السبت، 02 نوفمبر 2024

09:38 م

وزيرة البيئة: مصر قبلة الطيور المهاجرة و محطة هامة للتكاثر والغذاء

السبت، 12 أكتوبر 2024 04:03 م

باسم ياسر

اليوم العالمى للطيور المهاجرة

اليوم العالمى للطيور المهاجرة

أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة أن مصر تحتل مكانة فريدة على خارطة الهجرة العالمية للطيور، بسبب موقعها المتميز.

الاحتفال باليوم العالمى للطيور المهاجرة

جاء ذلك خلال تصريحات الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة المصرية، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى للطيور المهاجرة، حيث أوضحت أن الطيور المهاجرة تؤدي أدوارًا مهمة في الحفاظ على توازن الأنظمة البيئية، حيث تساعد في مكافحة الحشرات الضارة وتلقيح النباتات، وتنظيم أعداد بعض الحيوانات الصغيرة.

وأكدت وزيرة البيئة أن مصر تحتل مكانة فريدة على خارطة الهجرة العالمية للطيور، إذ تعد نقطة عبور أساسية للكثير من الأنواع المهاجرة التي تعبر من قارات أفريقيا إلى أوروبا والعكس، بفضل موقعها الجغرافي المميز، وتوفر مصر بيئات غنية وملائمة لتغذية وتكاثر الطيور المهاجرة، ما يجعلها بمثابة محطة حيوية لهذه الطيور خلال رحلاتها الطويلة.

 وفي هذا السياق، يحتفل العالم في كل من 11 مايو و12 أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للطيور المهاجرة، الذي يهدف إلى تسليط الضوء على أهمية الحفاظ على هذه الكائنات، وتعزيز الوعي البيئي العالمي تجاه المخاطر التي تواجهها، سواء من حيث تقليص الموائل الطبيعية أو انخفاض أعداد الحشرات التي تمثل غذاءً أساسياً لهذه الطيور.

أهمية اليوم العالمي للطيور المهاجرة

منذ تأسيس اليوم العالمى للطيور المهاجرة كمنصة عالمية، يركز الاحتفال على التوعية بأهمية الطيور المهاجرة وأدوارها الحيوية في الحفاظ على التوازن البيئي.

 وفي كل عام، يتم تسليط الضوء على موضوع معين يرتبط بالطيور المهاجرة، وفي هذا العام، كان التركيز على العلاقة بين الطيور والحشرات، حيث تشكل الحشرات جزءً لا يتجزأ من النظام الغذائي للعديد من أنواع الطيور، سواء خلال مواسم التكاثر أو أثناء الهجرة الطويلة التي تقوم بها الطيور عبر القارات.

تصريحات الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة

أوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة المصرية، في تصريحاتها بمناسبة الاحتفال بهذا اليوم أن الطيور المهاجرة تؤدي أدوارًا مهمة في الحفاظ على توازن الأنظمة البيئية، حيث تساعد في مكافحة الحشرات الضارة وتلقيح النباتات، وتنظيم أعداد بعض الحيوانات الصغيرة، وباعتبار مصر ملتقى للعديد من أنواع الطيور المهاجرة، فإن دورها في حماية هذه الطيور والحفاظ على موائلها الطبيعية يعتبر حيويًا للغاية.

العلاقة بين الحشرات والطيور

أحد المحاور الهامة التي تطرق إليها الاحتفال هذا العام هو التركيز على العلاقة بين الطيور المهاجرة والحشرات، حيث تعتبر الحشرات من أهم مصادر الطاقة للطيور، ليس فقط خلال مواسم التكاثر، بل أيضًا خلال رحلات الهجرة الطويلة التي قد تستغرق آلاف الكيلومترات.

 تعتمد الطيور على توافر الحشرات في البيئات المختلفة التي تمر بها خلال مسار الهجرة، سواء كانت تلك البيئات في الغابات أو الأراضي الرطبة أو الحقول الزراعية.

خطورة فقدان الحشرات على حياة الطيور المهاجرة

فقدان أعداد كبيرة من الحشرات بسبب استخدام المبيدات الزراعية وتدمير المساحات الطبيعية، يشكل تهديدًا مباشرًا على بقاء الطيور المهاجرة، وباتت هذه المسألة تشكل تحدياً كبيراً أمام الطيور المهاجرة، حيث يؤدي نقص الغذاء إلى ضعف قدرة الطيور على إكمال رحلاتها الطويلة، ويؤثر على صحتها العامة، وعلى قدرة الطيور على التكاثر والنجاة.

المخاطر التي تواجه الطيور المهاجرة

الهجرة ليست مجرد رحلة عابرة للطيور، بل تمثل تحديات جسيمة قد تهدد حياة هذه الكائنات، من أبرز المخاطر التي تواجه الطيور المهاجرة هو فقدان الموائل الطبيعية. إزالة الغابات وتدمير الأراضي الرطبة من أجل التنمية الزراعية أو الحضرية، يحد بشكل كبير من الأماكن التي تستطيع الطيور أن تستريح فيها أو تجد الغذاء، وعلى سبيل المثال، تُستخدم المبيدات الحشرية بشكل مكثف في المناطق الزراعية، ما يؤدي إلى تدمير الحشرات التي تعتمد عليها الطيور في غذائها، ومع نقص الحشرات، تقل مصادر الطاقة اللازمة للطيور لتواصل رحلاتها وتكاثرها بنجاح.

أثر التغيرات المناخية على حياة الطيور المهاجرة

إلى جانب ذلك، يؤثر التغير المناخي بشكل كبير على أنماط الهجرة، حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط الطقس إلى تغيير توقيت هجرة الطيور أو حتى اضطرارها لتغيير مساراتها، مما يضع المزيد من الضغوط على هذه الأنواع المهاجرة، وربما يؤدي إلى انقراض بعض الأنواع الأكثر ضعفاً. 

وأكدت وزيرة البيئة المصرية على أن هناك جهودًا مستمرة في مصر لفهم آثار التغير المناخي على هجرة الطيور والعمل على التكيف معها من خلال تطوير سياسات حماية بيئية متكاملة.

دور مصر في حماية الطيور المهاجرة

باعتبارها دولة تمر بها العديد من طرق هجرة الطيور، تلعب مصر دوراً حاسمًا في حماية هذه الأنواع وتوفير الظروف الملائمة لها خلال رحلاتها. 

تقع مصر في مسار الهجرة الأوراسي-الأفريقي، الذي يعتبر أحد أهم مسارات الهجرة العالمية، حيث يعبر هذا المسار ملايين الطيور سنويًا من أوروبا وآسيا باتجاه أفريقيا، بحثًا عن موائل أكثر دفئًا وغذاء متوفر.

وسلطت وزيرة البيئة المصرية الضوء على الجهود التي تبذلها مصر لتعزيز حماية الطيور المهاجرة، ومنها تطوير المحميات الطبيعية التي تعد نقاط توقف هامة للطيور المهاجرة، وتفعيل القوانين التي تحظر الصيد الجائر، فضلاً عن تنفيذ برامج توعوية تستهدف رفع الوعي المجتمعي بأهمية الطيور المهاجرة ودورها البيئي. كما شددت الوزيرة على ضرورة تعزيز التعاون الدولي في هذا المجال، نظراً لأن حماية الطيور المهاجرة تتطلب جهوداً مشتركة على المستوى العالمي، حيث إن هذه الطيور لا تعرف الحدود الجغرافية للدول.

الحلول المقترحة لحماية الطيور المهاجرة

في إطار حملة اليوم العالمي للطيور المهاجرة لعام 2024، تدعو المنظمات الدولية المعنية إلى اتخاذ تدابير عاجلة للحفاظ على الحشرات والموائل الطبيعية التي تعتمد عليها الطيور.

 ومن أهم هذه التدابير التى تدعو لها المنظمات الدولية، تقليل استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة الكيماوية التي تؤثر سلبًا على الحشرات، وتعزيز الزراعة العضوية التي تقلل من الأثر البيئي السلبي على التنوع البيولوجي. 

بالإضافة إلى ذلك، يشدد خبراء البيئة على أهمية الحفاظ على الغطاء النباتي الطبيعي الذي يوفر للطيور موائل آمنة للتغذية والتكاثر.

أيضاً، يتم التركيز على ضرورة توسيع نطاق المحميات الطبيعية والمناطق المحمية في مصر وغيرها من الدول التي تمر بها الطيور المهاجرة. 

توفر هذه المحميات الطبيعية بيئات آمنة للطيور للتغذية والاستراحة خلال رحلاتها الطويلة، مما يساهم في تعزيز بقاء هذه الأنواع والحفاظ على تنوعها البيولوجي.

الطيور المهاجرة جسر بين الثقافات

لا يقتصر دور الطيور المهاجرة على الحفاظ على التوازن البيئي فحسب، بل إنها تمثل جسراً بين الثقافات والشعوب، حيث تُعد الطيور المهاجرة رمزاً للترابط بين البيئات المختلفة، إذ تنقل معها الأملاح والمغذيات والبذور بين القارات، مما يعزز التنوع البيولوجي.

 كما تشكل هذه الطيور جزءً من التراث الطبيعي والثقافي للعديد من الشعوب والمجتمعات حول العالم، حيث تحتفي بها في الفولكلور والفنون.

ويظل الاحتفال باليوم العالمي للطيور المهاجرة تذكرة بأهمية الدور الذي تلعبه هذه الكائنات في الحفاظ على التوازن البيئي.

وتعمل الدول بالمشاركة مع المنظمات الدولية على تعزيز الوعي بأهمية الحشرات للطيور المهاجرة، والعمل على تقليل التأثيرات السلبية للنشاط البشري خاصة استخدام المبيدات الزراعية، يمكننا المساهمة في حماية هذا التراث الطبيعي الذي يجسد التنوع البيولوجي الذي نعيش فيه.

search