الخميس، 06 مارس 2025

06:13 ص

رئيس وزراء اسرائيلي سابق يرفض خطة ترامب بشأن غزة: ليست ملكنا لنمنحها لأحد

السبت، 08 فبراير 2025 02:21 ص

محمد عماد

إيهود أولمرت، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق

إيهود أولمرت، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق

في تطور جديد يعكس التعقيدات السياسية للصراع في غزة، رفض إيهود أولمرت، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، مقترح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول "السيطرة" على قطاع غزة بعد انتهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية. وأكد أولمرت أن هذا الطرح "غير واقعي وغير قابل للتطبيق"، مشددًا على أن إسرائيل لا تملك غزة حتى تتمكن من تسليمها للولايات المتحدة أو أي جهة أخرى.

"غزة ليست ملكنا"

في حديثه لهيئة الإذاعة البريطانية ، قال أولمرت بوضوح:
"لا يمكن لإسرائيل أن تسلم غزة للولايات المتحدة، لأنها ليست ملكنا. غزة فلسطينية، ومن المستحيل التعامل معها كما لو كانت أرضًا تحت تصرفنا لنقرر مصيرها."

تصريحات أولمرت تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة، حيث تستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، مع ضغوط دولية متزايدة لوقف القتال والتوصل إلى تسوية سياسية.

وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق على ضرورة انسحاب إسرائيل من القطاع بمجرد إعادة جميع الرهائن المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية، مؤكدًا أنه يرحب بأي دور أمريكي في إعادة إعمار غزة، بشرط أن يكون ذلك بقيادة الفلسطينيين ولصالحهم.

وأضاف: "أمريكا لن تمتلك غزة، ولا أعتقد أن هذا السيناريو يمكن أن يتحقق. لا أظن أنه طُرح للنقاش الجاد قبل أن يتم تقديمه بهذا الشكل أمام المجتمع الدولي."

خلفية تاريخية لموقف أولمرت

أولمرت، الذي كان أحد أعضاء حزب الليكود لأكثر من ثلاثين عامًا قبل أن ينفصل عنه عام 2006، كان من بين القيادات التي دعمت الانسحاب الإسرائيلي من غزة في خطة رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون. حيث انسحبت إسرائيل من القطاع عام 2005، وأخلت جميع المستوطنات هناك. ومنذ ذلك الحين، أصبحت غزة تحت سيطرة حركة حماس بعد فوزها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006.

ويبدو أن موقف أولمرت الحالي امتداد لتلك السياسة، التي كانت قائمة على تقليص التورط الإسرائيلي في القطاع، بدلاً من إعادة فرض السيطرة عليه أو منحه لأي طرف آخر.

ترامب: "غزة ستُسلم لأمريكا لتصبح ريفييرا الشرق الأوسط"

تصريحات أولمرت جاءت ردًا على إعلان دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يوم الثلاثاء، حيث كشف عن خطة أمريكية للسيطرة على قطاع غزة بعد انتهاء الحرب. وأوضح ترامب أن الولايات المتحدة تعتزم إعادة توطين السكان الفلسطينيين في مجتمعات "أكثر أمانًا وجمالًا"، بينما سيتم تحويل غزة إلى وجهة سياحية فاخرة تُعرف بـ"ريفييرا الشرق الأوسط".

وفي منشور على منصته الخاصة "تروث سوشيال"، قال ترامب:
"إسرائيل ستسلم غزة إلى الولايات المتحدة، ولن يكون هناك حاجة لوجود جنود أمريكيين، بل سنعمل على تحويل المنطقة إلى أحد أعظم مشاريع التنمية على وجه الأرض."

موقف الإدارة الأمريكية وغياب التفاصيل

لكن هذا الطرح الأمريكي أثار الكثير من التساؤلات، حيث لم يوضح ترامب مصير مليوني فلسطيني يعيشون في القطاع، ولم يشر إلى حقهم في العودة بعد انتهاء الحرب.

وفي محاولة لتهدئة الجدل، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن أي عمليات نزوح ستكون "مؤقتة"، في حين أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن الفلسطينيين سيغادرون القطاع "لفترة مؤقتة" لحين إعادة إعماره.

ورغم التصريحات الأمريكية، إلا أن تفاصيل هذه الخطة لا تزال غامضة، ولم تقدم واشنطن أو تل أبيب أي جدول زمني أو رؤية واضحة لتنفيذها.

زيارة روبيو للشرق الأوسط وسط التوترات

وفي إطار المتابعة الأمريكية للوضع، من المقرر أن يقوم وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بجولة في الشرق الأوسط، تشمل إسرائيل والإمارات وقطر والسعودية، خلال الفترة من 13 إلى 18 فبراير/شباط، حيث سيشارك في مؤتمر ميونيخ للأمن قبل بدء زيارته الإقليمية.

يُتوقع أن تحمل الزيارة العديد من الملفات الحساسة، من بينها مستقبل غزة، وتطورات الحرب، وموقف الدول العربية من الطرح الأمريكي.

ماذا تعني هذه التصريحات لمستقبل غزة؟

بينما تستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية، يبقى مستقبل غزة معلقًا بين خطط سياسية متضاربة. ففي حين تطرح إدارة ترامب رؤيتها لـ"تحويل غزة إلى منطقة مزدهرة تحت إشراف أمريكي"، يصر إيهود أولمرت على أن إسرائيل لا تملك الحق في تقرير مصير القطاع.


من هو رحيم الحسيني الأغا خان الخامس الجديد للطائفة الإسماعيلية النزارية

وفاة الآغا خان الرابع.. رحيل زعيم الطائفة الإسماعيلية النزارية والجنازة الاحد في اسوان

الصين ترفض خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة وتؤكدان دعم حقوق الفلسطينيين

search