السبت، 02 نوفمبر 2024

09:24 م

عيد ميلاد عبلة كامل.. من نكلا العنب إلى قلوب الملايين

الثلاثاء، 17 سبتمبر 2024 01:34 م

هدير جمعه

الفنانة عبلة كامل

الفنانة عبلة كامل

في السابع عشر من سبتمبر من كل عام، تحتفل مصر بواحدة من أهم أيقوناتها الفنية، الفنانة القديرة عبلة كامل. 

ولدت عام 1960 في قرية نكلا العنب بمحافظة البحيرة، حيث بدأت رحلتها الفنية من نقطة الصفر، لتصل إلى قمة المجد. بعد تخرجها من كلية الآداب قسم المكتبات، بدأت خطواتها الأولى في عالم التمثيل على خشبة مسرح الطليعة، حيث قدمت مونودراما "نوبة صحيان". ومن هناك، انطلقت إلى عالم أوسع، لتشارك في أعمال مسرحية مميزة مع عمالقة الفن مثل محمد صبحي ولينين الرملي، حتى أصبحت واحدة من أهم الوجوه الدرامية في مصر.

من خلال دورها البارز في فيلم "وداعاً بونابارت"، بدأت الفنانة عبلة كامل رحلتها نحو قلوب الملايين. لم يكن هذا الدور مجرد بداية، بل كان نقطة تحول حقيقية في مسيرتها الفنية. مع كل عمل جديد، كانت تخطو خطوة ثابتة نحو القمة، حتى وصلت إلى ذروة نجاحها في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي"، الذي رسخ مكانتها كواحدة من أهم نجمات الدراما المصرية. أثرت أعمال عبلة كامل بشكل كبير في الثقافة الشعبية، وأصبحت جزءًا من ذاكرة العديد من الأجيال.

خلف الأضواء، كانت حياة عبلة كامل مليئة بالأحداث. تزوجت مرتين، الأولى من الممثل والمخرج أحمد كمال، وأنجبت منه إبنتين توأم هن زينب وفاطمة بعام 1986،  والثانية من الفنان محمود الجندي، إلا أن زواجهما لم يستمر لأكثر من عامين حيث أعلن انفصالهما في عام 2005. ورغم هذين الزيجتين، إلا أن الفنانة استطاعت أن تحافظ على توازن بين حياتها الشخصية وحياتها الفنية، لتقدم للجمهور أعمالًا فنية متميزة. فبينما كانت تتألق على الشاشة وتقدم أدوارًا متنوعة، كانت تعيش حياة عائلية هادئة، تسعى للسعادة والاستقرار.

صنعت عبلة كامل لنفسها بصمة خاصة في تاريخ الفن المصري، حيث قدمت نموذجًا فريدًا من نوعه في التمثيل. فبأسلوبها الطبيعي وتلقائيتها البسيطة، استطاعت أن تخلق عالمًا خاصًا بها على الشاشة، عالمًا لا يشبه أي عالم آخر. لم تكن مجرد ممثلة، بل كانت فنانة تشكيل، تنحت شخصياتها بكلماتها وحركاتها وتعبيرات وجهها، لتترك بصمة لا تمحى في قلوب الجمهور. أثرت أعمالها بشكل كبير في الثقافة الشعبية، وأصبحت شخصياتها جزءًا من الذاكرة الجماعية.

في عام 2005، اتخذت الفنانة القديرة عبلة كامل قراراً أضاف إلى شخصيتها رونقاً خاصاً، حيث اختارت أن تتزين بالحجاب. لم يكن هذا القرار مجرد تغيير في المظهر الخارجي، بل كان انعكاساً لتطورها الروحي. ورغم هذا التغيير، إلا أن عبلة كامل لم تتخل عن عشقها للفن، بل استمرت في تقديم أعمال فنية مميزة، لتثبت للعالم أن الحجاب لا يقف حائلاً بين المرأة وإبداعها ، بل زادها إشراقاً ونوراً. فمع كل عمل جديد، كانت تظهر بأناقة ورقي وقدمت بذلك قدوة حسنة للكثير من النساء، حيث ألهمتهن على الجمع بين الإيمان والنجاح.

قدمت الفنانة القديرة عبلة كامل مجموعة متنوعة من الأعمال المسرحية طوال مسيرتها الفنية، حيث جسدت شخصيات متباينة، بدءًا من دور مسعدة في مسرحية "عفريت لكل مواطن" عام 1988، وصولًا إلى دور أشجان/أحلام في مسرحية "اعقل يا دكتور" عام 2000. وقدمت خلال هذه الفترة العديد من الأدوار الكوميدية والاجتماعية، مثل سنية في "وجهة نظر" وزهرة/منى في "الحادثة المجنونة"، مما أثرى رصيدها الفني وجعلها واحدة من أهم النجمات على الساحة المسرحية.

بدأت الفنانة عبلة كامل مشوارها السينمائي في منتصف الثمانينات بفيلم "وداعًا بونابارت"، حيث قدمت دور ليلى. ومنذ ذلك الحين، قدمت مجموعة متنوعة من الأدوار التي شملت المرأة الصعيدية في "سلسال الدم" والمرأة العصرية في "يوميات امرأة عصرية" والكوميدية في أفلام مثل "اللمبي" و"كلم ماما". وقدمت خلال مسيرتها الفنية العديد من الأفلام التي حققت نجاحًا كبيرًا، مثل "سيداتي آنساتي"، "قشر البندق"، و"بلطية العايمة"، مما زاد من شهرتها وجماهيريتها وأثبتت من خلالها أنها ممثلة متعددة المواهب، قادرة على تقديم الكوميديا والدراما والتراجيديا ببراعة.

search