الإثنين، 31 مارس 2025

09:04 م

غزة على صفيح ساخن: هل تواجه حماس أكبر تحدٍّ شعبي منذ سيطرتها على القطاع؟

الجمعة، 28 مارس 2025 07:43 م

محمد عماد

غزة الي اين مظاهرات ضد حماس

غزة الي اين مظاهرات ضد حماس

تشهد غزة موجة غير مسبوقة من الغضب الشعبي ضد حكم حركة حماس، مع تزايد الاحتجاجات اليومية التي تعكس تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في القطاع.

 وفي ظل هذا التصعيد، تجد الحركة نفسها في مأزق سياسي داخلي، مع تنامي الضغوط من حركة فتح وارتفاع الأصوات المطالبة بإنهاء سيطرتها على غزة، وسط ترقب إقليمي ودولي لمستقبل هذا التصعيد.

تصاعد الغضب الشعبي: "لم نعد نحتمل"

منذ أسابيع، بدأ سكان غزة في التعبير عن استيائهم المتزايد من الأوضاع المعيشية عبر احتجاجات متفرقة، لكنها ما لبثت أن تحولت إلى موجة متصاعدة من الغضب الشعبي، وصلت إلى حد المطالبة بإسقاط حكم حماس. وانتشرت مقاطع فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي توثق هذه الاحتجاجات، التي خرج فيها العشرات من المواطنين يهتفون ضد السياسات التي قادت القطاع إلى أزمة غير مسبوقة.

وفي هذا السياق، يرى أستاذ العلوم السياسية، هاني البسوس، في حديثه إلى برنامج التاسعة على سكاي نيوز عربية أن "ما نشهده في غزة ليس مجرد احتجاجات عابرة، بل هو تعبير عن فشل حماس في معالجة الأزمات المتراكمة في القطاع.. الشارع الفلسطيني في غزة يرى أن الحركة عجزت عن توفير أبسط مقومات الحياة، وأصبح المواطنون يطالبون بحلول حقيقية، وليس مجرد شعارات سياسية".

ويضيف البسوس أن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، والقيود المفروضة على حركة الأفراد والبضائع، واستمرار العمليات العسكرية، قد حولت الوضع إلى "قنبلة موقوتة"، بات انفجارها مسألة وقت فقط.

حركة فتح تصعّد المواجهة مع حماس

مع تصاعد الاحتجاجات، وجدت حركة فتح في هذه الأزمة فرصة لتكثيف هجومها السياسي والإعلامي على حماس، إذ تلقي باللوم على الحركة في الأزمة الخانقة التي يعيشها قطاع غزة.

وقال القيادي في حركة فتح، جمال نزال، في تصريحات سابقة لـ سكاي نيوز عربية إن "حماس فقدت شرعيتها لدى شعب غزة، وعليها أن تتحمل مسؤولية الدمار الذي لحق بالقطاع". وأضاف أن "غزة لن تكون مكانًا للحروب والسياسات العشوائية بعد الآن"، في إشارة إلى نهج حماس الذي وصفه بالفاشل في إدارة الأوضاع داخل القطاع.

ويرى محللون أن تصعيد فتح ليس مجرد انتقاد سياسي، بل هو جزء من استراتيجية تهدف إلى استغلال الغضب الشعبي لتحريك الشارع ضد حماس، وإضعافها تمهيدًا لاستعادة السيطرة على القطاع. ويؤكد البسوس أن "فتح تدرك أن حماس تعيش مرحلة ضعف داخلي غير مسبوقة، ولذلك تسعى لتعزيز الضغوط عليها من خلال وسائل متعددة، سواء إعلاميًا أو عبر تحريك القوى الشعبية المعارضة لوجود حماس في الحكم".

الضغوط الإسرائيلية: فرصة لإضعاف حماس؟

بالتزامن مع هذه التحديات الداخلية، تواجه حماس ضغوطًا متزايدة من إسرائيل، التي ترى في الاضطرابات الداخلية فرصة لتعزيز استراتيجيتها في إضعاف الحركة.

وفي هذا السياق، صرّح مسؤولون إسرائيليون أن "استمرار الخلافات الداخلية بين الفصائل الفلسطينية في غزة يصب في مصلحة تل أبيب"، مشيرين إلى أن أي اضطراب داخلي قد يسهم في تقسيم القوة السياسية في القطاع، وبالتالي تقليل قدرة حماس على تنفيذ عمليات عسكرية أو تهديد الأمن الإسرائيلي.

ويؤكد البسوس أن "إسرائيل تدرك تمامًا أن استمرار الاحتجاجات في غزة قد يؤدي إلى إضعاف حماس داخليًا، وبالتالي فإن التصعيد الإسرائيلي العسكري والسياسي يمكن أن يستفيد من هذه التوترات لتضييق الخناق على الحركة".

ومع ذلك، يحذر البسوس من أن الضغط الإسرائيلي المفرط قد يؤدي إلى نتائج عكسية، إذ يمكن أن تتسبب العمليات العسكرية أو الإجراءات العقابية في توحيد الفصائل الفلسطينية ضد إسرائيل، بدلاً من تعميق الانقسامات الداخلية.

 

 

خيارات حماس: بين القمع والتسوية السياسية

في ظل هذه التحديات المتصاعدة، تواجه حركة حماس خيارات صعبة، فإما أن تلجأ إلى القمع لاحتواء الاحتجاجات، أو أن تبحث عن حلول سياسية قد تتطلب تنازلات كبيرة.

الخيار الأول: القمع للسيطرة على الشارع

لطالما اعتمدت حماس على القوة الأمنية لاحتواء أي معارضة داخلية، وهو ما قد تلجأ إليه مجددًا لوقف الاحتجاجات المتصاعدة. ولكن، كما يرى البسوس، فإن "استخدام العنف لقمع المتظاهرين قد يؤدي إلى تأجيج الغضب الشعبي بدلاً من إخماده، وربما يفتح الباب أمام حركة تمرد أوسع قد يصعب السيطرة عليها لاحقًا".

الخيار الثاني: المصالحة والتسوية السياسية

الخيار الآخر أمام حماس يتمثل في البحث عن تسوية سياسية، ربما تشمل تشكيل حكومة وحدة وطنية، أو حتى تسليم السلطة إلى جهة إدارية محايدة. لكن هذا الخيار يواجه تحديات داخلية، إذ تعارض بعض الأجنحة المتشددة في حماس أي تنازلات قد تؤدي إلى تقليص نفوذها.

ويؤكد البسوس أن "التسوية السياسية قد تكون الحل الأكثر توازنًا، لكنها تتطلب من حماس تقديم تنازلات كبيرة، وهو ما قد يؤدي إلى انقسامات داخل الحركة، ويضعف قبضتها على القطاع".

مستقبل غزة: إلى أين تتجه الأمور؟

في ظل استمرار الاحتجاجات الشعبية، والتصعيد السياسي بين الفصائل الفلسطينية، والتدخلات الإقليمية، تبدو غزة على مشارف مرحلة جديدة من عدم الاستقرار.

أخبار ذات صلة:

صحة غزة: 830 قتيلاً منذ استئناف الضربات الإسرائيلية وارتفاع حصيلة الحرب إلى أكثر من 50 ألفاً

سلام: التطبيع مع اسرائيل مرفوض من الجميع

search