الإثنين، 17 مارس 2025

12:49 م

إفطار المحبة في نيويورك .. مصر تجمعنا والعروبة توحدنا

الأحد، 16 مارس 2025 08:28 م

أحمد محارم

الكاتب أحمد محارم

الكاتب أحمد محارم

في قلب مدينة نيويورك النابضة بالحياة وعلى مائدة عامرة بالمحبة والانتماء اجتمع أبناء الجالية المصرية والعربية في حفل الإفطار السنوي الذي نظمه المركز الإسلامي في مانهاتن الذي دعا ايه الإمام الدكتور أحمد دويدار ليؤكدوا أن مصر ليست مجرد وطن بل روح تعيش في القلوب وأن العروبة ليست شعارًا،  بل وحدة تجمعنا عبر الأزمان والحدود.
هذا اللقاء الذي أصبح تقليدًا سنويًا حمل هذا العام رسائل قوية ومعاني عميقة حيث جسد روح التضامن والتلاحم بين أبناء الأمة في وقت أحوج ما يكون فيه العالم العربي إلى الوحدة والوعي واليقظة.


حضور وطني رفيع


حفل الإفطار لم يكن مجرد تجمع اجتماعي بل كان حدثًا وطنيًا بامتياز حضره نخبة من الشخصيات الدبلوماسية والدينية والمجتمعية يتقدمهم معالي السفير ماجد عبد الفتاح مندوب جامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة، ومعالي السفيرة هويدا عصام قنصل مصر العام في نيويورك، والمستشار محمد همت الملحق العسكري في بعثة مصر لدى الأمم المتحدة، والمستشار شريف الفخراني من القنصلية المصرية في نيويورك، ونيافة الحبر الجليل الأنبا ديفيد، والأستاذ نبيل مجلع رئيس جمعية مصر لكل المصريين.


كان حضور هذه الشخصيات رسالة واضحة للجالية بأن الدولة المصرية والعالم العربي يعولان كثيرًا على أبنائهما في الخارج وأن عليهم مسؤولية كبرى في الدفاع عن قضاياهم والتمسك بهويتهم والعمل على تحقيق تأثير إيجابي في المجتمع الأمريكي.


جنود معركة الوعي


عقب الإفطار بدأت الكلمات التي لم تكن مجرد خطب بروتوكولية بل رسائل وطنية مباشرة تحمل في طياتها دعوة لكل فرد في الجالية بأن يكون سفيرًا حقيقيًا لوطنه وأمته.


السفير ماجد عبد الفتاح تحدث بوضوح عن المخاطر التي تواجه القضية العربية والدور المحوري لمصر في مواجهة التحديات، مؤكدًا أن أبناء الجالية ليسوا مجرد مغتربين بل جنود في معركة الوعي وأن عليهم استغلال وجودهم في أمريكا لتشكيل لوبي عربي قوي قادر على التأثير والدفاع عن الحقوق العربية.


بيت المصريين


أما السفيرة هويدا عصام فقد سلطت الضوء على الجهود القنصلية لدعم المصريين بالخارج وأكدت أن القنصلية ليست مجرد مؤسسة حكومية بل بيت المصريين الذي يجب أن يلجأوا إليه في كل الأوقات كما أعلنت أن لجنة الرقم القومي تستعد للوصول إلى نيويورك داعية الجميع لنشر المعلومة لضمان استفادة أكبر عدد من أبناء الجالية.

نيافة الأنبا ديفيد بكلماته الهادئة العميقة أكد على أن الهوية المصرية تجمعنا جميعًا مسلمين ومسيحيين وأن مصر ليست مجرد أرض بل رسالة سماوية زرعها الله في قلوبنا جميعًا

صوت الجالية

لم يكن الحفل مجرد مناسبة رسمية بل كان فرصة لأبناء الجالية ليعبروا عن رؤيتهم وأحلامهم وليطلقوا صرخة وعي في وجه التحديات.

الدكتور حبيب جودة أكد أن الأمل لا يزال قائمًا في بناء لوبي عربي قوي قادر على الدفاع عن القضايا العربية في الولايات المتحدة.
الدكتور محمود عزمي شدد على أن هذه اللقاءات ليست مجرد إفطار رمضاني بل منصة لتوحيد الصفوف وتقوية الروابط بين أبناء الجالية.


الأستاذ ماجد نور كعادته وضع النقاط فوق الحروف مشيرًا إلى أن المصريين في الخارج عليهم مسؤولية كبيرة في تصحيح الصورة المغلوطة عن وطنهم وعدم السماح لأي تقصير بأن يُضعف عزيمتهم.


محمد محجوب أكد أن ما طرحه السفير ماجد عبد الفتاح والسفيرة هويدا عصام هو بمثابة تكليف وطني للجالية وليس مجرد حديث بروتوكولي.


رسالة إلى المستقبل


مع انتهاء الكلمات ومع رشفات الشاي وقطع الحلويات الرمضانية استمرت الحوارات بين الحاضرين ليس كأفراد مغتربين بل ككتيبة وعي تدرك أنها تحمل أمانة ثقيلة أمانة الدفاع عن الوطن والهوية.


وقبل أن يودع الحضور بعضهم كان هناك إجماع على حقيقة واحدة نحن لسنا ضيوفًا في هذا البلد نحن أبناء حضارة عمرها سبعة آلاف عام جئنا نحمل مصر في قلوبنا والعروبة في وعينا وسنظل أوفياء لوطننا وهويتنا أينما كنا.


وفي الختام توجه الجميع بالشكر للإمام أحمد دويدار وفريق التنظيم الذين لم ينظموا مجرد إفطار بل أحيوا روحًا وطنية ورسخوا يقينًا بأن مصر ليست على الخريطة فقط بل في القلب والعقل والوجدان.

search