الأربعاء، 02 أبريل 2025

08:10 ص

بعد 9 أشهر في الفضاء.. كيف سيعود رواد الفضاء "العالقون" إلى الأرض؟

الجمعة، 14 مارس 2025 07:45 م

محمد عماد

رواد الفضاء

رواد الفضاء

بعد رحلة غير مخطط لها استمرت تسعة أشهر في الفضاء، يستعد رائدا الفضاء باري بوتش ويلمور وسوني ويليامز أخيرًا للعودة إلى الأرض. كان من المفترض أن تستمر مهمتهما على متن محطة الفضاء الدولية لمدة ثمانية أيام فقط، لكنها تحولت إلى إقامة طويلة بسبب تأجيلات متكررة. واليوم، مع اقتراب موعد عودتهما، يبرز تساؤل مهم: كيف أثرت الأشهر الطويلة في بيئة انعدام الجاذبية على أجسامهما وعقولهما؟

تأثيرات انعدام الجاذبية على الجسم

أكدت العديد من الدراسات أن قضاء فترات طويلة في الفضاء يؤدي إلى تغيرات جسدية كبيرة، بعضها قد يكون دائمًا. من أبرز هذه التأثيرات:

  • فقدان كثافة العظام: يؤدي انعدام الجاذبية إلى تراجع كثافة العظام بمعدلات كبيرة، ما يجعل رواد الفضاء أكثر عرضة للكسور عند عودتهم إلى الأرض.
  • ضمور العضلات: نظرًا لعدم الحاجة إلى مقاومة الجاذبية، تتعرض عضلات الذراعين والساقين وحتى القلب لحالة من الضمور، مما يؤثر على قوة الجسم ولياقته.
  • تغيرات في الدورة الدموية: يقل حجم الدم في الجسم، كما يتباطأ تدفقه في بعض المناطق، مما قد يؤدي إلى مشكلات مثل تخثر الدم واضطرابات الدورة الدموية.

ويشير العلماء إلى أن السوائل في الجسم لا تتوزع كما يحدث على الأرض، بل تتراكم في الرأس، مما يجعل رواد الفضاء يشعرون وكأنهم يعانون من احتقان مزمن يشبه نزلات البرد. كما تتأثر حاسة الشم لديهم بسبب ذلك، وهو أمر قد يكون إيجابيًا نظرًا للروائح غير المحببة في المحطة الفضائية.

كيف يتأثر الدماغ؟

يؤثر انعدام الجاذبية أيضًا على الدماغ، حيث يصبح مغمورًا بالسوائل، مما يؤدي إلى تغيرات في الرؤية. وأوضح مينغ لو، أستاذ علوم الأعصاب بجامعة موناش، أن الضغط على العينين يمكن أن يؤدي إلى ضعف البصر، وهو سبب شائع لارتداء رواد الفضاء النظارات أثناء مهماتهم. في بعض الحالات، لا تعود الرؤية إلى طبيعتها بعد العودة إلى الأرض، وقد يحتاج البعض لاستخدام النظارات مدى الحياة.

لمعالجة هذه المشكلة، تعمل "ناسا" و"سبيس إكس" على تطوير أجهزة طرد مركزي تتيح لرواد الفضاء النوم في وضعية تقلل من تراكم السوائل في رؤوسهم.

التحديات النفسية والجسدية

عند العودة إلى الأرض، لا يواجه رواد الفضاء مشكلات جسدية فقط، بل يتعرضون أيضًا لإجهاد نفسي هائل. وأوضح براد تاكر، عالم الفيزياء الفلكية في الجامعة الوطنية الأسترالية، أن عملية التأقلم مع بيئة الجاذبية الأرضية تكون مرهقة للغاية، مما قد يؤدي إلى آثار نفسية مثل القلق والاكتئاب. لذلك، يحتاج رواد الفضاء إلى إعادة تأهيل مكثف يشبه برامج التعافي لمرضى الغيبوبة.

تأثيرات غير متوقعة.. حتى الجلد يتغير!

إحدى التأثيرات غير المتوقعة لبيئة الفضاء هي تغير حساسية الجلد. بحسب عالم الفيزياء الفلكية آلان دافي، يصبح الجلد ناعمًا ورقيقًا مثل جلد الأطفال بسبب عدم الاحتكاك المستمر بأي أسطح صلبة. وعند العودة إلى الأرض، قد يشعر رواد الفضاء بأن ملابسهم خشنة وكأنها مصنوعة من ورق الصنفرة، وهو إحساس مزعج يستغرق وقتًا للتكيف معه.

الخطر الأكبر: الإشعاع

من بين جميع المخاطر التي يتعرض لها رواد الفضاء، يبقى الإشعاع هو التهديد الأكثر خطورة. على الأرض، يوفر الغلاف الجوي والمجال المغناطيسي حماية طبيعية ضد الإشعاعات الكونية الضارة، لكن في الفضاء، يكون رواد الفضاء عرضة لمستويات عالية من الإشعاع، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل السرطان، بما في ذلك السرطانات النادرة.

 

مع عودة ويلمور وويليامز، سيخضعان لسلسلة من الفحوص الطبية والدراسات العلمية لمعرفة تأثير الإقامة الطويلة في الفضاء على الجسم البشري. هذه الأبحاث ستكون حاسمة في التخطيط للرحلات المستقبلية، خاصة تلك التي تستهدف القمر والمريخ، حيث سيقضي رواد الفضاء فترات أطول بعيدًا عن الأرض. فهل ستتمكن البشرية من التغلب على هذه التحديات وفتح الباب أمام عصر جديد من الاستكشاف الفضائي؟ الأيام القادمة ستكشف الكثير.

أخبار ذات صلة:


مجلس الأمن يدين مجازر الساحل السوري ويدعو لتحقيق دولي ومعالجة ملف الإرهاب

الصين وروسيا والهند تخطط لإنشاء أول محطة طاقة نووية على القمر

25 مليون زائر للمسجد الحرام خلال الـ10 الأوائل من رمضان

search