الإثنين، 31 مارس 2025

09:15 م

بعد تصريحات ياسر العطا.. تصعيد دبلوماسي بين السودان وتشاد وجنوب السودان

الثلاثاء، 25 مارس 2025 04:24 م

باسم ياسر

الفريق ياسر العطا

الفريق ياسر العطا

شهدت الساحة السياسية في شرق ووسط أفريقيا تصعيدًا جديدًا بعد التصريحات النارية التي أطلقها الفريق ياسر العطا، مساعد القائد العام للجيش السوداني، والتي توعد فيها كلًا من تشاد وجنوب السودان برد عسكري صارم، متهمًا إياهما بالتدخل في النزاع الدائر في السودان منذ منتصف أبريل/نيسان العام الماضي.

تأتي هذه التصريحات في وقت حساس، حيث أحرز الجيش السوداني تقدمًا ملحوظًا على الأرض، مستعيدًا مواقع استراتيجية مثل القصر الرئاسي والوزارات السيادية، مما يعزز موقفه في مواجهة قوات الدعم السريع.

العطا: تشاد وجنوب السودان تحت المجهر

في خطاب متلفز مساء الأحد، هدد الفريق ياسر العطا باستهداف مطارات تشاد في نجامينا وأم جرس، معتبرًا أنها "أهداف عسكرية مشروعة"، كما اتهم جنوب السودان بإيواء "الخونة" والتدخل في الشؤون الداخلية للسودان.

وأكد العطا أن السودان لن يتسامح مع أي تدخلات خارجية، مهددًا باستخدام القوة ضد أي دولة يثبت دعمها لأي فصيل معارض للحكومة السودانية، مشددًا على أن "السودان سيضرب بيد من حديد كل من يحاول زعزعة استقراره الداخلي".

تشاد ترد: تصريحات استفزازية وتهديد للسيادة

لم تتأخر الحكومة التشادية في الرد، حيث أصدرت بيانًا رسميًا نددت فيه بتصريحات ياسر العطا ووصفتها بأنها "استفزازية وغير مقبولة"، مؤكدة أن تشاد ستظل متمسكة بحماية حدودها وسيادتها الوطنية.

وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن هذه التهديدات تساهم في تأجيج التوترات على الحدود بين البلدين، حيث تعاني المنطقة بالفعل من تداعيات النزاع السوداني، بما في ذلك تدفق اللاجئين والنازحين.

جنوب السودان: تهديدات لن تمر دون رد

من جهتها، أبدت حكومة جنوب السودان استياءها الشديد من التصريحات السودانية على لسان ياسر العطا، واعتبرتها "انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي"، مؤكدة في بيان رسمي أن جوبا ملتزمة بالسلام لكنها لن تتهاون مع أي تهديدات تستهدف أراضيها.

وأشارت الحكومة إلى أنها تراقب الوضع عن كثب، محذرة من أن أي تصعيد عسكري قد يؤدي إلى تفجير أزمة إقليمية جديدة، في ظل التوترات التاريخية بين البلدين.

دعوات دولية لاحتواء الأزمة

وسط هذا التصعيد، دعت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى التهدئة وضبط النفس، مشددين على ضرورة العودة إلى المسار الدبلوماسي لحل الخلافات.

وأكد المتحدث باسم الأمم المتحدة أن "التصعيد العسكري في السودان لا يهدد استقراره الداخلي فحسب، بل يمتد ليشكل خطرًا على الأمن الإقليمي بأسره"، مشيرًا إلى أن الجهود الدولية لتحقيق تسوية سلمية قد تتعرض لانتكاسة إذا استمر التصعيد.

search