السبت، 02 نوفمبر 2024

11:36 م

ذكرى رحيل خالد صالح.. فنان السهل الممتنع (بروفايل)

الأربعاء، 25 سبتمبر 2024 11:56 م

هدير جمعه

خالد صالح

خالد صالح

 

ولد الفنان خالد صالح في 20 يناير 1964 في أبو النمرس، وحصل على درجة البكالوريوس في التجارة الخارجية قبل أن يلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية.

اشتهر الراحل خالد صالح بأدائه المتميز للأدوار المركبة والشخصيات المعقدة، تاركاً بصمة واضحة في تاريخ السينما والتلفزيون المصري. قدم صالح خلال مسيرته الفنية الطويلة ما يقرب من 70 عملاً فنياً، منها 16 مسلسلاً و32 فيلماً و5 مسرحيات، إلى جانب العديد من الأعمال الإذاعية.

من أبو النمرس إلى العالمية

ولد الفنان الراحل خالد صالح في أحضان أبو النمرس، حاملاً معه منذ صغره قصة كفاح وتحدٍ. فقد نشأ يتيماً، وتولى شقيقه تربيته، ليكبر شاباً طموحاً يبحث عن تحقيق أحلامه.

بداية متواضعة وطموح لا يلين

بعد تخرجه من كلية الحقوق، لم يجد خالد صالح نفسه في عالم المحاماة. فقرر أن يتبع شغفه بالفن، وبدأ رحلته من خلال مسرح الجامعة، ثم عمل سائق تاكسي، وبعدها سافر إلى الخليج بحثاً عن فرصة أفضل. ورغم حلمه بإنشاء مصنع حلويات، إلا أن القدر كان له شأن آخر.

الانطلاقة الفنية

عاد خالد صالح إلى مصر ليبدأ مشواره الفني من الصفر، حيث عمل كومبارس في المسرح، ثم مساعد مخرج. كانت بدايته الفنية في فيلم "جمال عبد الناصر" عام 1996، حيث جسد شخصية صلاح نصر. ومنذ ذلك الحين، لم يتوقف عن تقديم أعمال فنية مميزة، أثبت من خلالها موهبته الفنية الكبيرة وقدرته على تجسيد الشخصيات المعقدة.

نجم السينما المصرية

في عام 2000، قرر خالد صالح التفرغ التام للتمثيل، فلمع نجمه سريعاً، وقدم العديد من الأعمال الناجحة التي حفرت اسمه في تاريخ السينما المصرية. من أبرز أفلامه "تيتو"، "عمارة يعقوبيان"، "الريس عمر حرب"، و"هي فوضى". كما قدم العديد من المسلسلات التلفزيونية الناجحة، مثل "سلطان الغرام" و"بعد الفراق".

رحلة حافلة بالإنجازات

أثبت خالد صالح أنه فنان متعدد المواهب، حيث قدم أداءً صوتياً مميزاً في فيلم "نيمو". كما شارك في العديد من الأعمال المسرحية، وأثبت أنه ممثل قادر على تقديم كل الأدوار، سواء كانت كوميدية أو تراجيدية.

رحيل مفاجئ

رحل الفنان خالد صالح عن عالمنا في عام 2014، تاركاً خلفه إرثاً فنياً كبيراً، وأسرة فنية كبيرة تحبه وتفتقده.

قلب عطاء لا يعرف الحدود

لم يقتصر اهتمام الفنان الراحل خالد صالح على عالم الفن فحسب، بل امتد إلى خدمة المجتمع وتقديم العون للمحتاجين. فقد كان يحرص في كل زيارة له إلى بلد جديد على زيارة المؤسسات الخيرية ومراكز رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، معتبرًا ذلك واجبًا إنسانيًا عليه.

لقد ترك بصمة واضحة في قلوب الكثيرين من خلال مبادراته الخيرية. ففي دبي، خصص وقتًا لزيارة مركز راشد لرعاية الأطفال، حيث قدم الدعم المعنوي للأطفال وذويهم. وفي أبوظبي، اتخذ قرارًا جريئًا بالتضحية بجزء من وقته الثمين، متخليًا عن حضور فعاليات مهرجان الشرق الأوسط للسينما لمدة ثلاثة أيام كاملة، ليتوجه إلى السودان للمشاركة في حفل تدشين مستشفى جديد لمرضى السرطان الأطفال.

هذه اللفتة الكريمة من الفنان الراحل تؤكد على مدى اهتمامه بقضايا المجتمع، وحرصه على تقديم المساعدة لمن هم في أمس الحاجة إليها. لقد كان خالد صالح مثالًا يحتذى به في العطاء والتضحية، وسيظل اسمه مرتبطًا بالأعمال الخيرية والإنسانية.

خالد صالح بين مدح النقاد وعتابهم

كان الفنان الراحل خالد صالح شخصية محورية في المشهد الدرامي العربي، خاصة خلال فترة السنوات الأخيرة من حياته. وقد حظي أدائه باهتمام كبير من النقاد والجمهور على حد سواء، مما أدى إلى تباين الآراء حوله.

فمن ناحية، وجدنا أن العديد من النقاد يعتبرون خالد صالح امتدادًا لجيل العمالقة في التمثيل المصري، أمثال زكي رستم ومحمود المليجي. فقد أثنوا على قدرته الفائقة على تجسيد الشخصيات المعقدة، ووصفوها بالصدق والواقعية. وقد أشاروا إلى أن أداءه كان يتميز بالعمق والتشخيص الدقيق، مما جعله يندمج تمامًا مع الدور الذي يؤديه. هذه الموهبة الفذة، إلى جانب كاريزمته الشخصية، جعلت منه أحد أبرز نجوم الدراما العربية، وحظي بشعبية واسعة تجاوزت حدود الوطن العربي.

ولكن، في المقابل، هناك من انتقد اختيار خالد صالح للأدوار التي قدمها في بعض المسلسلات الرمضانية، والتي كانت تمثل قمة عطائه الفني. فقد رأى هؤلاء النقاد أن بعض الأدوار التي جسدها لم تكن مناسبة لسنّه ومظهره، وأن الأحداث كانت تتطلب شخصية أكثر شبابية وجاذبية.

هذا التباين في الآراء حول أداء خالد صالح يعكس مدى تأثيره في المشهد الدرامي، وكيف أصبح محل اهتمام النقاد والجمهور على حد سواء. فبين من يراه أيقونة للتمثيل، ومن يرى أن اختياراته الفنية لم تكن دائماً موفقًا، يبقى خالد صالح اسمًا لامعًا في سجل الدراما العربية، وسيظل أدائه محل نقاش وتقييم للأجيال القادمة.

لمحة على مسيرته السينمائية

بدأت رحلة خالد صالح الفنية عام 1997 بفيلم "بخيت وعديلة 2: الجردل والكنكة"، وتوالى بعدها العديد من الأعمال التي تنوعت بين الكوميديا والدراما والأكشن. من أبرز أفلامه التي لاقت نجاحًا كبيرًا: "جمال عبد الناصر" عام 1998، و"جنة الشياطين" عام 1999، و"النمس" عام 2000.

في بداية الألفية الجديدة، قدم خالد صالح مجموعة من الأفلام التي تنوعت بين الكوميديا الاجتماعية والدراما، مثل "الحب مسرحية من 3 فصول" و"كرسي في الكلوب" و"خلي الدماغ صاحي" عام 2001. وفي عام 2002 قدم فيلمي "محامي خلع" و"النعامة والطاووس"، وفي العام التالي قدم فيلم "ميدو مشاكل" وشارك بصوته في فيلم الرسوم المتحركة العالمي "البحث عن نيمو".

حقق خالد صالح قفزة نوعية في مسيرته الفنية عام 2004 بفيلم "تيتو"، والذي قدم فيه شخصية مميزة حازت على إعجاب النقاد والجمهور. وتوالى بعدها العديد من الأعمال الناجحة مثل "أحلى الأوقات" و"خالي من الكوليسترول" و"فتح عينيك" و"حرب أطاليا" و"ملاكي إسكندرية" و"عن العشق والهوى" و"ثمن دستة أشرار" و"أحلام حقيقية" كلها في عام 2005.

عام 2006 كان عامًا حافلاً بأعمال خالد صالح، حيث قدم أفلامًا مهمة مثل "عمارة يعقوبيان" و"هي فوضى". وفي العام التالي قدم فيلم "الريس عمر حرب" و"كيوت". كما شارك بصوته في فيلم الرسوم المتحركة "آخر أيام الأرض" عام 2009.

استمر خالد صالح في تقديم أعمال مميزة حتى وفاته، من أبرزها "ابن القنصل" عام 2010، و"لبن العصفور" و"كف القمر" في عام 2011، و"المصلحة" عام 2012، و"فبراير الأسود" و"الحرامي والعبيط" في عام 2013، وختم مسيرته السينمائية بفيلم "الجزيرة 2" عام 2014.

والفنان  خالد صالح كان ممثلًا موهوبًا ترك بصمة واضحة في تاريخ السينما المصرية، وأثبت أنه قادر على تقديم أدوار متنوعة ومختلفة، مما جعله أيقونة من أيقونات الفن المصري.

ترك فراغاً كبيراً في الوسط الفني، حيث كان يتميز بأدائه القوي وحضوره اللافت على الشاشة. وقد نال إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء بأدواره المتنوعة التي قدمها، والتي تركت بصمة لا تمحى في ذاكرة المشاهد العربي.

search