الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024

06:28 م

الجدل يتجدد مرة أخرى.. دخول العرب لمصر فتح أم غزو

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2024 02:54 م

السيد الطنطاوي

الشيخ سعد الفقي

الشيخ سعد الفقي

عاد اللغط والجدل مرة أخرى حول  دخول العرب لمصر "الفتح الاسلامي" لمصر على يد الصحابي عمرو بن العاص، وهل كان دخولهم "فتحا اسلاميا" أم "غزوا عربيا".. جاء هذا الجدل بعد قيام أحد الهاربين خارج مصر بوصف الصحابي عمرو بن العاص بما لا يليق واتهامه بغزو مصر. البعض أيد كلامه وزاد عليه بكيل الاتهامات، بينما انبرى آخرون للرد عليه والدفاع عن “الفتح الإسلامي” لمصر والدفاع عن عمرو بن العاص.  

الكاتب والباحث الشيخ سعد الفقي، قال "للمصري الآن"،   إن الفتح الإسلامي لمصر كان لحمايه الأقباط،  والثابت المعتمد انه قد برز  مشهد تاريخي خلال تلك الحقبة يرمز إلى موقف حضاري عبَّر عنه قائد الفتح  عمرو بن العاص عندما خيّر أهل الكنانة بين الإسلام والبقاء على دينهم، فمن أسلم منهم صار له ما للمسلمين من الحقوق وعليه ما عليهم من الواجبات، ومن بقي على دينه فرضت عليه جزية صغيرة، مقدارها ديناران على من بلغ الحلم منهم.

وأكد الفقي، ان الفتح الإسلامي رفع  الاضطهاد عنهم وأمر بعدم تحميلهم ما لا يطيقون، والأهم من ذلك تلك السياسة الحكيمة التي اعتمدها عندما آثر إطلاق الحرية الدينية للأقباط، فبعد استيلائه على حصن بابليون، كتب بيده عهداً للأقباط بحماية كنيستهم، الأمر الذي أعطاه شهادة حية على سلوكه الحضاري، الذي أكدته قراراته الحكيمة تجاه كل المستجدات التي واكبت أحداث الفتوح، والتي كثيراً ما كانت تحدث بين أبناء الدين الواحد الذي كان سائداً في البلاد التي فتحوها.
وجاءت أحداث فتوحات المسلمين، لتعطي الدليل على السلوك الحضاري الذي التزم به فاتح مصر عمرو بن العاص، عندما وجد نفسه عشية دخوله مدينة الإسكندرية أمام مشكلة تهدد أبناء الدين المسيحي في مصر، ففي فتح مصر برز مشهد تاريخي، فعندما دخل سيدنا عمرو بن العاص الإسكندرية ووجد فيها الأقباط والروم على خلاف بعد اضطهاد الروم الأقباط ونفي بطريقهم بنيامين وأُبعد من كرسيه مدة تزيد على عشر سنوات، لم يحاول الفاتح الإسلامي الإفادة من هذا الخلاف لتعميق الشرخ بين الكنيسة القبطية والكنيسة الأرثوذكسية، ولم يعمل على تطبيق المثل القائل «فرّق تسد»، بل حاول الوقوف على أسباب النزاع والعمل على حله وإعطاء المظلوم حقه ودفع الظالم للكف عن التمادي في ظلمه.
وقال الفقي: كان في إمكان القائد المسلم أن يستفيد من هذا الخلاف، ويزيد من حدة الانقسام بين الروم والأقباط، لكنه أبى ذلك وأطلق الحرية الدينية للأقباط وكتب بخط يده عهداً لهم بحماية كنيستهم، وحاسب كل من يجرؤ من المسلمين على إخراجهم منها، كما كتب أماناً للبطريق بنيامين، ورده إلى كرسيه بعدما تغيب عنه أكثر من عشر سنوات، كما أمر باستقبال بنيامين عندما قدم الإسكندرية أحسن استقبال، وألقى بنيامين على مسامعه خطاباً ضمّنه الاقتراحات التي رآها ضرورية لحفظ كيان الكنيسة، فتقبلها القائد الإسلامي ومنحه السلطة التامة على الأقباط والسلطان المطلق لإدارة شؤون الكنيسة.
الصحفي محمود سلطان في بوست على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" كتب: ثاني.. وثالث.. ورابع.. أقول: إلى عتاة اليسار الديماجوجي المتطرف.. وسدنة الخطاب الشعبوي "التضليلي" وإلى المتطرفين المتاجرين بالملف القبطي.. وإلى "اللا أدرية.. والملحدين ومن لا دين ولا إيمان ولا أخلاق لهم..
اعتقدوا ما شئتم وهذا حقكم.. لا أنا ولا غيري أوصياء عليكم.. ولكن من حقي أن أعلنها صراحة:
أولا: مصر هبة "العروبة والإسلام" ولم تكن لها أهمية إلا بهما.. أما مصر "هبة النيل" فإنها ظلت ـ كما قال محمد سيف الدولة ـ  ملطشة لكل عابر سبيل على مدى 2000 عام.
ثانيا: أنا مسلم عربي مصري.. اعتز بهويتي العربية الإسلامية، وأنا ابن التراث العربي الإسلامي "بحلوه ومره".. لا يعدله في إنسانيته ولا في روحانيته أي تراث آخر، مهما قيل فيه عن "ممارسات / انحرافات" ندينها بطبيعة الحال.

وفي بوست آخر قال: قطاع ليس بالقليل من المثقفين المصريين لهم موقف مش حلو من السعودية لأسباب سياسية وأيديولوجية ودينية.. وبناء عليه يعتقدون أن الفاتح العربي عمرو بن العاص سعودي.‏ 

الضغائن عمى 
عبد الله رشدي كتب في بوست على الفيسبوك: 
‏رضي الله عن عمرو بن العاص صاحب رسول الله الذي فتح مصر، فأزال عنها الظلم والبطش الواقع بأهلها، وبسط يد العدل ومنح للخائفين الأمان ونشر بين ربوعها دينَ اللهِ والسَّلام.
‏نفخر بهويتنا المصرية عِرقاً والعربية عرقاً ولساناً، ونحمد الله على نِعمة الإسلامِ لله رب العالمين وكفى بها نعمة ونحمده على نعمة الوطن الذي هو أغلى عندنا من أرواحنا ونسأله أن يديم علينا نعمة الأمان في هذا الوطن الحبيب.

ويقول احمد سمير في بوست على الفيسبوك:
من مناقبه أنه حوَّل مصر مِن مستعمرةٍ رومانية وسلَّةٍ للخزانة البيزنطيِّة، إلى دولةٍ ذات قرارٍ وسيادة مستقلَّة
وأعطى القِبط الأمان على أنفسهم وملِّتهم وبرِّهم وبحرهم، ولم يُكرِه أحدًا منهم على الدخول في الإسلام.

search