الأحد، 22 ديسمبر 2024

03:21 ص

محمد مطش يكتب: السياحة المصرية قبلة الشرق والغرب

الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024 09:35 ص

محمد مطش

محمد مطش

السياحة تعد أحد اهم مصادر الدخل القومي لمصر، لما لهذا المجال الحيوي من عوائد كبيرة، نتيجة تشغيل عدد هائل من الكوادر البشرية، ومن المحلات التجارية والمصانع والفنادق وشركات السياحة وقطاع النقل والموصلات البري والبحري والجوي. والسياحة لها مفهوم حديث غير المفهوم القديم الذي نحصره في سفر فرد للترفيه والمتعة، فهي نشاط يقوم به فرد أو مجموعة أفراد، يحدث عنه انتقال من مكان إلى آخر أو من بلد إلى أخر، بغرض أداء مهمة معينة، أو زيارة مكان معيّن أو عدّة أماكن، أو بغرض الترفيه والاطلاع على حضارات وثقافات أخرى، وإضافة معلومات ومشاهدات جديدة، والالتقاء بشعوب وجنسيات متعددة. ما يساعد على زيادة الدخل القومي للدولة، وخلق فرص عمل لكثير من الافراد داخل المجتمع. وتتعدد انواع السياحة واشكالها حسب الغرض منها، فهناك السياحة الدينية والعلاجية والترفيهية والبيئية والتسويقية والثقافية والرياضية، وسياحة المؤتمرات والمعارض والمغامرات.
من هذا المنطلق القائم على أهمية هذا القطاع، فإننا نرى ان مصر كانت ومازالت وستظل مقصدا هاما للسياح العرب والأجانب، فهي وجهة يقصدها السائح من جميع أنحاء العالم، للعديد من الأسباب والعوامل، ففيها الكثير من المعالم السياحية والتاريخية الفريدة، فضلًا عن العجائب والكنوز الأثرية، والتي تعد السمة المميزة لمصر، حيث يقبل الكثير من السائحين على الزيارة لاكتشاف الأهرامات وأبو الهول، بالإضافة إلى بقايا الحضارة المصرية القديمة، والتي تعكس التاريخ الإسلامي والقبطي والروماني واليوناني، والفرعوني.
شهرة السياحة في مصر، تكمن في أنها موطن الحضارة القديمة، بفنها، ومعابدها، كما أنها أيضًا وجهة مميزة من محبي الاستمتاع بالشواطئ الخلابة، ولكل مدينة مصرية سحرها الخاص الذي يمكنك اكتشافه من خلال تاريخها وثقافتها وأنشطتها المختلفة.
مصر قلب الوطن العربي النابض بالحياة، والمغطى بالجمال، والمملوء بالدفء، والمجلل بالقدسية. وتعد أرشيفًا تاريخيًا عالميًا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني، فهي التي على أرضها برزت حضارات، وهي التي تنافس الجميع على حبها والتغني بها، هي عاصمة الفن والحياة، وعاصمة الثقافة والعلم والدين.
والمعالم السياحية في مصر تتنوع على مستوى الجمهورية بأكملها، وكل سائح له اهتمام معين او غرض محدد من الزيارة لمصر، سيجد لنفسه كل شيء بدءا من المتعة والترفيه ووصولا إلى أعظم المناطق التاريخية والحضارية القديمة. فأهرامات الجيزة الشهيرة الباقية على مدار السنين، ومعبد أبو سمبل والكرنك، وفيلة ومعبد ابيدوس في جنوب مصر لعشاق الحضارة وعبق التاريخ، الصحراء البيضاء والتي تُعتبر إحدى أكثر الأماكن الطبيعيّة الخلّابة في صحراء مصر وأكثرها شهرةً. تُسمّى المنطقة بواحة الفرافرة، وواحة سيوة وهي من أقدم الواحات الموجودة في مصر، ومقصد هام للسياح لما لها من فوائد طبية فريدة وهدوء ساحر. منطقة خان الخليلي بوسط القاهرة تعد واحدة من اهم المقاصد التي يأتي اليها السياح لشراء الهدايا التذكارية، وسماع الموسيقى الشرقية الاصيلة على المقاهي ذات الطابع القديم. كما تحتوي محافظة جنوب سيناء على العديد من الأماكن السياحية المميزة ومن بينها الشواطئ الساحرة في مدينتي دهب وطابا والاستمتاع بالشعب المرجانية، وجبال سانت كاترين التي تجلي عليها الله عز وجل، وحمامات فرعون، وغيرها من المناطق السياحية المميزة الأخرى، وكذلك محافظة البحر الأحمر التي تضم العديد من الشواطئ الساحرة والمحميات الطبيعية. كما تعد محمية وادي الريان، وبحيرة قارون، وقرية تونس، والسواقي، من أهم الأماكن السياحية المميزة في الفيوم، فضلا عن الغابات المتحجرة، وقصر قارون، ورحلات السفاري. علاوة على محافظة الإسكندرية عروس البحر المتوسط والتي تضم العديد من الأماكن السياحية التي يقصدها الملايين، وتحتوي علي قلعة قايتباي، ومكتبة الإسكندرية، وعمود السواري، والمسرح الروماني، ومقابر كوم الشقافة، ومتحف الأحياء البحرية، وحدائق المنتزه، وغير ذلك العديد من الأماكن السياحية المميزة والشواطئ، بالإضافة الى منطقة العلمين الجديدة والخط الساحلي الشمالي، الذى اصبح من اهم وابرز المناطق السياحية الجاذبة في مصر.
وتأتي عملية التسويق لكل هذه الأماكن التاريخية والحديثة التي تجذب السائح من كل حدب وصوب، من خلال وضع خطة تسويقية مميزة، للترويج للقطاع السياحي والتي تشمل عمال الصيانة للمقتنيات الأثرية، مع خفض رسوم زيارات المتاحف والمناطق الأثرية، ومواصلة الإعلان عن الاكتشافات الأثرية الحديثة، والترويج لها بالطرق التقليدية المتعارف عليها، ومن خلال المنصات الرسمية لوزارة السياحة وشركات السياحة والفنادق، مع إدراج زيارتها في تفعيل دور مكاتب التنشيط السياحي المصرية بالخارج، في التعريف بالمُنتج السياحي المصري وخصائصه المُميّزة، تقديم عروض للشركات لجذب عدد كبير من الافواج السياحية لزيارة ابرز المعالم السياحية والاثرية في مصر.
القطاع السياحي المصري، يمثل ركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني، فهو يساهم بشكل كبير في توفير فرص العمل وزيادة العائدات الأجنبية، مما يسهم في رفع مستوى المعيشة وتقليل معدلات البطالة وخاصة بين الشباب. لذلك، يتعين على جميع القطاعات في الدولة العمل سوياً لتقديم صورة حضارية مشرفة، تعكس تاريخ ومكانة مصر العظيمة. ولتحقيق ذلك يجب التركيز على غرس ثقافة التعليم السياحي منذ المراحل المبكرة. فتكوين جيل واعٍ يمتلك الثقافة السياحية اللازمة، هو أمر حيوي لضمان حسن التعامل مع السياح، وزيادة وعيهم بأهمية السياحة. ويجب أن تبدأ هذه المبادرة من المدارس، حيث يتم تعزيز قيم الضيافة والترحيب لدى الطلاب، مما يساعد في بناء شخصية سياحية واثقة.
علاوةً على ذلك، يتعين على الهيئات والمنظمات المعنية بالقطاع السياحي، أن تتولى دوراً محورياً في توعية المجتمع بأهمية السياحة، وتأثيرها الإيجابي على التنمية الاجتماعية والاقتصادية. ويمكن تحقيق ذلك من خلال تنظيم ورش عمل، وحملات توعوية، وفعاليات ثقافية تعمل على إبراز فوائد السياحة للدولة، وتنمية قيم الانفتاح والتسامح.
تعاون جميع الأطراف المعنية، سواء من الحكومة أو القطاع الخاص أو المجتمع المدني، هو مفتاح النجاح في تعزيز السياحة في مصر، وضمان استدامتها كرافد رئيسي للاقتصاد الوطن.

search