السبت، 02 نوفمبر 2024

07:23 م

محمد مطش يكتب: الاسكندرية الحزينة.. متى تعود عروس المتوسط

الإثنين، 16 سبتمبر 2024 11:02 ص

محمد مطش

محمد مطش

مدينتي الاسكندرية.. ليست مدينة عادية، وهذا ليس رأيي بل رأي من عاشوا فيها واستوطنوها، ورأي من مروا بها أو زاروها في الصيف أو الشتاء، فهي بحق “عروس البحر المتوسط”. حباها الله بمقومات لم توجد في مدينة غيرها، جعلتها هذه المقومات مدينة متميزة وفريدة من نوعها في العالم. فجغرافيا يحدها من الشمال البحر المتوسط، ومن الجنوب بحيرة مريوط، ومن الشرق خليج أبو قير، ومن الغرب منطقة سيدى كرير. وبها اكبر موانئ مصر البحرية "ميناء الاسكندرية والدخيلة. وبالمدينة مكتبة الاسكندرية، وهى تعد من كبريات المكتبات في العالم، ومنارة للثقافة والفنون والآداب والعلوم والمعارف في ان واحد، وعلى ارض الاسكندرية توجد قلعة قايتباى وعامود السواري والمسرح الروماني ومتحف الاحياء المائية، وكثير من المزارات والمناطق السياحية والاثرية المميزة. 

وفد إليها منذ القدم الكثير من الشعوب عبر البحر المتوسط واستوطنت المدينة، فلقبت بـ “الكوزموبوليتنية” لتعدد ما بها من ثقافات وحضارات ولغات. ومع كل هذه المقومات الطبيعة والجغرافية والسياحية والاثرية، الا أن الاسكندرية تعرضت لتغييرات كبيرة وخطيرة خلال الاعوام الماضية، اثرت عليها بالسلب واخذت من قيمتها وحضارتها وموقعها المتميز الكثير. رأينا جميعا الصعود المتنامي للعمارات والابنية غير المرخصة، والتي اودت بحياة كثير من الناس ودمرت اسرا بأكملها نتيجة للغش في مواد البناء، وبناء الادوار المخالفة داخل العقار الواحد. وشهدنا نحن أهل المدينة للأسف هدم عدد كبير من الفيلل الاثرية ذات الطابع المعماري المميز والنادر. ومن السلبيات المتنامية التي تعيشها الاسكندرية منذ فترات طويلة، تدنى كبير في مستوى الخدمات بالشواطئ العامة للمحافظة وارتفاع اسعار التذاكر وايجار الكراسي والشماسي، والتي اصبحت تمثل عبئا اضافيا على كاهل الاسرة المصرية، ويأتي على راس المشاكل التي تعيشها الاسكندرية ما يعرف باسم “كارثة النظافة” في الشوارع الرئيسة والطرق العامة، نرى اكواما من القمامة ملقاة بشكل عشوائي، ما يثير اشمئزاز المارة وتصيب اهلها بالأمراض والاوبئة المختلفة. علاوة على كل ما سبق فان ظاهرة انتشار الكلاب الضالة باتت ظاهرة لا يمكن السكوت عنها مطلقا، فأصبح مألوفا أن نراها وهي تنهش في القمامة، أو تهدد سلامة المارة وتروع امن المواطنين وسلامتهم.

ونحن على مشارف بداية عام دراسي جديد، ومع ذهاب الطلاب الى مدارسهم في ساعات مبكرة من اليوم، يجب الحذر من تنامي هذه الظاهرة ووجود الكلاب بكثافة عالية خصوصا في المناطق الهادئة والتي قد تسبب في ترويع وترهيب وتهديد سلامة الأطفال. وارى انه ان الاوان ان تلعب المحليات دورا ايجابيا وفعالا وأفضل ما هي عليه الان لحل هذه الازمات والكوارث، وعلى الجهات التنفيذية بالمحافظة دور كبير في التصدي لهذه المشكلات، وان تعمل جاهدة لوضع الحلول المناسبة والسريعة، حتى لا تتفاقم أكثر مما عليخ حاليا.  

ورجال الاعمال واصحاب رؤوس الاموال، يجب أن يقوموا بدورهم أيضا في تنمية مرافق المحافظة، والعمل على خلق مشاريع جديدة وفتح مجالات عدة للاستثمار في المحافظة. وعليهم دور مهم في توعية المواطنين بمخاطر تلوث البيئة، وتبني مشاريع لإعادة تدوير المخلفات والاستفادة منها كما في دول العالم وفي مناطق كثيرة داخل مصر.

أكتب هذه الكلمات من دافع الحب والغيرة على محافظتي الاسكندرية العريقة، وادعو كل مواطن بالاسكدندرية أن يعمل جاهدا قدر المستطاع للحفاظ على مدينتنا الاسكندرية، وان يبدا كل مواطن ومواطنة بنفسه كنوع من المبادرة الفردية في الحد من التلوث وعدم القاء المخلفات بصورة عشوائية في الطرق العامة، وان يكون هناك وعي لانهاء ظاهرة البناء غير المرخص. 

فعلى الجميع ان يعملوا جاهدين على تجميل المدينة واعادة تخطيطها، وايجاد حلول جذرية تتماشى مع روح العصر، لحل هذه المشاكل حتى تعود الاسكندرية كما كانت على سابق عهدها عروس البحر المتوسط..

search