السبت، 02 نوفمبر 2024

09:39 م

وزيرة البيئة: التحول إلى الطاقة المستدامة ضرورة لتحقيق التنمية

الثلاثاء، 01 أكتوبر 2024 02:08 م

باسم ياسر

مشاركة وزيرة البيئة فى أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة

مشاركة وزيرة البيئة فى أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة

أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة أن التحول لاستخدام الطاقة المستدامة، ليس فقط ضرورة بيئية ولكنه لازم لتحقيق التنمية المستدامة.

مشاركة وزيرة البيئة فى أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة

جاء ذلك خلال مشاركة وزيرة البيئة في افتتاح النسخة الثانية من "أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة"، الذى يعقد تحت رعاية جامعة الدول العربية ووزارة الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر، بحضور نخبة من المسؤولين الحكوميين والمستثمرين، إلى جانب كبار الشخصيات من المنظمات الإقليمية والدولية.

التحول إلى الطاقة المستدامة والتحديات المرتبطة بها

في كلمتها الافتتاحية، شدّدت الدكتورة ياسمين فؤاد على أهمية هذا المنتدى الإقليمي في مناقشة قضايا الطاقة المستدامة وتحديات التحول إلى مصادر طاقة نظيفة ومتجددة، وأوضحت الوزيرة أن المنطقة العربية ومنطقة البحر المتوسط تواجه تحديات مناخية جسيمة، حيث ترتفع درجات الحرارة بمعدل أسرع من المتوسط العالمي بنسبة تصل إلى 20%.

 ومع النمو السكاني المتزايد في هذه المناطق، الذي يصل إلى أكثر من 510 مليون نسمة، يبرز تحدي تغير المناخ وتأثيراته على الأمن الغذائي ودورة المياه والصحة العامة كقضايا ملحة يجب التعامل معها بجدية.

وأكدت الوزيرة على أهمية التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة هذه التحديات، معتبرة أن التحول إلى الطاقة المستدامة ليس فقط ضرورة بيئية، ولكنه أيضًا شرط أساسي لتحقيق التنمية المستدامة والأمن الغذائي والمائي في المنطقة.

رؤية مصر للانتقال العادل للطاقة

أحد المحاور الأساسية التي تطرقت إليها الدكتورة ياسمين فؤاد هو مفهوم "الانتقال العادل للطاقة"، وهو مصطلح سبق أن أطلقته مصر خلال استضافتها لمؤتمر المناخ COP27 وتأتي هذه المبادرة في إطار السعي لتسهيل التحول إلى الطاقة المتجددة مع مراعاة الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية، خاصة للعمال الذين قد تتأثر وظائفهم جراء التحول من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة النظيفة.

 وأشارت وزيرة البيئة إلى ضرورة خلق فرص عمل جديدة تواكب هذا التحول لضمان تحقيق انتقال عادل ومستدام.

كما استعرضت وزيرة البيئة دور مصر الريادي في تعزيز استخدام الطاقة المتجددة، مشيرة إلى المبادرات الرئاسية مثل "المبادرة الأفريقية للطاقة المتجددة" التي أطلقتها مصر خلال رئاستها للجنة الدول الأفريقية المعنية بتغير المناخ، والتي ساهمت في توحيد موقف القارة الأفريقية في المحافل الدولية، وخاصة خلال مؤتمر باريس للمناخ.

التحديات المالية والتمويل الدولي

أحد التحديات الكبرى التي تواجه دول المنطقة في مسيرتها نحو التحول إلى الطاقة المستدامة هو التحدي المالي. وأشارت وزيرة البيئة إلى أن التمويل لا يزال يمثل عائقًا كبيرًا، رغم الدعم الذي تقدمه المؤسسات الدولية والبنوك التنموية لتخفيف المخاطر الاستثمارية في مجال الطاقة المتجددة. فالدول تجد نفسها تحت ضغط الاقتراض لتطوير البنية التحتية اللازمة لجذب الاستثمارات في هذا القطاع. ولفتت إلى أن التمويل يعد إحدى القضايا المركزية التي سيتم مناقشتها خلال مؤتمر المناخ القادم COP29، خاصة مع الحاجة إلى تحديد مصادر تمويل جديدة سواء من القطاع الخاص أو من الموازنات الحكومية لتحقيق الأهداف المرجوة حتى عام 2035.

أهمية التعاون الإقليمي والدروس المستفادة

تطرقت الوزيرة إلى أهمية تبادل الخبرات بين الدول العربية ودول البحر المتوسط في مجال الطاقة المستدامة، فمن خلال التعاون الإقليمي متعدد الأطراف، يمكن تسريع وتيرة التحول نحو الطاقة النظيفة وتجاوز العديد من العقبات التي تواجه دول المنطقة. هذا التعاون لا يقتصر فقط على تبادل الخبرات، بل يشمل أيضًا مشاركة قصص النجاح والدروس المستفادة من التجارب السابقة، مما يسهم في تعزيز قدرة الدول على مواجهة التحديات المستقبلية بشكل مشترك.

وفي ظل التحضيرات الجارية لمؤتمر المناخ القادم، أكدت الوزيرة على أهمية الخروج بتوافق دولي حول التمويل المطلوب لدعم الدول النامية في مسيرتها نحو التحول إلى الطاقة المستدامة، مشيرة إلى أن مصر، بالتعاون مع أستراليا، ستقود المفاوضات حول التمويل في المؤتمر لضمان تحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ.

الطريق نحو التنمية المستدامة

أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة يعتبر خطوة هامة نحو تحقيق التنمية المستدامة، إذ يسلط الضوء على السياسات والابتكارات التي تدعم التحول إلى الطاقة النظيفة، والتي تعتبر جزءًا لا يتجزأ من التزامات مصر الدولية في الاتفاقيات البيئية. ومن خلال التعاون مع المنظمات الدولية وشركاء التنمية، تسعى وزارة البيئة إلى تعزيز الاقتصاد الأخضر وتحقيق الاستخدام الأمثل للطاقة المتجددة، مما يساهم في بناء مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة.

search