الأحد، 22 ديسمبر 2024

02:51 م

شعيب عبد الفتاح يكتب: أمين الخولي.. شيخ الأمناء وإمام المجدِدين

الثلاثاء، 27 أغسطس 2024 02:56 م

شعيب عبد الفتاح

شعيب عبد الفتاح

شعيب عبد الفتاح

أمين أنور الخولي (1 مايو 1895 - 9 مارس 1966)، أديب موسوعي من كبار حماة اللغة العربية،  رائد المنهج التنويري الذي تميز بدوره التجديدي، حيث اقتحم معارك التجديد لبعض القضايا المعاصرة حتى لقب بـ “إمام المجدِدين”، وهو صاحب المقولة الشهيرة: “أول التجديد قتل القديم فهمًا وبحثًا ودراسةً”.
ومناضل شارك في ثورة 1919 ونُفي مع سعد زغلول إلى السيشيل.  وقد عرف الشيخ أمين الخولي بزيه الأزهري المميز، ووقاره المهيب، وبريق عينيه وملامحه المتفردة. 
أنشأ أمين الخولي في الأربعينات برفقة عدد من طلبته ناديا أدبيا حمل اسم “الأمناء” بغية الارتقاء بالأدب والفن نظريا وعمليا، لذلك لقب  بشيخ الأمناء، وعبر هذا النادي  نشر كتابيه “مناهج التجديد في النحو والبلاغة والتفسير”، و”من هدي القرآن”.
ولد أمين الخولي في أوّل مايو سنة 1895، في قرية شوشاي مركز أشمون، محافظة المنوفية، وحفظ القرآن وهو ابن عشر سنوات، والتحق بمدرسة لافيسوني بالقاهرة فمدرسة المحروسة، ثمّ مدرسة القضاء الشرعي حيث تخرّج بتفوّق عام 1920.
وعيّن بها مدرّسا، ثم انتقل إلى روما إماما للبعثة الدراسية المصرية ثم إلى برلين في المفوضية المصرية، فتعلم اللغتين الإيطالية والألمانية واطلع على عدد من كتابات المستشرقين المهتمّين بالدراسات الإسلاميّة.
وعاد مجددا عام 1927 لوظيفته بمدرسة القضاء الشرعي، واختير سنة 1928 ليدرّس بقسم اللغة العربيّة بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول، على الرغم من أنه لم يكن متحصلا على شهادة علمية تؤهله لذلك، ماجستير أو دكتوراه، وأضحى سنة 1946 رئيسا لقسم اللغة العربية بالكلية.
 لعل أفضل وأشهر مؤلفات الشيخ أمين الخولي كتابه “المجددون في الإسلام”، و”كتاب الخير”، وله أيضًا فصل بدائرة المعارف الإسلاميّة عن تفسير القرآن. 
كان الأزهر موجودا عند أمين الخولي في ثقافته وزيه. ففي بروكسل إنعقد “مؤتمر تاريخ الأديان الدولي” من 16-20 سبتمبر عام 1925 ، فبعث الأزهر مندوبين يمثلانه هما الشيخ مصطفى عبد الرازق والشيح أمين الخولي. وعام 1934 أصدر محاضرته عن “الفلسفة وتاريخها” وأهداها إلى روح الإمام الشخ محمد عبده، وفي عام 1935م قدم لطلابه بكلية أصول الدين “تاريخ الملل والنحل” حيث توطدت صلته بالأزهر بهذه الدراسة.
كما أفسحت له “جريدة المصري” صفحاتها على مدى ثلاثة أشهر يشرح فيها رسالة الأزهر  الدينية والإجتماعية، ولا يتسع المجال لذكر ملخص لهذه المقالات بالغة الفهم والعمق .
ومن أهم المقولات التي كان شيخ الأمناء يتبناها ويحض تلامذته على تمثّلها في منهج التجديد الديني هي قوله: “أول التجديد قتل القديم بحثًا وفهمًا ودراسة، أما إذا مضى المجدد برغبة بالتجديد مبهمة، وتقدم بجهالة للماضي وغفلةٍ عنه، يهدم ويحطّم ويشمئز ويتهكم، فذلكم تبديد لا تجديد. مقولة سديدة للغاية موفقة للغاية”. وهذا الكلام يوحي بأن الخولي على وعي كبير بأهمية التجديد وخطورته في نفس الوقت.
توفي الشيخ أمين الخولي يوم الأربعاء التاسع من مارس عام 1966 ودفن في قريته شوشاي. وتقول الكاتبة تلميذته وزوجته الأديبة المصرية عائشة عبد الرحمن الملقبة ﺑ “بنت الشاطئ”: 
“على عيني اقتحم ناس غرباء مخدعه لتجهيز جسده للرحلة الأخيرة…”.

search