الإثنين، 17 مارس 2025

12:03 ص

التفكير ضرورة إسلامية وعقدية وحياتية

ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة: منهج الإسلام وسبل التفكير السليمة عطلت مناهج الملحدين

الأحد، 16 مارس 2025 11:54 ص

السيد الطنطاوي

خلال الملتقى

خلال الملتقى

أكد العلماء بـ “ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة”، في الليلة السادسة عشرة من شهر رمضان، والذي تناول “فريضة التفكير والتأمل”، أن التفكير ضرورة إسلامية وعقدية وحياتية، وأن  الله تعالى حذر الذين لم يعملوا عقولهم؛ فقال: "وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ".

وقال الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامي،: إن التفكير مدعاة إلى التأمل والتدبر والتحليل والاستنباط؛ للوصول إلى نتائج منطقية، ونحن في الأزهر الشريف عمدنا إلى التفكير والتدبر؛ اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنها ممارسة ذهنية حوتها كتب العقيدة بما ينزه الله تعالى، وانطلاقًا بأنه سبحانه تعالى ليس كمثله شىء، ووجدنا في عملية التفكير مسارات متنوعة، منها ما تبنته العقول السليمة التي أنتجت فكرًا صائبًا وهو ما اعتمدنا عليه فى دراستنا في الأزهر الشريف.

  وتابع فضيلته خلال كلمته بملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة في الليلة السادسة عشرة من شهر رمضان، والذي تناول فريضة التفكير والتأمل، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا". ويشير الحديث إلى  العلماء الذين لزموا النهج السليم والتفكير الصائب، أما أصحاب العقول العقيمة من المشككين والملحدين الذين يزعمون إعمال العقل وكأن الله غير موجود؛ فلا حاجة لنا بفكرهم وطرائقهم، فأمام منهج الإسلام وسبل التفكير السليمة التي نسلكها تعطلت مناهج الملحدين. 

من جانبه، أوضح الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، أن التفكير ضرورة إسلامية وعقدية وحياتية، وأن  الله تعالى حذر الذين لم يعملوا عقولهم؛ فقال: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ} أي: لو كنا نسمع الهدى أو نعقله، أو لو كنا نسمع سماع من يعي ويفكر، أو نعقل عقل من يميز وينظر. ودل هذا على أن الكافر لم يعطَ من العقل شيئًا، على خلاف المؤمن. 

وأشار فضيلته إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يحث أصحابه على التأمل والتفكير، وبنى عند المسلمين الأوائل منهجية علمية في التفكير، قامت على أساس التثبت وطلب الدليل، وحررت عقولهم من الخرافة والجهل والتقليد، ودفعتهم إلى النظر والتأمل وفهم ما حولهم؛ لتتشرب قلوبهم عقيدة الإيمان الصحيحة؛ فعن ابن مسعود  قال: خط لنا رسول الله ﷺ خطًّا، وقال: "هذا طريق الحق" وخط خطوطًا عديدة، وقال: "هذه السبل، على رأس كل منها شيطان، يزينها لسالكيها"، وكان ذلك درسًا عمليًّا لإعمال العقل والتدبر، وكان الصحابة يلزمون التأمل؛ أسوة بالرسول صلى الله عليه وسلم؛ لفهم دينهم، وتدبر كتاب الله وما به من المعاني والمقاصد، وعلموا أن التأمل مأمور به؛ انطلاقًا من قوله تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ}. 

ويواصل الجامع الأزهر الشريف تقديم دروس التراويح، وذلك ضمن خطته الدعوية لشهر رمضان المبارك، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والتي تتضمن: مقارئ قرآنية، ملتقيات دعوية، دروسًا علمية، صلاة التهجد في العشر الأواخر، وتنظيم موائد إفطار للطلاب الوافدين؛ وذلك في إطار دور الأزهر في نشر الوعي الديني، وترسيخ القيم الإسلامية.

 

search