حسام عبد القادر يكتب: ذكريات صحفية.. حكايتي مع حرب العراق والكويت
الأربعاء، 12 فبراير 2025 04:09 م
حسام عبد القادر

الكاتب حسام عبد القادر
"الصحافة ليست مجرد مهنة؛ إنها نافذة على العالم، ومغامرة نعيشها يوميا بكل تفاصيلها.
خلف كل خبر أو مقال قصة، وخلف كل صورة حكاية مليئة بالتحديات والإلهام.
في هذه السلسلة، سأفتح صفحات من دفتر ذكرياتي الصحفية، التي قد تكون مهمة للبعض وغير مهمة للبعض الآخر، وكل ما أستطيع الوعد به هو الصدق في كل ما سأكتب".
حكايتي مع حرب العراق والكويت
كانت البداية الأولى في رحلة الصحافة مع جريدة "الأيام" السكندرية، وهي جريدة أسسها الدكتور عاطف غيث رحمه الله، العالم والمفكر ورئيس قسم الاجتماع بجامعة الإسكندرية لفترة طويلة، وكان يترأس تحريرها الكاتب الصحفي الكبير محمد شاكر رحمه الله، مدير مكتب الأخبار بالإسكندرية.
وكان هناك مجموعة من الزملاء بالكلية سبقوني للتدريب في جريدة الأيام، وكانوا يدعونني وصديقي منير عتيبة للانضمام لفريق العمل، وكنت مترددًا، لا أعرف لماذا، ولكنه قد يكون نوعًا من الخوف والقلق من عدم النجاح في التجربة، ولكن صديقي منير شجعني كثيرًا، وبدأنا المشوار سويًا، رغم أنه فضل الأدب على الصحافة ولم يستمر، وترك لي الصحافة.
وفي نفس التوقيت جاءت معرفتنا بالمفكر الكبير الراحل الأستاذ خالد محمد خالد، والذي كان له عظيم الأثر في حياتنا الشخصية وأستاذيته لنا كانت فارقًا كبيرًا في حياتنا، وكان الأستاذ خالد يدعوننا دائمًا أن نزوره في منزله بالروضة بالقاهرة، ومن بعده منزله بالمقطم، واتفقنا أنا ومنير أن نسافر للقاهرة نزور الأستاذ خالد وفي نفس الوقت نذهب إلى جريدة الأيام في مقر أخبار اليوم نتعرف على فريق العمل ونشاهد إخراج الجريدة، وكنا نشرنا بالفعل بعض الأخبار والموضوعات.
وكانت هذه الزيارة لا تنسى، لأنها وافقت توقيت احتلال العراق للكويت عام 1990، والأحداث السياسية العربية ملتهبة وكثير من الأوضاع متأزمة.
ذهبنا إلى جريدة الأيام، وكان مدير التحرير أسامة عسل، وكنا سعداء بدخول مقر أخبار اليوم، هذا المبنى التاريخي والذي نقرأ عنه الحكايات، وجدنا العمل على قدم وساق، وتم تأجيل مواد العدد بالكامل ليخصص عن حرب العراق والكويت، طلبوا منا المشاركة والعمل، فاقترح منير أن يجري حوارا مع الأستاذ خالد محمد خالد، وكان سبق للجريدة بالطبع، ولم يكونوا يعلمون علاقتنا بالأستاذ.
وجاء دوري، وقبل أن أقترح أي أفكار، طلبوا مني الذهاب إلى المركز الإعلامي الكويتي لأن لديهم العديد من البيانات المهمة الصادرة في نفس اليوم والتي ستكون مفيدة جدا للنشر للعدد الذي سيصدر بعد يوم، ولم يكن هناك وقتها شبكة إنترنت، ولا إيميل ولا موبايل، وكانت وسيلة التواصل الوحيدة التليفون الأرضي.
طبعا سقط في يدي كما نقول، فأنا لا أعلم عن القاهرة أي شيء، وكل الموجودين لا يعرفون أن هذه هي أول زيارة لي للقاهرة، ولكني بكل ثقة وشجاعة قلت لهم طبعا سأذهب، فقط أعطوني عنوان المركز، أخذت العنوان ونزلت الشارع لا أعرف ماذا أفعل؟
وأضحك كثيرا عندما اتذكر هذا الموقف، لأني يومها ذهبت إلى المركز الإعلامي الكويتي سيرا على الأقدام، لأني أوقفت كثير من المارين أسألهم، وطبعا سمعت وصفات كثيرة للعنوان، ولكن وصف أحدهم كان سهلا إلى حد كبير، ووصلت واستطعت الحصول على كل البيانات الجديدة أو "الطازة"، ولم يكن معي ما يثبت أني صحفي، وبطاقتي مكتوب فيها طالب، ولكني فعلا تحليت بالشجاعة والإقدام واستطعت الدخول بكل ثقة، وهي الثقة التي لم تجعل أحدًا يسألني عن أي بطاقة تعريف.
أخذت البيانات وبكل سرعة عدت إلى أخبار اليوم سيرًا على الأقدام، "خلاص بقى بقيت خبير في الشوارع"، وجدت منير قلقًا علي، لأنه الوحيد الذي يعلم خبرتي الكبيرة بالقاهرة!
شعرت بالفخر ونظرات الإعجاب من حولي بما حصلت عليه، وجلست أكتب وأصيغ البيانات وأسلمها لهم للنشر وسهرنا حتى دخل العدد المطبعة، وكان يوما سعيدًا جدًا اعتبره بداية حقيقية لعملي الصحفي.
عندما عدنا للأستاذ خالد أنا ومنير، كانت الساعة تعدت الثانية صباحًا، وكنا محرجين جدًا، رد الأستاذ من خلف الباب "من على الباب؟" فقلنا له "حسام ومنير"، رد قائلا بضحك "أنا معرفش حد بالأسماء دي" وأوقفنا قليلا خلف الباب، نوعا من التأديب لتأخرنا، ثم فتح لنا الباب وأحضر لنا عشاءً فاخرًا، وحكينا له ما فعلنا وكان سعيدًا جدًا بانجازاتنا وظل ينصحنا حتى الفجر.
وفي اليوم التالي، جعلنا نجري الأستاذ خالد حوارًا مع الدكتور أحمد عمر هاشم، المفكر وأستاذ الفقة بالأزهر، والعلامة الكبير، وأجرينا الحوار بالتليفون وكنا في غاية السعادة لهذا السبق الكبير.
استمرت زيارتنا هذه للقاهرة يومين، وعدنا سالمين غانمين إلى الإسكندرية، ودائما ما نتذكر أنا ومنير هذه الرحلة بالذات، لأن والدينا ما كانا ليوافقا على سفرنا لولا ما ذكرناه لهما.
أنا أخبرت والدي رحمه الله، أن صديقي منير خبير في القاهرة، ودائما ما يذهب إلى هناك ويعرف شوارعها جيدا، ومنير فعل ذلك مع والده رحمه الله بالضبط، وأخبره خبرتي الواسعة بالقاهرة.
وكان والدي رحمه الله دائمًا ما أجده واقفا منتظرني في "البلكونة" قلقا بسبب تأخري، ولا أنسى عندما ذهبت أنا ومنير وأجرينا حوارًا مع عبد المنعم مدبولي ومحمد يوسف "شكل" في مسرح العبد بالإبراهيمة، وكنا سعداء جدًا بهذا السبق ونحن طلبة، ولكن أهالينا لم يكونوا سعداء أبدًا بسبب تأخرنا الدائم.
وعندما أخبرت يومها أبي أني كنت مع عبد المنعم مدبولي بنفسه، وكنت سأظنه سيفرح ولكنه تخانق معي وقالي عبد المنعم مدبولي ممكن تقابله الصبح، وكأنه مدبولي هو اللي منتظرني، وظل ساخطًا على الصحافة التي تجعلني أتأخر كل هذا التأخير، حتى عندما عينت بمجلة أكتوبر وأصبحت صحفيًا محترفًا، كانت وقفته الدائمة في البلكونة قلقا منتظرني، ثم يدخل ينام بعد ما أعود إلى البيت، إلا أنه بعد أن تنشر موضوعاتي كان يقرأها وأشعر بالفخر وهو سعيدا أنه يقرأ لي، رحمه الله.
وإلى فصل جديد من الذكريات في المقال القادم بإذن الله.
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
أسعار البنزين والسولار اليوم الأربعاء 2 أبريل في مصر
02 أبريل 2025 08:00 ص
ساويرس يغير محل إقامته إلى إيطاليا وسط تحولات مالية في بريطانيا
02 أبريل 2025 02:00 ص
استقرار سعر الدولار بمصر مع بداية تعاملات ثالث أيام عيد الفطر
02 أبريل 2025 01:27 ص
سعر الدولار مقابل الجنيه المصري في ثاني أيام عيد الفطر 2025
01 أبريل 2025 12:06 م
التفاصيل الكاملة لرسوم تحويلات إنستاباي الجديدة في إبريل 2025: ماذا يجب أن تعرف؟
01 أبريل 2025 11:57 ص
أسعار البنزين والسولار اليوم الثلاثاء 1 أبريل 2025
01 أبريل 2025 11:39 ص
الأكثر قراءة
-
حظك اليوم: توقعات برج ليوم الأربعاء 2 أبريل 2025 – ما الذي تخبئه لك النجوم؟
-
موعد صرف السلع التموينية لشهر أبريل 2025.. واستمرار صرف المنحة الإضافية
-
كلمات أغنية 'بخاف" لـ أحمد سعد من مسلسل سيد الناس
-
حالة الطقس اليوم الأربعاء 2 أبريل 2025: أجواء ربيعية معتدلة في ثالث أيام عيد الفطر
-
محمد حامد يكتب: استيفان روستى .. شرير السينما الظريف
أكثر الكلمات انتشاراً