الخميس، 13 مارس 2025

11:05 م

باحث مصري يطرح منظورًا جديدًا للتنوير في كتاب لـ"دار لما"

الثلاثاء، 11 مارس 2025 10:05 م

إسراء علي

كتاب في التنوير

كتاب في التنوير

صدر عن دار لمار للنشر والتوزيع والترجمة كتاب "في التنوير .. الجزء الأول: التنوير من منظور مختلف" للدكتور عبدالحميد قاسم مظهر، في 294 صفحة مقاس A5 ويمثل الجزء الأول في سلسلة تتناول قضية التنوير من زوايا مختلفة.
الكتاب يمهد لأبعاد التنوير المتعددة المتضمنة في الأجزاء التالية، ويطرح رؤية أعمق وأوسع تؤسس لفكر أشمل للتنوير، حيث يبحث عن فكر عملي تطبيقي لمعاني التنوير.

 الشق النظري يطرح أسئلة عن ماهية التنوير والمطلوب منه ويسهب في استقراء مجالاته في الثقافة والعلم والفلسفة والدين والسياسة، وصولًا إلى صياغة مفهوم للتنوير من وجهة نظر إسلامية.
ويطرح الكتاب قضية نهضة العرب، كيف ننهض ومتى؟ وما يتعلق بالتأخر والنهوض في مسألة تشريح العقل السياسي العربي. ويسعى إلى محاولة لفهم السنن الإلهية في التغيير الاجتماعي المنشود من أجل النهوض. ويوصف الكتاب ملامح المعوقات الأساسية في الدعوات التي تحث على التنوير أو تهاجمه، من منطلقات عديدة لمفكرين وفلاسفة غربيين أو عرب ومسلمين قدامي، وكيف أثرت تلك المعوقات في بناء العقليات الفكرية والثقافية العربية سواء انتمت إلى الثقافات الغربية أو إلى تراث الحضارة العربية الإسلامية ونتاجها الفكري، وكيف مازالت تهيمن على آليات التقدم والنهوض وتعرقل التنوير المطلوب.
الدكتور مظهر تأثر في طرحه الفكري بتكوينه العلمي، حيث حصل على بكالوريوس هندسة الطيران والفضاء، وماجستير عن تعظيم أداء أجهزة التحكم الآلي في الطائرات من كلية الهندسة جامعة القاهرة، ونال الماجستير والدكتوراه من معهد جورجيا بولاية جورجيا الأمريكية في موضوعات عن دينامية سريان الدم في الأوعية الدموية الكبيرة وعلاقتها بأمراض القلب، واستعمال الطرق الحسابية لحساب البصمة الحرارية لعدة طائرات هيلوكوبتر.

يمكن القول إن الدكتور عبدالحميد قاسم مظهر قد قدم دراسة معمقة ومتكاملة حول مفهوم التنوير من منظور مختلف، في إطار بحثه المستمر عن الأبعاد المتعددة لهذا المفهوم في مختلف المجالات.

فقد استطاع أن يطرح رؤية شاملة تتجاوز النظريات التقليدية، لتأخذ في الحسبان التأثيرات الثقافية، الدينية، والفكرية التي شكلت العقل العربي الإسلامي المعاصر.

كما قدم تحليلاً نقدياً للممارسات المعاكسة للتنوير التي نشأت على مر العصور، مستعرضًا مختلف العوامل التي تعرقل النهوض الفكري والتقدمي في العالم العربي.

لقد كان الكتاب بمثابة دعوة للتفكير العميق في كيفية فهم التنوير، وإعادة صياغة هذا المفهوم ليخدم القضايا الحقيقية للمجتمعات العربية والإسلامية، مع التركيز على إيجاد حلول عملية وواقعية تأخذ في الاعتبار التحديات الراهنة، في النهاية، يعكس الكتاب مسعى جاداً نحو تجديد الفكر العربي وتحقيق نهضة حقيقية تستند إلى أسس معرفية وفلسفية قوية، مما يساهم في وضع تصور أكثر نضجًا وشمولية لمستقبل العالم العربي في ظل العولمة والتطورات المعرفية المستمرة.

search