الأربعاء، 02 أبريل 2025

08:03 ص

وفاء أنور تكتب: فطرتنا سبيل سلامنا

الثلاثاء، 11 فبراير 2025 09:36 ص

وفاء أنور

وفاء أنور

من المؤلم أن تكون أنت ذلك الشخص المسالم، الذي صادق الوحدة راضيًا بحكمها، من بنى لها صرحًا أقام به متحاشيًا السقوط في عمق فتنة على هيئة سباق، من لغو حديث أو جدل، فتنة باتت تستشري في العالم المتغير ذو الألف وجه، والأشد إيلامًا منه أن تتعرض للوقوع تحت ضغط أحداث، تجبرك على النزول من صرحك الذي ارتضيته فتعود للمكوث بين هؤلاء الذين أصدروا أحكامهم الجائرة عليك. 

من المؤلم أن تحافظ على مثاليتك متجنبًا بذلك الوقوع في خطأ قد كان سببا في إيقاع ظلم لغيرك، تخشى الله في كل قول وعمل، والأشد إيلامًا أن تجد من بين الناس من يظن بأن حسن خلقك هو سر أسرار ضعفك. من المؤلم أيضًا أن تهب الجميع محبتك غير مشروطة، والأشد إيلامًا ألا يتبع هذا رد فعل يرضي نفسك، تظل حائرًا تبحث عن سبيل للخلاص من نوبة حزن تختطفك، تنزع عنك رداء سرورك وسعادتك.

الحياة تمنحك العديد من الفرص المتشابهة، توفر لك الحلول المناسبة وعكسها، تتعمد إرباكك لتنال منك، الحياة تلوح إليك مرحبة ثم تعرض وتنأى عنك، متخلية بلا أدنى رحمة، كم تعرضت لضغوط، لصدمات، أتت من فرط حسن ظن نبت فيك منذ صغرك، كم واجهت من مشكلات اعترضتك بغتة، أغلقت بصعابها جميع طرقك!

أعلم أننا نتألم كثيرًا كلما واجهنا ذلك، لكننا ما زلنا نملك ضميرًا منتبهًا، يقظًا، يحذرنا من الانقياد في طريق لم نخلق من أجله، فقد خلقنا الله من أجل عبادته فقط، أمرنا بالسعي والعمل من أجل إعمار أرض ستؤول إليه يومًا، فنحن ضيوف مهما طالت بنا الأعمار أو مر بنا الزمن، سنعود إليه، سنقف بين يديه.

 الثبات على الحق في عصرنا هذا، هو ذلك الجمر المستعر الذي تقبض أيادينا عليه ونحن نعلم. التحلي بالأخلاق الحسنة هو سر إنسانيتنا المهددة بالفناء، حفاظنا على ما تلقيناه من تربية عظيمة هو سبيل سلامنا في الدنيا والآخرة. 

مهما اختلطت علينا المشاهد ودارت في قلب دوامتها المواقف متباينة، علينا أن نعلم بأن ما نتمسك به هو حقيقتنا، فطرتنا التي فطرنا الله عليها، أرشدنا لضرورة التحلي بها والثبات على مبادئها.

search