الخميس، 06 مارس 2025

05:19 ص

محمد مطش يكتب: التسامح مفتاح السلام

الأربعاء، 05 مارس 2025 12:32 م

محمد مطش

الكاتب محمد مطش

الكاتب محمد مطش

التسامح والعفو من أعظم القيم الإنسانية التي تشكل أساس العلاقات بين الأفراد والمجتمعات.

 فالتسامح لا يعني فقط العفو عن الأخطاء والتجاوزات، بل هو قوة عظيمة تساهم في بناء السلام الاجتماعي وتجنب الصراعات، من خلال العفو عن الآخرين، والتمكن من تعزيز الروابط الإنسانية وتحقيق بيئة مليئة بالسلام والتعاون. 

فالمعنى البسيط للتسامح هو القدرة على التغاضي عن أخطاء الآخرين وعدم الاحتفاظ بالضغائن أو المشاعر السلبية تجاههم، وهو انعكاس لقوة داخلية، ويعني التحرر من الكراهية والانتقام، أما العفو فهو اتخاذ قرار شخصي بتجاوز الأخطاء التي ارتكبها الآخرون وعدم معاقبتهم عليها، بل منحهم فرصة للتعلم والنمو، لذا فان التسامح والعفو ليسا ضعفًا او وهناً، بل هما دليل على نبل النفس وقوة الإرادة وحب العطاء للغير.


على الجانب الاخر عندما يسود العداء والضغائن بين أفراد المجتمع، يصبح التفاهم والتعاون أمرًا صعبًا.

 تؤدي الصراعات إلى انعدام الثقة بين الأفراد، مما يخلق بيئة سامة تؤثر سلبًا على كل من الأسرة والجيران ومحيط العمل. 

في الأسرة، قد تتفاقم الخلافات بسبب تراكم الضغائن، مما يؤدي إلى تفكك الروابط الأسرية وزيادة التوتر داخل المنزل، وعلى مستوى الجيران قد تؤدي المشاحنات إلى تدمير العلاقات الجيدة وتعميق الهوة بين أفراد المجتمع، أما في بيئة العمل فإن غياب التسامح يؤدي إلى بيئة مليئة بالتحامل والاتهامات، ما يؤثر سلبًا على الإنتاجية والعلاقات المهنية الحميمة ويعد كل ما سبق هو انعكاس لغياب التسامح وانتشار الكراهية بين الناس.


ولكن في حال وجود حالة من التسامح فان التسامح يلعب دورًا كبيرًا في الأوقات الصعبة والأزمات الشديدة.

 في مثل هذه الظروف، يكون من السهل الانجرار إلى مشاعر الغضب والكره بسبب التوترات والمشاكل المستمرة. 

ولكن، في اللحظات العصيبة، يكون التسامح هو الأسلوب الأمثل للمضي قدمًا في حل الأزمات والسعي نحو تخطى كل العثرات، كما يمكن للتسامح أن يخفف من حدة التوتر ويساهم في إيجاد حلول سلمية للمشاكل، وفي الأزمات يصبح العفو وسيلة لإعادة بناء الثقة بين الأطراف المعنية، ويؤدي إلى التقريب بين القلوب المتنافرة وتحقيق السلام الداخلي.


كما أن إعادة بناء الثقة بين الناس يعد أحد أبرز الآثار الإيجابية للتسامح، وعندما يعفو الشخص عن خطأ الآخر، فإن ذلك يساعد على إزالة الشكوك والمشاعر السلبية، ويمنح الشخص فرصة لتقديم نفسه مجددًا. 

 كما يعزز التسامح من التفاهم ويعطي الأفراد الفرصة للتواصل بصدق وشفافية، كما ان تسامح الأفراد مع بعضهم البعض يعزز أيضًا من الروابط الإنسانية المتينة التي تشكل أساس المجتمعات الصحية. 

فمن خلال التسامح نتمكن من خلق مجتمع يتسم بالمحبة والاحترام حيث يكون العطاء والتعاون والمحبة هم السمة الأساسية الغالبة على المجتمع.


وفى نهاية الأمر نجد إن التسامح لا يقتصر على العفو عن الآخرين، بل هو دعوة للعيش بسلام داخل المجتمع، لأنه من خلال الحب والمودة والاحترام المتبادل، يمكننا بناء مجتمع يسوده التعاون والتآلف، كما يجب أن نعي جميعًا أن التسامح ليس فقط ضد العنف والتطرف، بل هو ضرورة لبناء مجتمع قوي ومتحضر.

 فالتسامح يعزز من الأواصر الإنسانية ويدعم القيم السامية التي نشأ عليها الإنسان. كما إن نبذ الكراهية والعنف سيؤدي إلى عالم أفضل وأجمل وأكثر هدوءً واستقرارًا، حيث يسود التعاون والتفاهم بين فئات المجتمع كبار وصغار، رجالا ونساء. 

لذلك، اطمح ان نعيش التسامح في حياتنا اليومية وننشره بين أفراد مجتمعنا، لنتذكر دائمًا أن التسامح هو مفتاح السلام، وهو الذي يفتح أبواب المحبة والازدهار، ويقوي نسيج المجتمع من خلال روابطه الإنسانية الراسخة والعميقة.

search