السبت، 02 نوفمبر 2024

09:34 م

قضية القدس وفلسطين كانت وستظل القضية الأولى في وجدان كل مسلم

وزير الأوقاف : عالم السوشيال ميديا هو الميدان الحقيقي للخطر على الشباب

الإثنين، 05 أغسطس 2024 12:40 م

السيد الطنطاوي

وزير الأوقاف خلال المؤتمر

وزير الأوقاف خلال المؤتمر

أكد الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف أن حيث العالم من حولنا يموج بطوفان هادر من الأفكار والتيارات، حتى تحول عالم السوشيال ميديا إلى الميدان الحقيقي للخطر الذي توجد فيه التيارات التي تختطف عقول أبنائنا لتجندهم في سبيل الإرهاب، فكان مشيرا إلى أهمية وجود مشرِّف للمسلمين في هذا العالم وفي هذا الفراغ، لنقدم من خلاله مقاصد الشرع الشريف ومعاني الهداية.

وشدد وزير الأوقاف على أن قضية القدس وفلسطين كانت وستزال القضية الأولى في وجدان كل مسلم، حيث ندعو الله (جل جلاله) أن يعجل بالفرج على أشقائنا وأهلنا في فلسطين عموما وفي غزة خصوصًا، وأن يرفع الله تعالى كل ما نزل بهم من ظلم وقهر، ونطمح وندعو الله تعالى أن يهيئ اليوم الذي يتقرر فيه حق أشقائنا في فلسطين في إقامة دولتهم الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال خلال كلمة له في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي التاسع لوزراء الأوقاف والشئون الإسلامية، الذي تنظمه وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية، والذي يعقد في مكة المكرمة خلال الفترة من 28 محرم إلى 1 صفر لعام 1446هـ بعنوان : (دور وزارات الشئون الإسلامية والأوقاف في تعزيز مبادئ الوسطية وترسيخ قيم الاعتدال).

وأكد وزير الأوقاف على أهمية موضوع مؤتمر :“دور وزارات الشئون الإسلامية والأوقاف في تعزيز مبادئ الوسطية وترسيخ قيم الاعتدال”، وقال إن جدول أعمال المؤتمر ومحاوره وافية شاملة، تشتبك مع هموم المسلمين، وتناقش قضاياهم، حيث جاء على قمة البحوث التي يطرحها المؤتمر قضية مواجهة الغلو والتطرف، وقضية تحصين المنابر، بما يحشد قدراتنا وطاقاتنا جميعًا ووزاراتنا ومؤسساتنا ودولنا جميعًا حتى نحتشد جميعًا لمواجهة كل صور العنف والتكفير والتطرف والغلو والتشدد، وحتى نطفئ معًا نيران العنف والإرهاب، ولنكون في زماننا هذا أمناء على ديننا وعلى أوطاننا ولنقتدي بسيدنا عبد الله بن عباس (رضي الله عنه) حين خاض المواجهة الجريئة الجسورة العلمية التي فكك فيها فكر التطرف والتكفير في زمنه، ليكون نبراسًا لكل أصحاب المعالي الحضور، ولكل صاحب منبر وقلم من الأمناء على الدين والوطن أن يخوضوا معركة مواجهة التطرف بكل جرأة وجسارة، لنحمي ديننا وبلادنا وأوطاننا من كل شر.

وأضاف وزير الأوقاف أن المؤتمر اختار عنوانًا آخر من عناوينه الكبرى وهو قضية القيم الإنسانية المشتركة التي ننادي بها نحن المسلمين في كل أنحاء الدنيا، مؤكدًا أن القرآن الكريم جاء محملًا بمستويات متعددة من الهداية، وأن وزير الأوقاف في كتابه: “المدخل إلى أصول التفسير” الذي ترجم إلى الإنجليزية والفرنسية أن القرآن الكريم قد جاء محملًا بهداية عامة تخاطب كل إنسان على ظهر الأرض وفيه أيضًا هداية خاصة تخاطب بالتشريع والهداية والعبادات من آمن به.

وأوضح أن الهداية القرآنية الخاصة تتمثل في كل آية بدأت بقوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا” وكان الإمام الفخر الرازي (رحمه الله) قد أحصاها فوجدها ثمانيا وثمانين آية، ثم إن الهداية العامة تتمثل في كل آية بدأت بقوله تعالى: “يا أيها الإنسان”، أو بقوله تعالى: “يا أيها الناس”، أو بقوله تعالى “يا بني آدم”، مما إذا جمعناه خرجنا منه بمواثيق ومبادئ عليا يحرص عليها الشرع الحنيف، لتكون مبادئ تجمع شمل البشر على الخير والحق والهدى ؛ ولتكون مفتاحًا للاهتداء الى الله تعالى.

وأكد وزير الأوقاف أن أحد أهم أهداف المؤتمر المشتركة التي نعمل عليها ونزكيها ونجتهد في إيصالها إلى الناس أجمعين وتأتي على قائمة أعمال المؤتمر قضية الوطن والانتماء الوطني والوطنية والمواطنة، وهذه القضية قضية شديدة الأهمية في ظل زمن وعقود مضت نشطت فيه جماعات الإرهاب والتطرف في تقديم خطاب يقزم شأن الوطن.

وأشار وزير الأوقاف إلى أن من أعظم ما نجتمع عليه في هذا المؤتمر أن ننادي في آفاق الدنيا وفي سائر شعوبنا وبلادنا وأوطاننا بتعظيم قيمة الوطن وبتعزيز انتماء الإنسان إلى وطنه وبترسيخ قيمة المواطنة العادلة التي تحمي أبناء الوطن جميعًا.

 قضيه الوقف في تاريخ المسلمين كانت إبداعا تأسس على أركانه التعليم والصحة 

وقال: جاء هذا المؤتمر أيضا ليناقش دور الأوقاف في زيادة الناتج المحلي ودور الأوقاف في المسجد الأقصى المبارك، مؤكدًا أن قضية الوقف في تاريخ المسلمين كانت إبداعا تأسست على أركانه عملية التعليم وعملية الصحة، وانطلقت على أكتاف الوقف أعمال في غاية العجب تبرز جانب الحضارة العريقة في تاريخ المسلمين كم من مدرسة أو مستشفى أو عمل علمي أو بر أو خير تأسس على أكتاف الوقف كانت المدرسة المستنصرية من أكبر مدارس العلم في تاريخ المسلمين وقفت عليها أوقاف هائلة حتى يقول الحافظ الذهبي في كتاب تاريخ الإسلام (وهكذا فليكن البر بالعلم وإلا فلا)، وعلى غرارها نسجت جامعات كبرى.

وأضاف وزير الأوقاف أن مسجد محمد بيك أبي الذهب عندنا في أرض القاهرة المواجه للجامع الأزهر الشريف كثرت أوقافه للإنفاق على العلم وعلى إيواء الغرباء حتى فاض الخير فكان من بنود الوقف أن تشترى الغلال وأن تنثر فوق مئذنة المسجد لإطعام طير السماء العابر.

search