السبت، 02 نوفمبر 2024

05:25 م

السنوار خلفاً لإسماعيل هنية.. مصير الحرب على غزة يزداد غموضاً

الأربعاء، 07 أغسطس 2024 02:00 م

أحمد الأنصاري

اختيار السنوار رد قوي على إسرائيل لاغت يال هنية

اختيار السنوار رد قوي على إسرائيل لاغت يال هنية

عقب مفاوضات ونقاشات انطلقت الأسبوع الماضي، بعد اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في طهران، أعلنت حركة حماس أمس الثلاثاء يحي السنوار قائد الحركة في غزة، خلفاً لهنية.
وترجح كافة التحليلات أن اختيار السنوار يأتي كرد قوي على إسرائيل لاغتيال هنية، ولتململها المستمر في مفاوضات وقف الحرب على قطاع غزة، والتي لعب هنيه فيها دوراً مهما وصف بالسياسي والدبلوماسي، وهذا ما أكده تصريح أحد قادة الحركة في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، " إن تعيين السنوار رئيساً للحركة ينطوي على "رسالة قوية" لإسرائيل بعد عشرة أشهر من بدء الحرب في قطاع غزة."
وقالت مصادر في الحركة، مطلعة على مناقشات تحديد خليفة هنيه إن اختيار السنوار هو بمثابة رسالة تحدٍ شديدة اللهجة لإسرائيل. فإذا كان مصنف لديهم بأنه خطير، ودموي وإرهابي، فالأن هو في سدة الحركة، خلفاً لهنية الدبلوماسي المرن.
وتأكيداً على هذا الأمر، تبنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس – بعد الإعلان بدقائق – إطلاق وابل من الصواريخ من قطاع غزة في اتجاه إسرائيل.
وعلى الجانب نفسه من "محور المقاومة"، أعتبر حزب الله اللبناني في بيان له أن قرار تعيين السنوار كرئيس للمكتب السياسي لحماس، يثبت أنّ "الأهداف التي يتوخّاها العدوّ من قتل القادة والمسؤولين فشلت في تحقيق مبتغاها"، وأن ذلك يرسل "رسالة قوية للعدو الصهيوني ومن خلفه الولايات المتحدة وحلفائها بأنّ حركة حماس موحّدة في قرارها، صلبة في مبادئها، ثابتة في خياراتها الكبرى، عازمة على المضي ومعها سائر الفصائل الفلسطينية في طريق المقاومة والجهاد مهما بلغت التضحيات".
وأضاف بيان حزب الله أنّ "محور المقاومة"، "يخوض معركة بطولية وتاريخية على جبهات عدة، في توقيت حساس على مستوى المنطقة في إطار الدعم والإسناد للشعب الفلسطيني المظلوم"، مؤكداً أن "انتخاب الرئيس الجديد للمكتب السياسي لحركة حماس في هذا التوقيت الهام وفي قلب المعركة يزيد أمّتنا وشعوب منطقتنا إيماناً وعزيمة على توحيد الجهود وإصراراً على مواصلة الجهاد والمقاومة حتى التحرير الكامل".

الفارق بين شخصية الرجلين يزيد من غموض مصير الحرب على قطاع غزة، التي وصلت الأن شهرها العاشر، وخلفت ما يقارب 40 ألف شهيد - بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة – ودمار يحتاج إلى نحو 40 مليار دولار لإعادة إعمار القطاع – بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
هنية على حد وصف مصادر في قيادات حركة حماس تميز بعلاقات أفضل من سابقيه مع الكثير من الشخصيات السياسية وحتى الاقتصادية والاجتماعية، سواء في الداخل الفلسطيني والخارج، حيث تمكن من بناء شبكة علاقات كبيرة مع تلك الشخصيات سواء دبلوماسية أو غيرها؛ ما أتاح له توفير الكثير من الدعم للحركة، وفي الحرب الحالية على قطاع غزة أبدى هنيه مرونة عالية " سوف تفقدها إسرائيل في الفترة المقبلة؛ ما قد يشكل ضغطاً عسكرياً على الحركة بعد اغتياله." على حد قول أحد قادة حماس.
وفي المقابل يرى محللون أن اختيار السنوار خلفاً لهنيه يمثل انتقال ملف المفاوضات الخاصة بالحرب على قطاع غزة من معسكر الحمائم الذي يتسم بالمرونة إلى معسكر الصقور الذي يمثل القوة والإرادة العسكرية للحركة، ويتعاملون بفكرة المواجهة الحادة مع إسرائيل مرجحين أن السنوار سيعتمد على مبدأ القوة في إدارة الأمور على الأرض داخل القطاع في المقام الأول وفي المفاوضات.
كان للسنوار دور بارز في تأسيس الجناح العسكري لحماس وقضى أكثر من 20 عاما في السجون الإسرائيلية، حيث تعلم اللغة العبرية وصقل سمعته بين أنصار الحركة، قبل أن يتم اختياره ليحل محل هنية كرئيس لحماس في غزة عام 2017؛ وبحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست"، " أدى تقلده لهذا المنصب إلى طمس الخطوط الفاصلة بين الجناحين السياسي والعسكري للحركة".
وأسندت للسنوار خلال مشواره مع حماس، عدة مسؤوليات أمنية، من بينها مشاركته في تأسيس جهاز "الأمن الحركي"، ثم تكليفه عام 1986 بتشكيل جهاز "مجد"، وهو الجهاز الأمني الداخلي لـ"حماس" المضطلع بأدوار حساسة أبرزها ملاحقة العملاء والمرتبطين بأجهزة الأمن الإسرائيلية، قبل أن يتولى مسؤولية الملف الأمني والعسكري في غزة منذ عام 2013.
وعلى الجانب الأخر من الصراع، قابلت وسائل إعلام إسرائيلية ومسؤولون ومحللون إعلان السنوار خلفاً لهنية بلهجة تدرجت من التقليل من قدرات التصعيد إلى المفاجأة إلى الحدة والحث على الاغتيال.

قال إيهود يعاري محلل شؤون الشرق الأوسط بالقناة "12" (خاصة) إن "لتعيين السنوار معنى رمزي لتأكيد موقعه في الحركة، لكن ليس له أي معنى عملي في هذه المرحلة، إذ يواجه السنوار صعوبة في التواصل مع بقية أعضاء القيادة"، على حد تقديره.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن تعيين السنوار "مفاجئ ورسالة لإسرائيل بأنه حي وأن قيادة حماس بغزة قوية وقائمة وستبقى". وقال محلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" آفي يسخاروف إن "حماس اختارت أخطر شخص لقيادتها".
ومن جهته كتب يسرائيل كاتس وزير الخارجية الإسرائيلي على منصة اكس أن تعيين "السنوار على رأس حماس خلفاً لإسماعيل هنية، هو سبب إضافي لتصفيته سريعاً ومحو هذه المنظمة من الخارطة".
ويعد السنوار أحد أكثر الرجال المطلوبين لدى إسرائيل. وهددت إسرائيل بـ"اصطياده"، محمّلة إياه المسؤولية عن هجوم 7 أكتوبر.

search