هزاع بن حمدان بن زايد لـ"المصري الآن": نتعاون مع مصر لبناء نموذج عالمي لرعاية ذوي الهمم

في إطار الشراكة الاستراتيجية المتينة بين مصر و الإمارات العربية المتحدة، شهدت مصر زيارة تاريخية لوفد رفيع المستوى من مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، حيث قام الوفد بجولة مكثفة شملت عدداً من محافظات الجمهورية، وذلك في إطار تعزيز التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين في مجال رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة.

الإسكندرية تختتم الجولة

شهدت محافظة الإسكندرية، زيارة ميدانية مميزة نظمها وفد من مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، الذي اختتم جولاته في عدد من مراكز التخاطب بالمحافظات المصرية. جاء ذلك ضمن سلسلة من الزيارات التي تنظمها وزارة الشباب والرياضة المصرية، ممثلة بالإدارة المركزية لشؤون الوزير، "مكتب قادرون باختلاف"، بهدف الوقوف على مستوى الخدمات التأهيلية المقدمة لأصحاب الهمم، وتطويرها بما يليق باحتياجاتهم.

حضر الزيارة سمو الشيخ هزاع بن حمدان بن زايد، وعبد الله عبد العالي الحميدان، الأمين العام لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، إلى جانب أنس البرغوثي الرئيس التنفيذي للعمليات بالقابضة ADQ، والمهندس ممدوح عيد الرئيس التنفيذي لنادي بيراميدز. واطلع الوفد على تفاصيل الخدمات المقدمة في مركزي التخاطب بشباب المسيري والحرمين، حيث أبدى الوفد إعجابه بما تقدمه الوزارة من جهود رامية لتقديم خدمات تأهيلية متخصصة.

وقال سمو الشيخ هزاع بن حمدان بن زايد، في تصريح خاص لـ"المصري الآن"، إن زيارة وفد مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم إلى مراكز التخاطب في مصر، تهدف إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الحيوية، التي تركز على تعزيز جودة الخدمات المقدمة لذوي الهمم وتلبية احتياجاتهم المتنوعة. 

وأوضح سموه أن الزيارة جاءت لتقييم جودة الخدمات التأهيلية التي تقدمها مراكز التخاطب، والتعرف بشكل معمق على احتياجات ذوي الهمم، مما يسهم في تطوير البرامج المقدمة لهم وتكييفها بما يناسب مختلف الفئات العمرية. 

وأضاف أن هذه الزيارة تُعزز من التعاون الثنائي بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية في مجال رعاية أصحاب الهمم، وتدعم تبادل الخبرات والكفاءات بين البلدين، بهدف الارتقاء بمستوى الرعاية والخدمات، وتقديم نموذج يحتذى به في مجالات التأهيل والرعاية الشاملة لذوي الهمم.

تقدير إماراتي للجهود المصرية ودعوات لتطوير البرامج التأهيلية

وفي تصريحات خاصة لـ"المصري الآن"، أشاد عبد الله عبد العالي الحميدان ، الأمين العام لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم ، بالدور الذي تلعبه وزارة الشباب والرياضة المصرية في تحسين مستوى الخدمات التأهيلية، معربًا عن حرص المؤسسة على دعم هذه الجهود والعمل على تطويرها. وأكد الحميدان أن التعاون مع وزارة الشباب والرياضة المصرية سيشهد دفعة نوعية في الفترة المقبلة لتقديم برامج أكثر تخصصاً تناسب احتياجات مختلف الفئات العمرية من أصحاب الهمم. وأشار إلى أن الكوادر العاملة في مراكز التخاطب تحتاج إلى تطوير مستمر، وأن مؤسسة زايد ستساهم في رفع كفاءتها عبر برامج تدريبية متقدمة.

وأضاف الحميدان: "هذا التعاون مع جمهورية مصر العربية يعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، ويمثل خطوة رائدة في تمكين أصحاب الهمم من الحصول على خدمات عالية الجودة، وهو ما تسعى إليه مؤسسة زايد العليا".

إقرأ أيضًا:

أصالة: تعاونت مع تركي آل الشيخ في عمل فني مميز، كلمات أغنية بالسلامة

تعاون متواصل من أجل تمكين أصحاب الهمم

من جانبه، أعرب الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة المصري، عن سعادته بهذا التعاون الوثيق مع دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي يعكس رؤية مشتركة نحو تعزيز حقوق أصحاب الهمم وتقديم أفضل الخدمات لهم داخل مراكز الشباب بمختلف المحافظات. وقال صبحي: "نحن فخورون بهذه الشراكة الاستراتيجية مع مؤسسة زايد العليا، والتي بدأت منذ توقيع مذكرة التفاهم في عام 2021، برعاية ودعم من الشركة القابضة ADQ. نعمل معًا لتطوير مراكز التخاطب وتوفير خدمات مجانية لأصحاب الهمم وأسرهم، ونحرص على استمرار هذا التعاون المثمر".

وأشار الوزير إلى أن الزيارات تأتي في إطار مساعي وزارة الشباب والرياضة لتوفير كافة الاحتياجات الضرورية لأصحاب الهمم وتسهيل حياتهم، وذلك عبر التقييم المستمر لمستوى الخدمة في مراكز التخاطب. كما أضاف صبحي أن الوزارة تعكف على تحديث أدوات التقييم المستخدمة لضمان مواكبتها للمعايير العالمية.
 

إقرأ أيضًا:

مهرجان الإسكندرية يكرم الفنانة العالمية إيزابيل أدرياني

تفقد مراكز التخاطب بمحافظات مصرية متعددة

كانت زيارة الوفد الإماراتي جزءاً من جولة شملت عدة محافظات مصرية، في مقدمتها شمال سيناء حيث زار الوفد مركز شباب العريش ونادي "قادرون باختلاف". وفي اليوم الثاني، استكمل الوفد جولته بزيارة مراكز التخاطب في القناطر الخيرية ومركز التنمية الشبابية بالخانكة، إضافة إلى مركز شباب كوم الأطرون بمحافظة القليوبية. وفي اليوم الثالث، زار الوفد مركز شباب أشمون بمحافظة المنوفية، قبل أن ينتقل إلى مركزي التخاطب بمركزي شباب قولنجيل وبداوى في محافظة الدقهلية.

وخلال تلك الزيارات، اطلع الوفد على مستوى الخدمات التأهيلية المقدمة، وأجرى تقييمات دقيقة على البرامج المقدمة، مثل برامج التخاطب وأدوات التقييم، بالإضافة إلى كفاءة الكادر البشري. وكان الهدف من هذه الزيارات جمع المعلومات اللازمة لتطوير الخدمات بما يلبي تطلعات أصحاب الهمم وأسرهم في مصر.

نحو رؤية شاملة لتمكين أصحاب الهمم

من جانب آخر، أكد أنس البرغوثي الرئيس التنفيذي للعمليات بالقابضة ADQ على التزام الشركة بتقديم الدعم الكامل لمبادرات تمكين أصحاب الهمم في مصر، وأشاد بالتعاون الوثيق مع وزارة الشباب والرياضة ومؤسسة زايد العليا. وصرح قائلاً: "شراكتنا مع وزارة الشباب والرياضة في مصر تأتي في إطار رؤيتنا نحو تحقيق التنمية المستدامة وخلق بيئة شاملة لأصحاب الهمم. نعمل على دعم البنية التحتية لهذه المراكز من خلال توفير الموارد والتدريب المطلوب للكوادر البشرية، بما يضمن تقديم خدمة مستدامة ومتطورة".

وأثنى البرغوثي على الدور الكبير الذي تلعبه الحكومة المصرية في تقديم الخدمات المجانية لأصحاب الهمم عبر مراكز الشباب المنتشرة في كافة المحافظات، مشيرًا إلى أهمية هذه الجهود في تمكين أصحاب الهمم ودعمهم على مختلف الأصعدة.

تقييم شامل لخدمات مراكز التخاطب واحتياجات أصحاب الهمم

هدفت الزيارة الأخيرة إلى محافظة الإسكندرية إلى الوقوف على احتياجات أصحاب الهمم، وذلك في إطار رؤية شاملة تهدف لتطوير البرامج المقدمة وتحديثها بما يتماشى مع التطورات العالمية في هذا المجال. وصرح المهندس ممدوح عيد الرئيس التنفيذي لنادي بيراميدز قائلاً: "نحن في نادي بيراميدز نفخر بأن نكون جزءاً من هذه المبادرة المهمة، ونؤمن بأن تقديم الدعم لأصحاب الهمم هو مسؤولية مجتمعية مشتركة. دعمنا لهذه الزيارات يأتي في إطار التزامنا بتعزيز الخدمات التي تقدمها مراكز التخاطب وتوفير بيئة ملائمة لأصحاب الهمم".

وأكد عيد أن هذه الزيارات الميدانية ستساهم في رصد التحديات التي يواجهها أصحاب الهمم بشكل فعلي، مما يساعد في صياغة برامج تأهيلية ملائمة تلبي تطلعاتهم وتساهم في دمجهم في المجتمع.

إقرأ أيضًا:

مؤتمر ريادة الأعمال يستقطب نخبة المستثمرين والشباب.. فرصة واعدة للاستثمار والابتكار

واختتم الوفد الإماراتي زيارته الميدانية بتفقد مراكز التخاطب بمحافظة الإسكندرية، وقد أشاد الوفد الإماراتي بالجهود المبذولة في مصر لتوفير خدمات تأهيلية متخصصة لأصحاب الهمم، مؤكداً على أهمية التعاون المستمر بين البلدين لتطوير هذه الخدمات وتوسيع نطاقها لتشمل أكبر عدد ممكن من المستفيدين.

مستقبل مشرق للتعاون بين البلدين

تُعد هذه المبادرة بين وزارة الشباب والرياضة المصرية ومؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم نموذجًا يحتذى به في التعاون العربي المشترك لدعم أصحاب الهمم، مما يعكس تطلعات البلدين الشقيقين في تقديم خدمات مجتمعية متميزة.