الأحد، 22 ديسمبر 2024

04:49 ص

محمد غازي الجلالي: مهندس نقل السلطة من عائلة الأسد إلى المعارضة السورية

الإثنين، 09 ديسمبر 2024 11:44 م

باسم ياسر

محمد غازى الجلالى

محمد غازى الجلالى

 تصدَّر اسم المهندس محمد غازي الجلالي المشهد السوري بعد سقوط نظام بشار الأسد وسيطرة فصائل المعارضة على دمشق. 

هذا التحول الذي أنهى عقوداً من حكم عائلة الأسد وضع الجلالي في موقع مسؤولية استثنائية، حيث كُلِّف بإدارة شؤون الدولة والإشراف على نقل السلطة إلى القيادة الجديدة التي يختارها الشعب السوري.

سقوط النظام: نهاية حكم عائلة الأسد

شهدت دمشق يوم الأحد لحظة تاريخية بعدما أعلنت فصائل المعارضة سيطرتها الكاملة على العاصمة، ما أجبر الرئيس بشار الأسد على الفرار خارج البلاد. 

بهذا، انتهى حكم استمر قرابة نصف قرن لعائلة الأسد، في ختام صراع مدمر استمر لأكثر من 13 عاماً. هذه الأحداث التي زلزلت المشهد الإقليمي وضعت مستقبل سوريا على مسار جديد، بعد أن عاشت تحت وطأة الحرب والانقسام لسنوات طويلة.

من هو محمد غازي الجلالي؟

ولد محمد غازي الجلالي في 22 مارس 1969، وهو شخصية سورية بارزة تحمل سجلاً مهنياً وأكاديمياً متنوعاً. 

حصل على شهادة الهندسة المدنية من جامعة دمشق عام 1991، ثم واصل دراساته العليا ليحصل على الماجستير والدكتوراه في الهندسة والاقتصاد الهندسي من جامعة عين شمس بالقاهرة.
على مدى عقود، برز الجلالي كخبير ومستشار في تنفيذ مشاريع هندسية كبرى في القطاعين العام والخاص، وشارك في إعداد العديد من الأبحاث العلمية والدورات التدريبية المتعلقة بإدارة العقود الهندسية والتحكيم.

المسيرة المهنية والمناصب الوزارية

شغل الجلالي عدداً من المناصب المؤثرة خلال مسيرته المهنية، حيث كان معاوناً لوزير الاتصالات والتقانة بين عامي 2008 و2014، قبل أن يتولى الوزارة نفسها من أغسطس 2014 وحتى يوليو 2016.

 كما شغل منصب رئيس الجامعة السورية الخاصة في الفترة من سبتمبر 2023 حتى تكليفه برئاسة الوزراء في سبتمبر 2024.
تاريخياً، ارتبط اسمه بحزب البعث السوري، ما جعله عرضة للعقوبات الأوروبية في عام 2014 لدوره في دعم سياسات النظام السوري خلال سنوات القمع.

الجلالي في ظل التحول السياسي: بين الحياد والمسؤولية

في ظل التغيرات الجذرية التي شهدتها سوريا، أعلن الجلالي موقفاً واضحاً يركز على الحفاظ على مؤسسات الدولة بعيداً عن الفوضى. 

وفي خطاب متلفز يوم الأحد، أكد استعداده للتعاون مع أي قيادة جديدة يختارها الشعب السوري، مشدداً على أهمية نقل السلطة بسلاسة لضمان استمرارية عمل مؤسسات الدولة.

وقال الجلالي: "لن أغادر منزلي، فهذه أرضي ووطني، وسأظل أعمل من أجل الحفاظ على مقدرات الدولة التي هي ملك لجميع السوريين". 

كما أشار إلى وجود تنسيق مع الفصائل المسلحة من خلال "غرفة عمليات الجنوب" لضمان استمرار تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين.

وفي حديثه مع قناة "العربية"، أضاف: "معظم الوزراء ما زالوا في دمشق، ونحثهم على العودة إلى مواقع عملهم لتسيير شؤون المواطنين. الأهم الآن هو الحفاظ على المرافق العامة ومنع انهيارها".

تحديات الانتقال: بين الماضي والمستقبل

رغم موقفه الذي يبدو متوازناً، يواجه الجلالي تحديات كبرى في ظل انعدام الثقة بين مختلف الأطراف الفاعلة.

 فارتباطه السابق بحكومة الأسد وحزب البعث يجعله محل تساؤلات من قبل بعض القوى المعارضة، رغم تعهده بالحياد والعمل لصالح جميع السوريين.

الجلالي أكد أنه اختار البقاء في سوريا والعمل مع "الفيلق الخامس" لتنسيق العمليات العسكرية بما يحافظ على الاستقرار. 

كما أشار إلى أن انتقال السلطة لن يكون مجرد عملية إدارية، بل خطوة تحمل دلالات عميقة لإعادة بناء الثقة بين الدولة والشعب.

رسائل الأمل وتحذيرات من الفوضى

مع تصاعد القلق والخوف بين السوريين عقب سقوط النظام، وجه الجلالي دعوة إلى كل المواطنين للوقوف صفاً واحداً من أجل الحفاظ على مقدرات الدولة.

 "هذه المؤسسات ليست ملكاً لأحد، بل هي ملك لكل السوريين"، هكذا قال الجلالي، مضيفاً أنه مستعد لتقديم كل التسهيلات الممكنة لتأمين نقل السلطة دون أن تتعرض البلاد لمزيد من الانهيار.

في المقابل، أصدر أحمد الشرع، المعروف بـ"أبو محمد الجولاني"، قائد "هيئة تحرير الشام"، بياناً يطالب فيه قواته بعدم التدخل في المؤسسات العامة، مؤكداً بقاء الجلالي على رأس عمله حتى يتم تسليمها بشكل رسمي للقيادة الجديدة. 

إقرأ أيضًا:

حافظ الأسد: من قاع البئر إلى قمة السلطة في سوريا

حكمه استمر 25 عاما.. أبرز المحطات فى حياة الرئيس السوري السابق بشار الأسد

من هو المعارض رياض فريد حجاب المرشح لرئاسة وزراء سوريا؟

من هو محمد البشير رئيس الحكومة السورية الجديد؟

search