السبت، 02 نوفمبر 2024

03:41 م

باسم عوض الله،: الأرض الزراعية شريان حياة

الجمعة، 25 أكتوبر 2024 07:41 م

باسم عوض الله

باسم عوض الله

دائمًا وأبدًا تبقى كلمة الأرض كلمة مُلفتة للانتباه، فنجد في مناقب الأجداد أنهم يشبهون الأرض بالعِرْض، وذلك التشبيه البليغ لم يأت من فراغ؛ فذلك لأنها بالفعل عِرض الإنسان الذي كلما حصَّنَه ودافع عنه بات في أمان وهنيئًا مسرورًا، فالأرض وطن يحفظها كل ذي عقل فَطِن ويدمرها كل ذي قلب عَطِن.

ولذلك فالمناشادات الدائمة للحفاظ على الأرض الزراعية قضية أُمَّة وليس فرد، فكما يمثل نهر النيل شريانًا للحياة فإن الأرض لها نفس الأهمية الإستراتيجية لأنها أيضًا شريان للحياة، فَهُمَا مقدسات مصر المحروسة. ولذلك فالدولة حازمة وصارمة مع تلك القضية ولا تتهاون مع المخالفين، فكيف تتهاون مع المخرِّبين والمؤثِّرين سلبًا على أمننا القوميّ؟ نعم إنه أمن قومي؛ فالرُّقعة الزراعية أمن قوميّ، ففي ظل دول تحارب قحالة صحرائها لتستصلحها وتحولها إلى أراض زراعية، نقوم نحن باغتيال أراضينا التي وهبها لنا الله لنجلس بجانب قوالب الأسمنت الساكنة نندب حالنا بما جَنَت أيادينا!

نحن يا سادة مسئولون ومحاسبون أمام الله عزَّ وجَل في كل أفعالنا، فمن يقوم بالبناء المخالف على أرض زراعية ظنًّا منه أنه يوفر المسكن والأمان له ولأسرته، هو بكل بساطة يطبق المثل الشعبي (بيبص تحت رجليه)، ومن يكتفي بالنظر تحت قدميه لن يأمن مخاطر الطريق حيث يجب أن يكون ناظرًا للغد وليس فقط اليوم؛ حيث إن الأذى القادم لن يقع على المخالفين فقط إنما سيلحق بكافة المواطنين؛ لأن مع صغر الرقعة الزراعية نجد أنفسنا أمام أزمة عدم توفر الموارد الغذائية الأساسية والإستراتيجية، مما يجعلنا مضطرين لأن نطرق باب الاستيراد، كمن اجْتُثَّت ملابسه ليصبح دائنًا من أجل أن يشتري ملابس جديدة!

search