جوائز جرامي 2025.. فوز سابريتا كاربنتر وبيونسيه وتألق بيلي إيليش

شهد حفل توزيع جوائز الجرامي الـ67 هذا العام لحظات موسيقية مميزة، حيث تألق العديد من النجوم العالميين وتنافسوا في مختلف الفئات للحصول على أرفع الجوائز.

الحفل الذي أقيم في أجواء مليئة بالفرح والتقدير، جاء محملاً بالمفاجآت والتكريمات التي حظي بها الفنانون المبدعون في عالم الموسيقى، حيث تسلّط الأضواء على أبرز الإنجازات الفنية والتاريخية لهذا العام.

من بين أبرز الفائزين في الحفل، حصدت النجمة الكولومبية شاكيرا جائزة "أفضل ألبوم بوب لاتيني" عن ألبومها الأخير، وهو إنجاز جديد لها في مسيرتها الفنية.

شاكيرا التي تعتبر واحدة من أبرز الأسماء في صناعة الموسيقى العالمية، عبّرت عن سعادتها بهذا التكريم، ووجهت رسالة دعم للمهاجرين حول العالم خلال كلمتها في الحفل.

أكدت شاكيرا على ضرورة تمثيل هؤلاء الأشخاص في الموسيقى والفن بشكل عام، مشيرة إلى أن الفن يمكن أن يكون قوة مؤثرة في تعزيز التنوع الثقافي والمساواة بين الناس.

أما في مفاجأة كبيرة، فقد دخلت النجمة بيونسيه تاريخ موسيقى الكاونتري بفوزها بجائزة "أفضل ألبوم كاونتري" عن ألبومها "Cowboy Carter"، وهو فوز غير تقليدي لببيونسيه التي كانت قد اشتهرت بموسيقى البوب والآر أند بي.

بيونسيه، التي أثبتت قدرتها على التنقل بين الأنواع الموسيقية المختلفة، شكرت فناني الكاونتري وجمهورها على دعمهم المتواصل، واعتبرت فوزها هذا لحظة تاريخية في مسيرتها الفنية، مشيرة إلى أنها سعيدة بأنها جزء من هذا النوع الموسيقي الذي طالما أحبته وأحترمته.

وفي فئة أخرى من الجوائز، فازت مغنية الراب دوتشي بجائزة "أفضل ألبوم راب"، لتصبح واحدة من أربع نساء فقط فزن بهذه الجائزة عبر تاريخها، ما يعكس تزايد الحضور النسائي في عالم موسيقى الراب الذي كان في السابق مجالًا يهيمن عليه الفنانون الرجال، هذه الجائزة كانت بمثابة نقطة تحول في مسيرتها، ولفتت الأنظار إلى قدرتها على التفوق في هذا المجال.

إلى جانب ذلك، حصدت سابريتا كاربنتر جائزة "أفضل ألبوم بوب صوتي" عن ألبومها "Short n’ Sweet"، في إنجاز جديد لها في مسيرتها الفنية.

هذا الفوز الذي تحقق في أولى مشاركاتها في جوائز الجرامي أضاف إلى مسيرتها زخماً كبيراً، خصوصًا بعد فوزها أيضًا بجائزة "أفضل أداء بوب منفرد" في الحفل المسبق.

خلال تسلمها الجائزة، عبرت كاربنتر عن شكرها للجمهور وكل من دعمها في مسيرتها، مؤكدة أن هذا التقدير يمثل لحظة لا تُنسى بالنسبة لها.

وكان أداءها الحي لأغنيتها الشهيرة "Espresso" خلال الحفل بمثابة إضافة قوية إلى تميزها الفني، حيث حققت الأغنية نجاحًا كبيرًا على منصات الاستماع الرقمية.

من جانب آخر، واصلت النجمة بيلي إيليش تألقها في حفل توزيع الجوائز، حيث قدمت واحدة من أبرز العروض الموسيقية برفقة شقيقها فينيس أوكونيل.

قدّمت بيلي إيليش أغنيتها الناجحة "Birds of a Feather"، التي لاقت تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة على تطبيق تيك توك. خلال العرض، لفتت الأنظار بأدائها الجذاب، كما ظهرت صور طفولية لها ولشقيقها على الشاشة، في لمسة عاطفية أضافت إلى الحفل مزيدًا من الدفء والإحساس.

بيلي إيليش أظهرت في هذا العرض مكانتها البارزة كواحدة من أكثر الفنانات تأثيرًا في جيلها، خاصة بعد النجاح الذي حققته خلال السنوات الأخيرة.

فيما يتعلق بجائزة "تسجيل العام"، أهدى مغني الراب كيندريك لامار فوزه بالجائزة إلى مدينة لوس أنجلوس، التي يعتبرها مصدر إلهامه الأكبر في مسيرته الفنية.

خلال تسلمه الجائزة عن أغنيته الشهيرة "Not Like Us"، التي كانت تمثل ذروة خلافه الموسيقي مع دريك في العام الماضي، أكد لامار في كلمته أن هذه الجائزة تمثل تكريمًا لشوارع المدينة التي نشأ فيها، حيث قال: "هذه هي الأماكن التي احتضنتني منذ كنت طفلًا صغيرًا، لا أستطيع أن أقدم الشكر الكافي لهذه الشوارع التي جُبتها منذ أيام المدرسة الثانوية".

كما أشار لامار إلى أن لوس أنجلوس، على الرغم من التحديات التي واجهتها مؤخرًا بسبب حرائق الغابات، ستظل قادرة على العودة بقوة إلى طبيعتها.

فيما يتعلق بالحفل نفسه، لفتت الأنظار إطلالات النجمات على السجادة الحمراء، حيث تألقت كل من تايلور سويفت، ليدي جاجا، وبيلي إيليش في أزياء لافتة وجذابة.

كما ظهرت العديد من النجوم وهم يرتدون شارات زرقاء على شكل قلب دعمًا لضحايا حرائق الغابات في لوس أنجلوس، التي اجتاحت المدينة في الأسابيع الأخيرة وأسفرت عن فقدان العديد من الأرواح وتشريد الآلاف.

هذه اللفتة الإنسانية من قبل النجوم في الحفل كانت بمثابة تعبير عن التضامن مع المتضررين.

بالإضافة إلى الجوائز الفنية، شهد الحفل تغييرًا تاريخيًا في البث التلفزيوني حيث حصلت شبكة ديزني على حقوق بث الحفل لمدة 10 سنوات قادمة، بعد أن كان يُعرض على شبكة CBS لأكثر من خمسة عقود.

هذا التغيير يأتي في إطار سعي الجرامي للتجديد والابتكار، وإتاحة الفرصة لمزيد من الجمهور لمتابعة الحفل عبر منصة ديزني.

لقد كانت هذه النسخة من حفل توزيع جوائز الجرامي استثنائية بامتياز، حيث شهدنا عددًا من اللحظات التاريخية التي جمعت بين الإبداع والتنوع الثقافي.

ورغم الحزن الذي خيم على الحفل بسبب الكوارث البيئية التي تسببت في خسائر بشرية ومادية في لوس أنجلوس، إلا أن الأمل والتضامن كانا حاضرين بقوة، مما جعل الحفل لحظة فنية وإنسانية رائعة.