الخميس، 13 مارس 2025

07:03 م

آية بدر تكتب : إيناس الدغيدي تتجاوز الخطوط الحمراء

الجمعة، 07 فبراير 2025 10:14 م

آية بدر

آية بدر

لا تتوقف المخرجة إيناس الدغيدي عن إثارة الجدل بتصريحاتها الصادمة، التي تتحدى القيم والتقاليد المجتمعية بشكل مستمر. وكأنها تتعمد استفزاز الرأي العام بآراء تتجاوز المقبول أخلاقيًا ودينيًا، لتضع نفسها في مواجهة دائمة مع المجتمع. فبعد تصريحاتها السابقة التي أثارت غضب الكثيرين، عادت مجددًا لتفتح أبواب الجدل على مصراعيها، متحدثة عن تقنين بيوت الدعارة والزواج دون ورق ومأذون، في طرح غريب يثير تساؤلات حول الهدف الحقيقي وراء مثل هذه التصريحات!

هل أصبح "تقنين الفساد" حلًا؟

في لقاء تلفزيوني عبر برنامج الفصول الأربعة، دافعت الدغيدي عن فكرة تقنين بيوت الدعارة، معتبرة أن ذلك "وسيلة لحماية المجتمع"، متجاهلة تمامًا أن هذه الممارسات تتنافى مع القيم الدينية والأخلاقية.

وقالت: "ترخيص بيوت الدعارة ليس له علاقة بالدين، لكنه يضع ضوابط صحية وأمنية لحماية النساء العاملات في هذا المجال!"

فهل أصبح الحل لمواجهة الظواهر السلبية هو الاعتراف بها وتقنينها؟ كيف يمكن الدفاع عن أمر يجرّمه القانون والشريعة بدعوى تنظيمه؟! إن هذه الفكرة، التي تحاول الدغيدي تبريرها تحت ستار الحد من الأمراض والعنف، ليست سوى محاولة لشرعنة الفساد وإلباسه ثوبًا قانونيًا، وكأن مشكلة المجتمع الحقيقية هي غياب تقنين مثل هذه الممارسات، وليس معالجة أسبابها من جذورها!

حينما تسقط الأقنعة.. دموع أم محاولة لكسب التعاطف؟

ورغم جرأتها في طرح هذه القضايا المثيرة للجدل، لم تتمالك الدغيدي دموعها عندما استمعت إلى رسالة صوتية من ابنتها "حبيبة"، التي تساءلت عن سر القوة التي تظهر بها والدتها رغم أنها في الحقيقة إنسانة حنونة.

انهارت الدغيدي قائلة: "ابنتي شعرت بمدى قسوة المجتمع عليّ، وكنت أخشى أن يؤثر ذلك عليها، ولهذا فضّلت أن تدرس بالخارج!"

لكن هل كانت هذه اللحظة العاطفية صادقة أم مجرد محاولة لكسب التعاطف؟ فمن يتحدث عن التحدي والجرأة بلا حدود، عليه أن يتحمل نتائج آرائه، خاصة إذا كانت صادمة للمجتمع وتُخرج الأمور عن سياقها الطبيعي!

الزواج بدون ورق ومأذون.. أين المنطق في ذلك؟

لكن التصريح الأكثر خطورة، والذي يكشف إلى أي مدى وصلت هذه الأفكار، كان حديثها عن الزواج! حيث قالت بكل وضوح:
"إذا كنت أنا وهو معًا أمام الجميع، ولا يوجد رفض من الطرفين، فلماذا يُعتبر ذلك حرامًا؟ المشكلة ليست في عدم وجود عقد، بل في العلاقات السرية!"

وهنا، لا يمكن سوى التساؤل: هل أصبح عقد الزواج مجرد ورقة بلا قيمة؟ هل يمكن لأي شخصين أن يعلنا ارتباطهما شفهيًا ويصبح ذلك كافيًا؟ إذا كان هذا هو المنطق، فلماذا إذن وُضعت القوانين والتشريعات التي تحفظ حقوق الرجل والمرأة والأبناء؟ إن مثل هذه التصريحات ليست فقط مستفزة، بل تنسف مفهوم الأسرة من أساسه!

إيناس الدغيدي.. جرأة أم هدم للقيم؟

ما تطرحه إيناس الدغيدي ليس مجرد أفكار جريئة، بل تجاوز صارخ للقيم والتقاليد التي يقوم عليها المجتمع. فليس كل ما هو مطبق في الغرب يمكن نسخه إلى مجتمعاتنا، وليس كل ما يخطر في البال يصلح أن يكون مشروعًا للنقاش.

قد يراها البعض صاحبة فكر متحرر، ولكن الحرية ليست مبررًا لشرعنة ما يخالف الأخلاق والدين. فما هو القادم بعد ذلك؟ هل سنتقبل كل ما يُطرح بحجة "حرية الفكر"؟ أم أن هناك خطوطًا حمراء لا يمكن تجاوزها مهما بلغ الجدل؟!

search