الأحد، 22 ديسمبر 2024

11:33 ص

شيطان وبوسة وأحضان

«المصري الآن» يرصد تفاصيل محاكمة المتهم باغتصاب وقتل الطفلة جانيت

الأربعاء، 04 سبتمبر 2024 09:26 م

فاطمة محمد

محاكمة المتهم بقتل الطفلة السودانية جانيت

محاكمة المتهم بقتل الطفلة السودانية جانيت

قررت الدائرة الثالثة بمحكمة جنايات القاهرة بالتجمع الخامس، اليوم الأربعاء، إحالة أوراق المتهم 'محمد. س'، الذي يُتهم بقتل الرضيعة السودانية 'جانيت جمعة' وإلقاء جثتها بالقرب من مقلب للقمامة بعد اغتصابها وهتك عرضها، إلى فضيلة مفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه، كما حددت المحكمة جلسة 8 أكتوبر للنطق بالحكم.

ويرصد «المصري الآن» كواليس محاكمة المتهم بهتك عرض واغتصاب الطفلة جانيت

مرافعة قوية للنيابة العامة 

وفي سياق المحاكمة، قدم 'محمود عادل عبدالله'، ممثل النيابة العامة، مرافعة قوية، حيث أكد أنه جاء إلى قاعة المحكمة حاملاً أمانة الدفاع عن المجتمع. ووجه حديثه إلى المحكمة قائلاً: "لم أتيت إلى هذا المحراب المقدس كحكيم يمتلك جوامع الكلم، بل كممثل للنيابة العامة، ضمير الأمة الحي، بهدف تحقيق العدالة وإرساء القانون".

الشيطان وقف حائرًا من أفعاله 

وتحدث عن المتهم قائلاً: "إنه شخص مُحرم، يختلف عن غيره من المجرمين، فقد خرج عن نواميس الكون وبدل فطرة الله التي فطر الناس عليها". 

واستطرد قائلاً: "لقد وقف الشيطان حائراً من أفعاله، وكأن لسان حاله يقول: يا من جئت لأغويك، لقد أغويتني".

وأضاف ممثل النيابة: "لقد انغمس المتهم في ضلالته، وجاء بجريمته بكل خسة، متناسياً قول الله: من يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها، وغضب الله عليه ولعنه، وأعد له عذاباً عظيماً". 

تآمر مع شياطين الإنس والجن 

وأشار إلى أن "هذا المتهم قد تآمر مع شياطين الإنس والجن، ليعتدي على عرض طفلة بريئة"، موضحاً أنه انتهك جميع الحقوق، بما في ذلك حقوق الجوار، وحقوق الأطفال، والعرض، والحق في الحياة.

كما ذكر أن الضحية، التي لم تتجاوز العشرة أشهر، كانت لا تزال في مهدها، حيث تركها والداها تلعب كفراشة تتنقل بين الأزهار. 

أحرق فراشة إرضاءًا لشهوته الدنيئة

وأستكمل ممثل النيابة: "نحن أمام قضية تتعلق بإنهاء حياة فراشة صغيرة، وقد تم ذلك بدم بارد". 

وتابع قائلاً: "ما هي النار التي أحرقت هذه الفراشة؟ إنها نار شهوة المتهم الدنيئة". 

وأكمل مرافعة قائلاً إن والدي الضحية كانا يحلمان بحديقة من السعادة لابنتهما، لكن المكان الذي جمع بين الضحية والجاني كان يجمع بين الخير والشر، الحب والبغض، وتغيير الفطرة. 

وتحدث ممثل النيابة عن يوم الحادث، حيث كانت الطفلة تلعب مع الأطفال الآخرين، يتبادلون الابتسامات والضحكات، دون أن يدركوا أن تلك البسمة ستُزهق. 

وأشار إلى أن لسان حال الضحية كان يقول: "لقد نزعت حفاضي، ولم تأبه ولم تُجب، فصرخت بأني رضيعة، ورأيتك تتوحش بعينيك وتستقوى بجسدك، بينما كنت أصرخ بأني رضيعة، لكنك كنت غير مبالٍ، فرفعت صوتي، لكنك كتمت أنفاسي". 

وأضافت النيابة: "لسان حال الضحية كان يقول إن الروح قد فاضت إلى بارئها، وألقيت بجسدي في الحديقة، لقد خطفتني والله شاهد، ونزعت حفاضي والله شاهد، كتمت أنفاسي والله شاهد".

انهيار أسرة الطفلة جانيت 

شهدت المحكمة لحظات مؤلمة عندما انهارت أسرة الطفلة الرضيعة جانيت، التي تعرضت لواقعة هتك عرض مروعة، وذلك خلال مرافعة النيابة العامة القوية في القضية التي يتهم فيها شاب في بداية عقده الثالث.

تأثر الأب والأم بشدة أثناء عرض ممثل النيابة لتفاصيل الواقعة التي تعرضت لها الرضيعة، التي لا تتجاوز عشرة أشهر، حيث تم كتم أنفاسها

دفاع المتهم: مفيش دليل على موكلي

استمعت هيئة المحكمة إلى مرافعة الدفاع عن المتهم في قضية هتك عرض الطفلة جانيت السودانية وقتلها في مدينة نصر.

وخلال مرافعته، أشار دفاع المتهم إلى أن المعاينة التصويرية أظهرت وجود حديقة خلف العقار مباشرة، وهو ما يتعارض مع الواقع، حيث يفصل بين العقار وتلك الحديقة سور بارتفاع الطابق الأول. وهذا يعني أن المتهم الفعلي الذي اختطف الطفلة قد خرج من الباب، مما يجعل فكرة خروجه إلى الحديقة غير منطقية.

كما أوضح الدفاع أن هناك قصورًا في المعاينة التصويرية، حيث إن المتهم لو كان قد اختطف الطفلة ليصل بها إلى تلك الحديقة، لكان عليه السير في شارع مليء بالمحلات المستأجرة من قبل سودانيين ومصريين، وكان سيتعين عليه حملها أمام أعين الجميع. بالإضافة إلى ذلك، كان سيتطلب منه السير لمدة تقارب الـ 20 دقيقة للوصول إلى الحديقة، وهو ما يعتبر حديثًا غير منطقي.

التقرير الطبي للطفلة جانيت 

أوضح أن تقرير الصفة التشريحية لم يُظهر أي آثار منوية على الطفلة، وأن ما وُجد على جسدها هو بعض الكدمات، وهو ما يتعارض مع ما تم الكشف عنه في التحقيقات المتعلقة بالحادثة.

كما أضاف أن تقرير الطب الشرعي استند إلى وجود احمرار في الفخذين لتأكيد حدوث اعتداء على الطفلة، مما يشير إلى وقوع عملية إيلاج.

وأشار دفاع المتهم إلى عدم منطقية ادعاء اختطاف موكله للفتاة داخل الحديقة الواقعة خلف المبنى الذي تسكنه الضحية، نظرًا لوجود سور بارتفاع الطابق الأول، مما يجعل هذا الادعاء غير معقول. كما أشار إلى وجود تناقضات في أقوال شقيقة الضحية، التي تبلغ من العمر 6 سنوات. واختتم الدفاع بمطالبة ببراءة موكله من التهم الموجهة إليه.

إحالة المتهم إلى فضيلة المفتي 

وقرر قاضي الجلسة بإحالة أوراق المتهم بقتل الرضيعة السودانية 'جانيت جمعة إلى فضيلة مفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه، وحددت جلسة 8 أكتوبر للنطق بالحكم.

حق جانيت رجع 

ودخلت أسرة الطفلة جانيت في حالة من الانهيار، ووجهت والدتها الشكر للقضاء المصري بعد إحالة المتهم للمفتي، قائلة: «أنا عايشة بنعمة ربنا ومش مستوعبه أنها مش معايا، ومبسوطة جدًا إن حق بنتي رجع».

search