السبت، 02 نوفمبر 2024

09:32 م

في ذكرى رحيلهما.. إبداعات صلاح السقا وخالد صالح

الأربعاء، 25 سبتمبر 2024 10:24 ص

هدير جمعه

صلاح السقا و خالد صالح

صلاح السقا و خالد صالح

يحمل يوم 25 سبتمبر ذكريات أليمة لمحبى الفن المصرى، حيث شهد هذا اليوم رحيل 2 من نجوم الفن وهما المخرج المسرحى الكبير صلاح السقا رائد مسرح العرائس، والنجم خالد صالح

أهم المعلومات عن المخرج الكبير صلاح السقا

رحل عن عالمنا في 25 سبتمبر 2010، تاركًا إرثًا فنيًا غنيًا وحبًا عميقًا للفن، إنه المخرج المسرحي المصري الكبير صلاح السقا، الرائد الحقيقي لفن تحريك العرائس في مصر والوطن العربي.

ولد صلاح الدين عبد العزيز السقا في 11 مارس 1932 بمحافظة الدقهلية، وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة عين شمس، إلا أن شغفه بالفن دفعه إلى ترك المحاماة والانطلاق في عالم الإبداع.

بدأ صلاح السقا مسيرته الأكاديمية بدراسة القانون وتخرجه من جامعة عين شمس، ليعمل محاميًا لفترة وجيزة، إلا أن شغفه الحقيقي بالفن، وتحديدًا بفن العرائس، دفعه إلى اتخاذ قرار جريء بتغيير مسار حياته المهني تمامًا. 

 التحق"السقا" بدورة تدريبية مكثفة في فن العرائس على يد الخبير الروسي سيرجي أورازوف، الذي يعتبر الأب الروحي لفناني العرائس في العالم، وبعدها، سافر إلى رومانيا لإكمال دراساته العليا في مجال الإخراج المسرحي وتخصص فن العرائس، ليعود إلى مصر حاملًا شهادة الدبلومة، لم يكتفِ السقا بذلك، بل واصل تحصيله العلمي وحصل على درجة الماجستير في الإخراج من معهد السينما عام 1969، ليثبت بذلك مدى التزامه بتطوير نفسه في المجال الفني الذي اختاره.

ترك صلاح السقا بصمة واضحة في تاريخ الفن المصري من خلال مجموعة متنوعة من الأعمال التي قدمها، والتي أثرت في أجيال متتالية. ومن أبرز هذه الأعمال مسرحية "حلم الوزير سعدون"، و"حسن الصياد"، و"الأطفال يدخلون البرلمان"، و"خرج ولم يعد". ولكن يبقى العمل الفني الأبرز في مسيرته هو مسرحية "الليلة الكبيرة" التي قدمها في الستينيات، والتي كتب كلماتها الشاعر الكبير صلاح جاهين ولحنها الشيخ سيد مكاوي، وحققت هذه المسرحية نجاحًا ساحقًا، وظلت حتى يومنا هذا علامة فارقة في تاريخ المسرح العربي، ولا تزال تحظى بإعجاب الجمهور وتقديره.

صلاح السقا.. سيرة عطاء حفرت اسمها في تاريخ الفن المصري

في سبعينيات القرن الماضي، أطلق صلاح السقا العنان لموهبته الإخراجية، فتنوعت أعماله بين العروض المسرحية التي استوحت قصصها من شِعر عمالقة الأدب المصري، فمن خلال تعاونه مع الشاعر عبد الرحمن الأبنودي في مسرحيتي "مقالب صحصح" و"تابعه دندش"، قدم لنا لوحات فنية تعكس عبقرية الشاعر وقدرة المخرج على ترجمتها إلى واقع مسرحي حي. كما استعان بأعمال شعراء آخرين أمثال سيد حجاب في مسرحية "أبو على"، وإيهاب شاكر في مجموعة من المسرحيات التي شارك في حوارها صلاح جاهين، مثل "عودة الشاطر حسن" و"عقلة الصباع" و"الديك العجيب". ولم يغفل السقا دعم المواهب الشابة، فقدم مسرحية "حكاية سقا" التي كتبها سمير عبد الباقي في بداية مسيرته الفنية.

لم يقتصر إبداع صلاح السقا على المسرح المصري فحسب، بل امتد تأثيره إلى العديد من الدول العربية، فقد كان له دور محوري في إنشاء مسارح للعرائس في دول مثل سوريا والكويت وقطر وتونس والعراق، مما ساهم في نشر هذا الفن وتطويره على مستوى المنطقة. ولم يتوقف دوره عند الإخراج والإدارة، بل شمل أيضاً الجانب الأكاديمي، حيث قام بإجراء بحوث معمقة حول تاريخ فن العرائس، والتي اعتمدت فيما بعد كمادة دراسية في العديد من المعاهد والكليات، مما ساهم في تخريج أجيال جديدة من الفنانين والمختصين في هذا المجال.

بدأت مسيرة صلاح السقا الإدارية في عالم المسرح بعد أن أثار إعجاب الرئيس جمال عبد الناصر بعرضه المسرحي عام 1960. فأسند إليه عبد الناصر مهمة إدارة مسرح العرائس الجديد. ومن هذا المنطلق، تدرج السقا في المناصب القيادية، فترأس البيت الفني للمسرح في الفترة من 1988 إلى 1990، ثم تولى رئاسة المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية مع الإشراف على مسرح العرائس حتى عام 1992. كما شغل منصب وكيل أول وزارة الثقافة، ليشمل بذلك مسؤوليات أوسع في تطوير الحركة الثقافية في مصر. بالإضافة إلى ذلك، كان عضواً في الهيئة العالمية لفنون ومسارح العرائس (UNIMA)، مما يؤكد مكانته الدولية في هذا المجال.

لم تقتصر إنجازات صلاح السقا على المستوى المحلي، بل امتدت لتشمل الساحة الدولية. فقد حصد العديد من الجوائز والتكريمات التي تؤكد مكانته كأحد رواد فن العرائس على مستوى العالم. بدءًا من الجائزة العالمية الثانية التي حصل عليها من بوخارست في بداية مسيرته الفنية، وصولاً إلى الجائزة الأولى من برلين عام 1973، وشهادة التقدير من الولايات المتحدة الأمريكية عام 1980. كما نال العديد من الأوسمة والشهادات التقديرية من دول أخرى مثل النمسا والأردن وإيطاليا، حيث حصل على وسام خاص بمناسبة عرض "الليلة الكبيرة" من عمدة بلدة مستل باخ النمساوية، والدرع المميز من مهرجان جرش الأردن، والميدالية الذهبية لمهرجان دول البحر المتوسط بإيطاليا. هذه الجوائز والتكريمات تؤكد جودة إبداعاته وتأثيره الفني الكبير على المستوى العالمي.

كان للفنان صلاح السقا دور بالغ الأهمية في صقل موهبة ابنه الفنان أحمد السقا، حيث زرع فيه حب الفن منذ صغره، ووفر له بيئة فنية غنية. فقد نشأ أحمد السقا في كنف والد يعمل في مجال المسرح، وشاهد عن قرب إبداعاته وإصراره على تحقيق أحلامه. هذا الأثر الكبير الذي تركه صلاح السقا على ابنه، يظهر جلياً في تصريحات أحمد السقا المتكررة عن والده، حيث يصفه بالطيبة والكرم وحب الخير، مؤكداً أن والده استثمر كل ما يملك في أبنائه.

في يومٍ حزين، ودعت الساحة الفنية المصرية والعربية عملاقاً من عمالقة فن العرائس. فقد فارقنا الفنان القدير صلاح السقا الحياة صباح يوم السبت 25 سبتمبر 2010، متأثرًا بوعكة صحية شديدة ، توفى نتيجة هبوط في القلب وقصور في وظائف الكلى رحل عنا ذلك الرجل الذي سحرنا بعوالمه الخيالية، وأسعدنا بابتكاراته الفنية، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا عظيماً، وذاكرة مليئة بالذكريات الجميلة.

رحيل الفنان خالد صالح

ويصادف أيضا في مثل هذا اليوم، 25 سبتمبر، رحيل  النجم خالد صالح، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا غنيًا وحافلاً بالأعمال المميزة التي أثرت في قلوب الملايين. امتدت مسيرته الفنية لتشمل السينما والتلفزيون والمسرح، حيث قدم ما يقرب من 70 عملاً فنياً، منها أفلام خالدة مثل "تيتو" و"عمارة يعقوبيان" و"الريس عمر حرب"، ومسلسلات تركت بصمة في الدراما العربية مثل "أم كلثوم" و"سلطان الغرام" و"بعد الفراق". 

لم تقتصر براعته على الأدوار الدرامية، بل امتد إلى أداء الصوتيات، حيث قدم صوتًا مميزًا لشخصية في فيلم "نيمو". 

رحيل خالد صالح كان خسارة كبيرة للفن المصري والعربي، إلا أن أعماله ستظل شاهدة على موهبته الفنية وإبداعه.

بدأ خالد صالح مشواره الفني في عام 1996، حيث ظهر لأول مرة على الشاشة الكبيرة في فيلم "جمال عبد الناصر"، حيث جسّد دور صلاح نصر، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية. ثم انتقل إلى الدراما التليفزيونية في عام 1999، ليشارك في مسلسل "أم كلثوم"، حيث قدم شخصية مأمون الشناوي.

وفي عام 2000، قرر خالد صالح التفرغ التام للتمثيل، فترك بصماته في العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية. برع في أداء الأدوار المركبة، وتألق في تقديم شخصيات الشر والجبروت، مما جعله وجهًا مألوفًا على الشاشة.

من أبرز أدواره السينمائية، تجسيده لشخصية العقيد رفعت السكري في فيلم "تيتو"، ودوره في فيلم "عمارة يعقوبيان"، وفيلم "الريس عمر حرب". كما قدم العديد من الأعمال التليفزيونية الناجحة، مثل "سلطان الغرام" و"بعد الفراق" و"هي فوضى".

ولم يقتصر موهبة خالد صالح على التمثيل، بل امتدت إلى مجال الدوبلاج، حيث قدم صوتًا مميزًا لشخصية في فيلم "نيمو".

رحيل خالد صالح كان خسارة كبيرة للفن المصري، فقد كان فنانًا موهوبًا، ترك بصمة واضحة في تاريخ السينما والتلفزيون المصري. سيظل خالد صالح حيًا في قلوب محبيه، وستظل أعماله الفنية شاهدة على موهبته وإبداعه.

search