السبت، 02 نوفمبر 2024

07:19 م

آفاق جديدة للتعاون.. نص كلمة «السيسي» خلال زيارته التاريخية إلى تركيا

الأربعاء، 04 سبتمبر 2024 06:04 م

فاطمة محمد

 الرئيس السيسي مع نظيره التركي

الرئيس السيسي مع نظيره التركي

ألقى الرئيس السيسي كلمة خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، جاء فيها: أود في البداية أن أعبر عن خالص امتناني لفخامتكم على حسن الضيافة وكرم الاستقبال، كما أؤكد سعادتي بزيارتي الأولى لبلدكم الصديق، مما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون والتكامل بين بلدينا.

وأوجه تحياتي إلى الشعب التركي الشقيق، حاملاً إليكم من مصر وشعبها أطيب مشاعر الود والمحبة والتقدير، في ظل اعتزازنا بالعلاقات التاريخية والإرث الثقافي والحضاري المشترك. 
 

على مدار السنوات الماضية، شهدنا نمواً مستمراً في التواصل بين الشعبين المصري والتركي، خاصة من خلال الحركة السياحية المتزايدة والعلاقات التجارية والاستثمارية التي تشهد تطوراً ملحوظاً، بالإضافة إلى زيادة الاستثمارات التركية في مصر، لاسيما في قطاع التصنيع. 
 

في إطار الرغبة الصادقة للبلدين في تعزيز العلاقات والتعاون، وبناءً على نتائج زيارة فخامة الرئيس أردوغان لمصر في فبراير الماضي، سعدت اليوم برئاسة الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين مصر وتركيا، الذي يهدف إلى إحداث نقلة نوعية في مجالات متعددة، أبرزها التجارة والاستثمار والسياحة والنقل والزراعة. كما تم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم التي تهدف إلى وضع إطار مؤسسي جديد للتعاون بين بلدينا. 
 

تناولت مباحثاتنا أهمية تسهيل حركة التجارة البينية وتوسيع نطاق اتفاقية التجارة الحرة بين مصر وتركيا، بهدف رفع حجم التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار خلال السنوات المقبلة، بالإضافة إلى تعزيز الاستثمارات المشتركة ومنح التسهيلات الممكنة لرجال الأعمال الأتراك في ظل مناخ الاستثمار المتميز في مصر، مما يمكنهم من زيادة حجم أعمالهم وبيع منتجاتهم في السوق المصرية والتصدير للخارج. 
 

إن الأزمات والتحديات التي تواجه منطقتنا والعالم اليوم توضح أهمية التنسيق والتعاون الوثيق بين مصر وتركيا. ومن هذا المنطلق، ناقشت مع فخامة الرئيس أردوغان سبل التنسيق والعمل معاً لمواجهة الأزمات الإقليمية، وعلى رأسها المأساة الإنسانية التي يعاني منها إخواننا الفلسطينيون في غزة، حيث أؤكد على وحدة موقف مصر وتركيا في المطالبة بوقف إطلاق النار الفوري ورفض التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية، والدعوة لبدء مسار يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية. 
 

كما تبادلنا الآراء حول الأزمة الليبية، واتفقنا على ضرورة التشاور بين مؤسساتنا لتحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا، مع التأكيد على أهمية إنهاء هذه الأزمة من خلال إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية بالتزامن، وخروج القوات الأجنبية غير المشروعة والمرتزقة من البلاد، وإنهاء ظاهرة الميليشيات المسلحة، حتى تتمكن ليبيا من تحقيق الأمن والاستقرار. 
 

ناقشنا أيضاً الأوضاع في سوريا، وأكدنا تطلعنا إلى إيجاد حل للأزمة التي أثرت بشكل غير مسبوق على الشعب السوري. أرحب بمساعي التقارب بين تركيا وسوريا، حيث نهدف في النهاية إلى تحقيق الحل السياسي ورفع المعاناة عن الشعب السوري، مع الحفاظ على وحدة الدولة السورية وسيادتها وسلامة أراضيها. 
 

كما استعرضنا الأزمة في السودان والجهود التي تبذلها مصر بالتعاون مع مختلف الأطراف لوقف إطلاق النار وتعزيز الحل السياسي. وتناولنا أيضاً الأوضاع في القرن الإفريقي، وخاصة في الصومال، حيث اتفقنا على ضرورة الحفاظ على وحدة الصومال وسيادته وسلامة أراضيه. 
 

أؤكد تطلعنا إلى استمرار التهدئة الحالية في منطقة شرق المتوسط، والبناء عليها للوصول إلى تسوية الخلافات القائمة بين الدول المتشاطئة، مما يتيح لنا التعاون وتعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية المتاحة لتحقيق الرفاهية لشعوب المنطقة. 
 

وفي الختام، أود أن أشكر مجدداً فخامة الرئيس أردوغان على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، وأعبر عن تطلعي لاستقباله مجدداً في مصر، لاستمرار البناء على تواصلنا المباشر بما يحقق مصالح شعبينا الشقيقين والمنطقة بأسرها.

search