الإثنين، 31 مارس 2025

09:15 م

اعتقال رياك مشار يهدد بعودة الحرب الأهلية فى جنوب السودان

الخميس، 27 مارس 2025 09:31 م

باسم ياسر

رياك مشار نائب رئيس جنوب السودان

رياك مشار نائب رئيس جنوب السودان

أعلن حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة، اليوم الخميس، أن نائب رئيس جنوب السودان، رياك مشار، وُضع قيد الإقامة الجبرية، مما أدى إلى تصاعد التوتر السياسي في البلاد. 

وردًا على ذلك، أعلنت الحركة إنهاء اتفاق السلام مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة الرئيس سلفا كير، وسط تحذيرات دولية من احتمال اندلاع نزاع مسلح واسع النطاق يعيد البلاد إلى أجواء الحرب الأهلية.

اتفاق السلام على المحك

جاء توقيف مشار بعد تدخل قوات الأمن التي اقتحمت منزله مساء الأربعاء، واحتجزته إلى جانب زوجته، وزيرة الداخلية أنجلينا تيني، وفقًا لما أعلنه متحدث باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة.

وصف نائب رئيس الحركة، أويت نتنائيل بييرينو، هذا الإجراء بأنه خرق فاضح لاتفاق 2018، مؤكدًا أن "اتفاق السلام أصبح لاغيًا، مما يجعل مستقبل البلاد محفوفًا بالمخاطر". واتهم الحزب الرئيس سلفا كير بعدم الالتزام بتعهداته وغياب الإرادة السياسية لإرساء الاستقرار في البلاد.

تحذيرات دولية وتدخلات إقليمية

في ظل التوتر المتصاعد، عبرت جهات دولية، بينها الاتحاد الإفريقي، عن قلقها العميق إزاء التطورات الأخيرة، بينما حذرت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (أونميس) من أن البلاد "على حافة الانزلاق مجددًا إلى نزاع واسع النطاق".

من جهتها، دعت وزارة الخارجية الأمريكية الرئيس سلفا كير إلى التراجع عن هذا الإجراء، محذرة من تداعياته على مستقبل البلاد.

وفي مساعٍ لاحتواء الأزمة، أجرى الرئيس الكيني ويليام روتو محادثات مع كير حول اعتقال مشار، وأعلن عن إرسال مبعوث خاص إلى جوبا للحوار وتهدئة الوضع.

تصاعد العنف وخلافة كير على المحك

تزامن اعتقال مشار مع حملة اعتقالات طالت أكثر من 20 مسؤولًا عسكريًا وسياسيًا مقربين منه منذ فبراير الماضي، فيما أكد حزبه أن 3 من قواعده العسكرية تعرضت لهجوم من القوات الحكومية منذ يوم الاثنين.

وتتزايد المخاوف من أن كير (73 عامًا) يسعى إلى إحكام قبضته على السلطة، وضمان خليفته من خلال تصفية خصومه السياسيين، وعلى رأسهم مشار.

 وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت مؤخرًا في مقاطعة ناصر بين القوات الحكومية ومجموعات مسلحة موالية لمشار، مما عزز التكهنات بانفجار الصراع مجددًا.

رياك مشار.. رجل الأزمات السياسية في جنوب السودان

يُعد رياك مشار شخصية محورية في المشهد السياسي السوداني ثم الجنوب سوداني منذ ثلاثة عقود. تميز بقدرته على المناورة والتنقل بين أطراف النزاع، خاصة خلال الحرب بين الجنوب والشمال التي استمرت لأكثر من عشرين عامًا قبل انفصال جنوب السودان عام 2011.

ولد مشار عام 1953، ودرس في بريطانيا حيث حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة والتخطيط الاستراتيجي من جامعة برادفورد.

 انضم إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان (SPLM) في الثمانينيات، وقاد فصائل مسلحة خلال الصراع مع حكومة الخرطوم.

في عام 2005، وبعد توقيع اتفاق السلام مع السودان، شغل مشار منصب نائب رئيس حكومة جنوب السودان، واحتفظ به بعد إعلان استقلال البلاد عام 2011، قبل أن يُقال في 2013 إثر خلاف مع سلفا كير.

اتهامات بالمناورة السياسية والانقلابات

تم اتهام مشار في 2013 بالتخطيط لانقلاب عسكري، وهو ما أدى إلى اندلاع الحرب الأهلية التي استمرت حتى 2018 وأسفرت عن مقتل نحو 400 ألف شخص، وعلى الرغم من توقيع اتفاق سلام جديد، إلا أن العلاقة بينه وبين كير ظلت متوترة.

لطالما اعتُبر مشار خصمًا سياسيًا عنيدًا، يحظى بدعم قبيلة النوير، ثاني أكبر المجموعات العرقية في البلاد، بينما يمثل كير قبائل الدينكا، أكبر جماعة إثنية في جنوب السودان.

مستقبل جنوب السودان في مهب الريح

مع تصاعد الأزمة، أعربت دول غربية عن قلقها، حيث أغلقت النرويج وألمانيا سفارتيهما في جوبا، فيما قلّصت بريطانيا والولايات المتحدة طواقمهما الدبلوماسية، داعية رعاياها إلى مغادرة البلاد فورًا.

إقرأ أيضًا:

فرار جماعي لمليشيات الدعم السريع من الخرطوم عبر جسر خزان جبل الأولياء

صحة غزة: 830 قتيلاً منذ استئناف الضربات الإسرائيلية وارتفاع حصيلة الحرب إلى أكثر من 50 ألفاً

سلام: التطبيع مع اسرائيل مرفوض من الجميع

search