبرة خلال أعمال التنظيف الأثري للرديم في الجزء الجنوبي من سطح مقبرة كاراباسكن (TT 391) من الأسرة الـ 25 والموجودة بجبانة العساسيف.

وأوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن هذا الكشف حدث مهم، سيغير من تاريخ جبانة العساسيف، ويجعلها ضمن الجبانة الكبرى للدولة الوسطي في طيبة، كما إنه سيساهم في فهم الممارسات وطقوس الدفن في جبانة طيبة خلال الدولة الوسطى.

وتم العثور داخل المقبرة، على 11 دفنة تضم هياكل عظمية لرجال ونساء وأطفال، مما يشير إلى أنها مقبرة عائلية كانت تستخدم لعدة أجيال خلال الأسرة الثانية عشر وبداية الأسرة الثالثة عشر، بالإضافة إلى الكشف عن العديد من المجوهرات الفريدة في دفنات النساء، ومجموعة من اللقى الأثرية والتي من المرجح أن جميعها ترجع إلى أوائل الأسرة الثانية عشر.

وأضاف الدكتور محمد إسماعيل خالد، أن معظم هذه الدفنات تعرضت لأضرار كبيرة بسبب الفيضانات التي دمرت أخشاب التوابيت وأقمشة الكتان المغلفة، ولكنه تم الحفاظ على العديد من محتويات الدفن المصنوعة من مواد أقل تعرضًا للتلف، وعُثر عليها في موقعها الأصلي بين بقايا الهياكل العظمية.

ومن جانبه، أوضح الدكتور هشام الليثي رئيس قطاع حفظ وتسجيل الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أنه من أبرز المكتشفات الأثرية قلادة فريدة مكونة من 30 خرزة أسطوانية الشكل من حجر الأماتيست مع خرزتين أسطوانيتين من العقيق يحيطان بتميمة على شكل رأس فرس النهر، بالإضافة إلى مجموعة من القلادات والأساور والسلاسل والخواتم والأحزمة المصنوعة من العقيق الأحمر والخزف المطعم باللون الأزرق والأخضر وحجر الفاينس المطلي، كما زينت بتمائم على شكل رؤوس أفراس النهر والصقور، وتمائم علي هيئة رأس ثعبان وغيرها وجميعها في حالة جيدة من الحفظ..

وأشارت الدكتورة كاثرين بلاكني رئيس البعثة الأثرية الأمريكية، أنه تم العثور داخل أثنين من هذه الدفنات على مرايا من النحاس أحدهم ذات مقبض على شكل زهرة اللوتس، وأخرى بتصميم نادر لوجه الإلهة حتحور بأربعة وجوه تظهرها كامرأة ذات ملامح صارمة، بالإضافة إلى عدد من سبائك النحاس، وتمثال صغير للخصوبة من حجر الفاينس الأزرق والأخضر وله أرجل مقطوعة، مصمم بشكل جيد ومزين بمجموعة متنوعة من المجوهرات، وشعرها مطلي باللون الأسود.

 وأضافت أنه عثر بجوار التمثال الصغير على ما يقرب من 4000 خرزة طينية تشكل شعرها الأصلي. كما عثر على مائدة قرابين مربعة الشكل مع حافة منخفضة وقناة مياه في المنتصف محاطة بنقوش بارزة لرأس ثور ورغيف خبز وقرابين أخرى، مشيرة إلى ان الحفائر مستمرة للكشف المزيد عن أسرار هذه المقبرة.

search