السبت، 02 نوفمبر 2024

09:44 م

حكاية الشيخ حسونة النواوي مع الملحد الكبير !

الثلاثاء، 30 يوليو 2024 07:52 ص

الكاتب شعيب عبد الفتاح

الكاتب شعيب عبد الفتاح

الشيخ حسونة النواوي شيخ الأزهر هو أحد نوابغ العلماء المجددين في تاريخ الأزهر الشريف ، ولد بقرية نواي بمركز ملوي بمحافظة المنيا سنة 1839م ، تولى منصب شيخ الأزهر مرتين الأولى عام 1895 م ، والثانية عام 1907 م ، وقد يكون الوحيد الذي جمع بين منصبي شيخ الأزهر ومفتى الديار المصرية معا وأصدر خلال هذه الفترة حوالي 287 فتوى . 

حدث في زمنه أن حصل باحثا مصريا وهو الدكتور منصور فهمي على درجة الدكتوراه من باريس على يد مستشرق يهودي وهو ( ليفي بريل ) كان كارها للاسلام لحد كبير ، وللأسف تشرب تلميذه منصور فهمي منه هذا الكره والتحامل على الإسلام . 

بعد أن عاد الدكتور منصور فهمي الى مصر قام بشن حملة كبيرة في الصحف والمجلات ضد الشريعة الاسلامية والمرأة وأصدر كتابه الخاص عن أحوال المرأة في الإسلام، وخرج بأن الإسلام يظلم المرأة ، وهو ما أثار وقتها حالة من الغضب الشديد بين الناس في انحاء القطر المصري والذين وصفوه بالملحد والكافر .

 اتجهت انظار المجتمع كافة الى الأزهر الشريف وشيخه الكبير الشيخ حسونة النواوي ليضع حدا لهذا الملحد وتطاوله على الدين الاسلامى الحنيف . هنا تجلت حكمة الشيخ الجليل وضرب لنا مثلا فى الاخلاص النقي لله تعالى ولدينه الحنيف وأنه يريد الانتصار لله ولدينه وليس لنفسه ، فدعا الدكتور منصور فهمى لزيارته في بيته بعيدا عن الأنظار ، وعندما ذهب فهمى الى منزل الشيخ تصور أنه سيعامله معاملة فظة قاسية متهما اياه بالالحاد والكفر والخروج عن الملة ، ولكنه فوجئ بأن شيخ الأزهر يرحب به بكل سماحة ولطف وسأله الشيخ أنت الذي يشيع الناس أنك ملحد؟، فرد وقال له نعم، فدعاه إلى إعادة دراسة القرآن الكريم وصحبح السنة النبوية الشريفة وقضايا المرأة فى الشريعة ، وترك له حرية الكتابة بشكل علمي بحت ليس به أدني مجال لمشاعر الغضب أو التراشق والخناق . 

بعد عدة زيارات قام بها الدكتور منصور فهمى الى بيت عالمنا الجليل شيخ الأزهر الشريف أعلن خطأه في كل ما ذهب اليه من آراء ، ورجع عن جميع ما قاله ضد الدين الاسلامى وأعلن توبته وعودته الى دين الله الاسلام . 

قام الدكتور منصور فهمي قبل وفاته بعام واحد عام 1958 بنشر كل ما حدث من مناظرات بينه وبين شيخ الأزهر الشيخ حسونة النواوى في مجلة حياتك ، وفيه رأي استعاده بخواتيم العمر موقف ملأ القلب إجلالا وإنسانية واحترام هنا لم ينتصر الشيخ النواوى على منصور فهمى فقط بل انتصر على المستشرق الكاره للاسلام وعلى كل من هو على شاكلته ... وبهذا علمنا الشيخ حسونة النواوى أن العالم الحق هو من يقنع ويبرهن ويدلل بالحكمة وحسن الخلق وأدب الحوار ، وأن أسلوب الشتم والسب والطعن هو ليس أسلوبا ولا منهجا للعلماء الأجلاء ، بل هو منهج الدخيل على أهل العلم والجاهل والفاشل والضعيف .

search