ريم بسيوني: التحديات في الكتابة التاريخية ورواية الشخصيات المعقدة
الإثنين، 03 فبراير 2025 11:34 م
معرض القاهرة الدولي للكتاب
شهدت القاعة الدولية، في إطار فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، ندوة أدبية مميزة ضمن محور "كتاب وجوائز"، حيث استضافت الكاتبة والروائية ريم بسيوني، الحائزة على جائزة الشيخ زايد، في حوار شيق أداره الإعلامي محمد عبده بدوي.
قدمت الجلسة فرصة للجمهور للتعرف على تجربتها الأدبية الغنية ورؤيتها في الكتابة التاريخية، وكيفية تناولها للأحداث التاريخية والإنسانية في أعمالها الروائية.
في بداية الجلسة، عبر الإعلامي محمد عبده بدوي عن تقديره للمحور المخصص للكتاب الفائزين بالجوائز الأدبية الكبرى، مؤكداً أهمية الكتاب في تشكيل الوعي والثقافة، ومشيدًا بأسلوب ريم بسيوني الفريد الذي تمكنت من خلاله من تقديم التاريخ بأسلوب روائي جذاب، مع مزجها بين البحث الأكاديمي والخيال الأدبي، لتصنع روايات لا تقتصر على توثيق الماضي، بل تدفع القارئ للتفاعل معه.
تحدثت الكاتبة ريم بسيوني عن تجربتها الأدبية، موضحةً أن حبها للتاريخ بدأ منذ طفولتها، متأثرة بمعلمتها التي كان لها دور كبير في توجيه شغفها بهذا المجال.
وأضافت أن روايتها "أولاد الناس" تمثل عودة إلى جذورها، حيث استغرقت وقتًا طويلاً في البحث عن التاريخ وتفاصيله لتقدم للقارئ صورة دقيقة وثرية عن تلك الحقبة.
وأكدت بسيوني أن فهم التاريخ لا يقتصر على حفظ الأحداث، بل يجب أن يكون من خلال تحليل شامل للأبعاد الإنسانية والثقافية في كل فترة زمنية، مع مراعاة رؤية المؤرخين المختلفة.
كما تناولت الكاتبة في حديثها الصعوبات التي واجهتها أثناء كتابة روايتها "الحلواني"، مشيرةً إلى تحديات البحث في العصر الفاطمي، الذي تعاني مصادره من ندرة وثائقية بسبب الإهمال الذي لحق بتوثيق تلك الحقبة في العصور اللاحقة.
وأضافت أنها لجأت إلى مؤرخين أجانب للاستفادة من وجهات نظر جديدة قد تساعد في توضيح بعض جوانب تلك الفترة، وأوضحت بسيوني أن الكتابة التاريخية تتطلب دقة علمية كبيرة، ولكن يجب أن تترك أيضًا مساحة للخيال الروائي لتضيف للأحداث التاريخية أبعادًا إنسانية تلامس القارئ.
وتحدثت أيضًا عن أسلوبها في الكتابة، مؤكدة أنها تسعى دائمًا لاستخدام لغة بسيطة وسلسة، بهدف الوصول إلى أكبر عدد من القراء، بما في ذلك الذين قد يكون لديهم خلفية محدودة عن التاريخ، وأشارت إلى أنها أحيانًا تستخدم مصطلحات تاريخية خاصة بالزمن الذي تدور فيه الرواية، ولكنها تحرص على تبسيطها لتكون أكثر وضوحًا للقارئ.
وأضافت أنها قامت بإعادة كتابة روايتها "الغواص" أكثر من مرة لتحقيق هذا التوازن بين اللغة الأدبية البسيطة والدقة التاريخية.
فيما يتعلق بمستقبل كتاباتها، كشفت ريم بسيوني أنها لم تحدد بعد ما إذا كانت ستواصل الكتابة التاريخية أم ستتوجه إلى مجال آخر، لكنها أكدت أن الكتابة التاريخية ستظل تحتفظ بمكانة مهمة في أعمالها المستقبلية.
وأشارت إلى أن الجانب الصوفي في التاريخ الإسلامي يعد جزءًا لا يمكن تجاهله، فهو يمثل جانبًا أساسيًا في الفكر الفلسفي والديني، ويشكل عنصرًا مهمًا في إثراء الرواية التاريخية.
اختتمت الكاتبة حديثها بالتحدث عن التحدي الكبير الذي تواجهه في كتابة شخصيات جديدة، بعد أن كانت قد قدمت شخصية معقدة مثل "الغواص" في روايتها الأخيرة، والتي تمثل مزيجًا من الفيلسوف والطبيب والفقيه.
وهو ما جعل منها شخصية متعددة الأبعاد، مما يفرض على الكاتبة تحديات كبيرة في بناء شخصيات مشابهة في رواياتها القادمة.
من خلال هذه الجلسة، أصبح من الواضح أن ريم بسيوني تعتبر الكتابة التاريخية مسؤولية كبيرة، حيث تحرص على تقديمها بحساسية علمية و أدبية عالية، موازية بين الواقع والخيال، لتقدم للقارئ تجربة أدبية غنية تجمع بين التعلم و الإلهام.
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
سعر الدينار الكويتي أمام الجنيه المصري اليوم الأربعاء 5 فبراير 2025
05 فبراير 2025 04:54 ص
الكويت تواصل تنفيذ سياسة التكويت: إنهاء خدمات غير الكويتيين واستبدالهم بالمواطنين
05 فبراير 2025 04:41 ص
استقرار سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الأربعاء 5 فبراير 2025
05 فبراير 2025 03:53 ص
قفزة جديدة في أسعار الذهب اليوم الأربعاء 5 فبراير 2025 وسط ارتفاع عالمي
05 فبراير 2025 03:43 ص
"أتون" المتخصصة في الأغذية الصحية تعتزم فتح سوق جديد لمنتجاتها في دبي
04 فبراير 2025 05:35 م
أكثر الكلمات انتشاراً