الخميس، 06 فبراير 2025

04:06 ص

تشييع جثمان عامر التوني.. تفاصيل مؤثرة من ابن شقيقته عن ساعاته الأخيرة

الإثنين، 03 فبراير 2025 05:09 م

إسراء علي

عامر التوني

عامر التوني

فقدت الساحة الفنية المصرية أحد أبرز روادها، حيث شيّع محبو وعائلة الفنان الدكتور عامر التوني، مؤسس فرقة المولوية المصرية، جثمانه صباح اليوم إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه بقرية الروضة بمركز ملوي، محافظة المنيا.

أُقيمت صلاة الجنازة بمسجد الدماريسي قبل أن يُوارى جسده الثرى في مقابر العائلة، تنفيذًا لوصيته الأخيرة، التي أوصى بها في حياته، وقد غمر الحزن القلوب أثناء مراسم الدفن، حيث كانت تلك اللحظات بمثابة الوداع الأخير لمبدع ترك بصمة واضحة في عالم الفن.

وصية الفنان الراحل

في اللحظات الحزينة التي تلت وفاة الفنان الراحل، كشف أحمد عبد العزيز، ابن شقيقة الدكتور عامر التوني، عن تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة الراحل.

وقال: "كان يعاني من المرض في سنواته الأخيرة، لكنه كان دائمًا محتفظًا بابتسامته وروحه الطيبة، لم يُشعر أحدًا من العائلة بما يعانيه، وبقي يتواصل مع الجميع بنفس الطاقة الإيجابية التي عرف بها".

وأضاف عبد العزيز أن الراحل كان قد ترك وصية واضحة بأن يُدفن في مسقط رأسه، وذلك حرصًا على البقاء في المكان الذي أحبه وارتبط به.

وروى عبد العزيز عن علاقته بخاله قائلاً: "كنت أشاركه العزف في الفرقة، وكان بالنسبة لي أكثر من مجرد خال، بل كان بمثابة الأب والمعلم الذي تعلمت منه الكثير في حياتي".

كما أكد أن الراحل لم يكن يزور المنيا كثيرًا بسبب انشغاله بالفن، وحبه للعمل الذي كرس له حياته بشكل كامل.

اختار الإنشاد ورفض الغناء

استعرض ابن شقيقة الفنان الراحل تفاصيل مسيرته الفنية، حيث أكد أن عامر التوني كان منذ صغره مولعًا بالفن الطربي، مشيرًا إلى أنه عُرضت عليه العديد من الفرص لخوض تجربة الغناء، لكنه اختار الإنشاد الديني الصوفي.

وقال: "رفض عامر التوني الغناء التقليدي لأنه شعر أن الإنشاد الصوفي هو الطريق الذي يجد فيه رسالته الحقيقية، فقد كان يسعى من خلاله إلى نشر قيم السلام والمحبة والتواصل الروحي".

وكانت فرقته "المولوية المصرية" التي أسسها وساهم في تطويرها، محط أنظار محبي الفن الصوفي في مصر والعالم، حيث أضحت واحدة من الفرق البارزة التي تجمع بين التراث الصوفي والإبداع الموسيقي.

إرث موسيقي وروحي

على الرغم من وفاته، يظل إرث عامر التوني حيًا في قلوب محبيه، فقد استطاع أن يضع بصمته في عالم الموسيقى الصوفية من خلال فرقته "المولوية المصرية"، التي لعبت دورًا كبيرًا في تقديم التراث الصوفي بشكل جديد ومميز، كانت الفرقة تحت قيادته، منصة لنقل هذا الفن الأصيل إلى جمهور واسع، مع الحفاظ على الجوانب الروحية العميقة في كل أداء.

وتعتبر فرقة "المولوية المصرية" من الفرق التي حفرت اسمها في عالم الموسيقى الصوفية، من خلال تقديم عروض وفعاليات موسيقية تتمحور حول التراث الصوفي المصري بأسلوب مميز.

وقد نجح التوني في توظيف آلات موسيقية تقليدية وفن الرقص الدائري في عروضه، مما أضاف بعدًا آخر لهذا الفن العريق.

رحيله وجنازته

أعلنت الصفحة الرسمية لفرقة المولوية المصرية أمس، خبر وفاة الدكتور عامر التوني، معبرة عن حزنها العميق لفقدان هذا المبدع الكبير. وجاء في بيان الصفحة الرسمية: "إنا لله وإنا إليه راجعون، البقاء لله، د. عامر التوني في ذمة الله". كما أضاف البيان دعاءً للراحل بالرحمة والمغفرة، معبرًا عن الحزن الشديد لهذا الفقد، حيث قالت الصفحة: "اللهم ارحمه واغفر له وتقبله عندك قبولًا حسنًا، والله إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن".

لقد ترك عامر التوني أثرًا كبيرًا في عالم الموسيقى الصوفية، ومع وفاته، يترك فراغًا كبيرًا في الساحة الفنية. ولكن سيظل إرثه الفني حيًا في ذاكرة كل من استمتع بفنه وأحب رسالته التي حملها من خلال المولوية المصرية، إذ كانت هذه الفرقة بمثابة جسر ثقافي بين الأجيال، وبين الماضي والحاضر، لتستمر في التأثير على الأجيال القادمة.

search