الإثنين، 31 مارس 2025

09:12 م

حسام شبات.. صحفي فلسطينى دفع حياته ثمنًا للحقيقة

الثلاثاء، 25 مارس 2025 04:41 م

باسم ياسر

حسام شبات

حسام شبات

قبل استشهاده في غارة إسرائيلية استهدفته قرب بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، خطَّ الصحفي الفلسطيني حسام شبات كلماته الأخيرة قائلاً: "خاطرت بكل شيء لنقل الحقيقة". 

هذه الرسالة التي نشرها فريقه بعد مقتله تعكس مسيرة مهنية حافلة بالمخاطر والتحديات في تغطية الحرب الدائرة في غزة.

تفاصيل الاستهداف.. جريمة ضد الصحافة

قُتل حسام شبات، البالغ من العمر 23 عامًا، أثناء تأدية واجبه المهني لصالح قناة الجزيرة مباشر، وأكدت فرق الدفاع المدني الفلسطيني أن شبات قُتل خلال غارة إسرائيلية استهدفت مركبته التي كانت تحمل شعار التلفزيون، فيما أظهرت لقطات مصورة جثته ممددة على الأرض بجوار السيارة المتضررة.

إسرائيل تبرر والمجتمع الصحفي يدين

رغم أن إسرائيل ادعت أن شبات كان "قناصًا إرهابيًا" يعمل لصالح حركة حماس، إلا أن لجنة حماية الصحفيين نفت تلك الادعاءات، مؤكدة أن الصحفي الشاب كان يوثق معاناة الفلسطينيين. 

كما أدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة "الاستهداف الممنهج للصحفيين"، داعيًا إلى تحرك عالمي لحماية الإعلاميين في القطاع.

الصحفيون في مرمى النيران

بلغ عدد الصحفيين الذين قُتلوا في الحرب على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 نحو 208 صحفيين، وفق المكتب الإعلامي الحكومي، مما يجعلها واحدة من أكثر الحروب دموية للصحفيين في التاريخ الحديث.

رسالة أخيرة تعكس الألم والصمود

في رسالته الأخيرة التي نُشرت بعد وفاته، كتب شبات: "عندما بدأ كل هذا كنت في الحادية والعشرين من عمري، طالبًا جامعياً لديه أحلام كأي شخص آخر. 

لكنني كرّست حياتي لشعبي، وثّقت الأهوال لحظة بلحظة، ونمت على الأرصفة، في المدارس، في الخيام... لقد تحملت الجوع لشهور، ومع ذلك لم أفارق شعبي أبدًا".

إرث لا يموت

رغم استشهاده، أكدت عائلته وزملاؤه أن رسالته لن تُدفن، ونُشر تنويه عبر حسابه على منصة إنستغرام بأن الصفحة "لن تتوقف"، ليبقى صوته شاهدًا على ما يجري في غزة.

أحلام مؤجلة وحرب غيرت المسار

كان شبات يطمح إلى تأسيس شركة إعلامية خاصة، والاستقرار ماليًا، وكان شغوفًا بمجال الضيافة، حيث امتلك مطعمًا قبل أن تدمره الغارات الإسرائيلية. 

لكن الحرب فرقته عن عائلته التي نزحت جنوبًا، وحولته من شاب طموح إلى رمز صحفي يخلده التاريخ.

search