الإثنين، 04 نوفمبر 2024

08:16 م

أيقونة السينما الإيطالية.. صوفيا لورين تحتفل بعيد ميلادها التسعين

الجمعة، 20 سبتمبر 2024 05:12 م

هدير جمعه

صوفيا لورين

صوفيا لورين

تحتفل اليوم أيقونة السينما العالمية، صوفيا لورين، بعيد ميلادها التسعين، التى جسدت رمزًا للأنوثة والأناقة، وبصمة لا تُمحى في تاريخ السينما العالمية من خلال أدوارها التي حفرت في ذاكرة الجمهور. فمنذ بداياتها المتواضعة، استطاعت أن تصعد إلى القمة وتصبح أيقونة عالمية تحظى بإعجاب الملايين. في هذا اليوم، نحتفل بمسيرتها الحافلة بالإنجازات، ونتذكر الأدوار التي لا تُنسى التي قدمتها على الشاشة، والتي ستظل مصدر إلهام لأجيال قادمة.

 

بدأت صوفيا لورين رحلة حافلة بالأحداث والتحولات. نشأت لورين في ظل ظروف اقتصادية صعبة خلال فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية، حيث عاشت عائلتها في فقر مدقع. ورغم هذه البداية المتواضعة، إلا أن روحها القوية وطموحها الكبير دفعا بها إلى الأمام لتترك بصمة لا تُمحى في تاريخ السينما العالمية.

من صوفيا سكيلوني إلى صوفيا لورين.. ولادة نجمة

قبل أن تصبح النجمة العالمية التي نعرفها، كانت صوفيا سكيلوني، الاسم الحقيقي لصوفيا لورين، تعمل في مجلة فوتورومانزي، وهي مجلة شعبية كانت تعتمد على الصور الرومانسية لجذب القراء. كانت تلك الخطوة الأولى في عالم الفن، والتي مهدت الطريق أمامها للدخول إلى عالم السينما. وفي محاولة لبناء هوية فنية مميزة، قررت تغيير اسمها إلى صوفيا لورين، وهو الاسم الذي ارتبط بها لاحقًا وصار رمزًا للجمال والأناقة في العالم.

“كو فاديس”

بدأت مسيرة صوفيا لورين الفنية في سلسلة من الأفلام الكوميدية منخفضة الميزانية، والتي كانت بمثابة تدريب عملي لها في عالم التمثيل. وفي عام 1951، حصلت على دور صغير في فيلم "كو فاديس"، والذي كان بمثابة انطلاقتها الحقيقية في عالم السينما. ورغم صغر الدور، إلا أنه كان نقطة تحول مهمة في حياتها، حيث لفتت أنظار النقاد والجمهور إلى موهبتها الواعدة.

بصمات خالدة

كان فيلم "إيدا" عام 1953 نقطة تحول أخرى في مسيرة صوفيا لورين، حيث كشف عن موهبتها التمثيلية الحقيقية وجمالها الساحر. ولكن الدور الذي غير حياتها تمامًا وأطلقها نحو الشهرة العالمية كان دورها في فيلم "امرأة من الريف"، والذي أخرجه المخرج الإيطالي الكبير فيتوريو دي سيكا. وقدمت لورين في هذا الفيلم أداءً استثنائياً حصدت من خلاله العديد من الجوائز، من بينها جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة.

جائزة الأوسكار 

فوز صوفيا لورين بجائزة الأوسكار عام 1962 عن دورها في فيلم "امرأة من الريف" كان إنجازًا تاريخيًا، حيث أصبحت أول ممثلة تفوز بهذه الجائزة عن دور ناطق بغير اللغة الإنجليزية. هذا الإنجاز أكد موهبتها الفنية وتميزها، وحولها إلى أيقونة عالمية للجمال والأناقة. وبعد هذا النجاح الكبير، توالت العروض على صوفيا لورين من كبار المخرجين والمنتجين في هوليوود، لتثبت للعالم أنها ممثلة عالمية من الطراز الأول.

"صوفيا لورين" بين نجوم هوليوود 

تعاونت صوفيا لورين خلال مسيرتها الفنية مع نخبة من ألمع نجوم السينما ومخرجيها. فقد عملت مع أسماء لامعة مثل فيتوريو دي سيكا، وفيديريكو فيليني، ومارتن ريت، كما شاركت في العديد من الأفلام مع نجوم هوليوود الكبار مثل غاري غرانت وكلارك غيبل وفرانك سيناترا وتشارلتون هيستون. وقد تركت هذه التعاونات الفنية بصمة واضحة على مسيرتها الفنية، وساهمت في ترسيخ مكانتها كواحدة من أعظم ممثلات القرن العشرين.

"دي سيكا ولورين" شراكة أسطورية

شكّلت شراكة صوفيا لورين مع المخرج الإيطالي الكبير فيتوريو دي سيكا علامة فارقة في تاريخ السينما، حيث أضافت بريقاً خاصاً لمسيرتها الفنية. فقد تجاوزت علاقتهما المهنية مجرد التعاون العادي، لتتحول إلى شراكة فنية مثمرة أسرت قلوب الجماهير. أثمرت هذه الشراكة عن العديد من الأفلام الخالدة التي لا تزال تُعرض حتى اليوم، والتي من بينها "ذهب نابولي" في عام 1954، و"أمس واليوم وغداً" في عام 1963، و"زواج على الطريقة الإيطالية" في عام 1964. هذه الأفلام لم تكن مجرد أعمال فنية بل كانت نافذة على الثقافة الإيطالية والعادات والتقاليد، وقد ساهمت بشكل كبير في شهرة صوفيا لورين عالميًا.

قصة الحب التي هزت هوليوود

لطالما كانت علاقة صوفيا لورين بالنجم الهوليوودي غاري غرانت محط أنظار الصحافة والجمهور. فبينما كان فارق السن بينهما شاسعاً، إلا أن الكيمياء الساحرة التي جمعتهما على الشاشة وفي كواليس التصوير جعلتهما أحد أبرز الثنائيات في تاريخ السينما. وقد أثارت هذه العلاقة تساؤلات حول طبيعتها الحقيقية، فبينما كانت لورين متزوجة من المنتج الإيطالي كارلو بونتي، كانت الشائعات حول علاقتها بجرانت تتردد بقوة. ومع ذلك، ظلت لورين وفية لزوجها الذي كان لها السند والعون في مسيرتها الفنية، مما يجعل قصتها قصة حب وإخلاص في عالم يزخر بالغموض والأسرار. علاقتها بنجوم هوليوود مثل غاري غرانت لعبت دوراً حاسماً في صعودها إلى النجومية العالمية، ولكن ولاءها لزوجها كارلو بونتي يظهر مدى عمق شخصيتها وإخلاصها لمبادئها. وراء الأضواء والشهرة، كانت صوفيا لورين امرأة تعيش حياة عادية، تحب وتُحب، وتواجه تحديات الحياة مثل أي شخص آخر.

ستة أشهر من السحر

لطالما ارتبط اسم صوفيا لورين، أيقونة الجمال السينمائي، باسم النجم المصري عمر الشريف، وخاصة بعد تعاونهما في فيلم "سقوط الإمبراطورية الرومانية". هذا الفيلم الذي استغرق تصويره ستة أشهر، ترك بصمة واضحة في مسيرة النجمين، وكشف عن كواليس مثيرة عن علاقتهما. في حوار مع مجلة الموعد عام 1978، تحدث عمر الشريف عن مدى سعادته بالمشاركة في هذا العمل، مشيرًا إلى أنه قبل الدور رغم كونه ثانويًا، فقط لرغبته في العمل مع صوفيا لورين. وقد عبر عن إعجابه بها بقوله: "كان يكفي أن يُقال لي إنني سأقضي ستة أشهر في إسبانيا بصحبة فريق سينمائي أبرز وجوهه صوفيا لورين". هذه التصريحات تؤكد عمق الإعجاب المتبادل بين النجمين، وكيف أن هذا المشروع الفني جمع بينهما وقربهما من بعضهما البعض.

الجمال الإيطالي في طبق الإسباجتي

من منا لا يعرف جمال صوفيا لورين الخالد؟ هذا الجمال الذي ألهم الملايين، والذي كشفت صاحبة اللقب عن سره في تصريح بسيط ومباشر "الإسباجتي" . فالنجمة الإيطالية، المعروفة بحبها للطعام الإيطالي الأصيل، تؤمن بأن المكرونة هي سر سعادتها وجمالها. فببساطة، عندما تشعر بالسعادة، تبدو أكثر شبابًا ونضارة. وربما هذا هو السبب وراء اختيارها للإسباجتي كعنصر أساسي في نظامها الغذائي، فبالإضافة إلى مذاقها اللذيذ، فهي تذكرها ببلدها وطفولتها، وتجعلها تشعر بالراحة والاسترخاء.

"أسرار السعادة" 

وراء الأضواء والشهرة التي حققتها على الشاشة الفضية، عاشت صوفيا لورين حياة عائلية هادئة ومستقرة. فقد تزوجت من المخرج والمنتج الإيطالي كارلو بونتي في بداية مسيرتها الفنية، واستمر زواجهما لأكثر من خمسة عقود حتى رحيله عام 2007. في عالم هوليوود المعروف بقصر مدة العلاقات، مثّل زواج لورين وبونتي نموذجاً للاستقرار الأسري، حيث كانا يقدّران الحب والتفاهم المتبادل على كل شيء آخر. أنجبا معاً ولدين، إدواردو وكارلو، وحرصت لورين على تربية أطفالها في بيئة عائلية دافئة، مؤكدةً أن النجاح المهني لا يجب أن يكون على حساب السعادة الأسرية.

واليوم، نحتفل بعيد ميلاد النجمة الإيطالية الخالدة، صوفيا لورين، التي ولدت في 20 سبتمبر 1934.

search