الأربعاء، 08 يناير 2025

05:29 ص

نجوم الفن يودعون أسطورة الغناء الشعبي

جنازة أحمد عدوية.. وداعًا لآخر أنغام الفرح في صوت الشعب (صور)

الإثنين، 30 ديسمبر 2024 04:16 م

إسراء علي

جنازة أحمد عدوية

جنازة أحمد عدوية

شهدت جنازة الفنان الكبير أحمد عدوية، حضورًا كبيرًا من محبيه وزملائه في الوسط الفني، الذين حرصوا على وداعه في لحظاته الأخيرة بعد ظهر اليوم في مسجد حسين صدقي بمنطقة المعادي.

 

جنازة أحمد عدوية.. نجوم الفن يودعون أسطورة الغناء الشعبي في وداع مؤلم

وقد شهدت مراسم الجنازة تواجد عدد من الشخصيات الفنية البارزة، مثل الفنان الشعبي عبدالباسط حمودة، ونقيب الموسيقيين الفنان مصطفى كامل، بالإضافة إلى الفنان حلمي عبدالباقي، الذين جاءوا لتقديم واجب العزاء في هذا الراحل الكبير.

وفي سياق المراسم، شارك كل من محمود الليثي وعصام شعبان عبدالرحيم في دفن الجثمان بمقابر عائلة عدوية بمنطقة السيدة عائشة، ليودعوا بذلك واحدًا من أبرز رموز الفن الشعبي في مصر.

وكان الحزن والدموع هما السمة الأبرز على وجوه الحضور، خاصة على وجه ابن الفنان الراحل محمد عدوية، الذي رافق جثمان والده إلى المسجد، وجلس بجواره قبل أداء صلاة الجنازة، وقد تفاعل الحضور مع اللحظات المؤثرة التي تخللت المراسم، حيث تم تلاوة آيات من القرآن الكريم أمام الجثمان.

يُذكر أن أحمد عدوية فقد زوجته السيدة ونيسة عاطف قبل سبعة أشهر، إثر تعرضها لغيبوبة سكر مفاجئة، ليخسر بذلك شريكته في الحياة بعد 48 عامًا من الزواج.

وتعتبر هذه الخسارة، إضافة إلى الحزن الذي عايشه الراحل في أيامه الأخيرة، خاصةً بعد معاناته من أمراض الشيخوخة التي نالت منه كثيرًا.

توفي أحمد عدوية أمس عن عمر يناهز 79 عامًا بعد صراع طويل مع تلك الأمراض، ليغيب عن عالمنا واحد من أعظم رموز الغناء الشعبي في مصر.

ورغم رحيله، تظل أغانيه محفورة في ذاكرة الأجيال التي عشقت فنونه، وتظل إرثه الفني مصدر إلهام لعدد كبير من الفنانين الذين جاءوا بعده.

عُرف أحمد عدوية بكونه من أبرز وأهم رواد الغناء الشعبي في السبعينات، حيث كانت له بصمة واضحة على مستوى الأداء والتوزيع الموسيقي، وكان له دور كبير في تطور هذا اللون الغنائي الذي لاقى صدى واسعًا في جميع أنحاء مصر والوطن العربي.

وُلِد عدوية في 26 يونيو 1945 بمحافظة المنيا، وكان ترتيبه في أسرته قبل الأخير من بين 14 أخًا و أختًا، نشأ في بيئة بسيطة، حيث كان والده يعمل تاجر مواشٍ، ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي نشأ فيها، استطاع أن يحقق النجاح الباهر في مجال الغناء.

بدأ عدوية مسيرته الفنية في أوائل السبعينات، وحقق شهرة كبيرة من خلال أغانيه الشعبية التي كانت تعكس الواقع المصري وتلامس وجدان الجمهور.

وكان من أوائل المغنيين الذين جمعوا بين الأنماط الشعبية والحديثة في الغناء، مما جعله يحظى بشعبية واسعة في فترة السبعينات والثمانينات، حيث قدم أغاني مثل "الفن الشعبي" و"يا عيون" التي تركت بصمة كبيرة في ذاكرة جمهور الغناء الشعبي.

قد يعتبر الكثيرون أن أحمد عدوية هو الأب الروحي للفنانين الذين جاءوا بعده في مجال الغناء الشعبي، مثل الفنان حكيم وغيرهم، فقد ساهم في وضع أسس وقواعد لهذا اللون الغنائي، و ساعد في ظهور العديد من النجوم الذين ساروا على خطاه.

علاوة على ذلك، فقد كان يتمتع بشخصية فنية مميزة، فبجانب صوته العذب، كانت كلماته وألحانه تجسد طبيعة الشعب المصري وتعبّر عن همومه وآماله.

ومع رحيله، يترك أحمد عدوية فراغًا كبيرًا في الساحة الفنية المصرية، حيث يبقى إرثه الفني خالداً في ذاكرة عشاقه ومحبيه، الذين سيظلون يرددون أغانيه و يذكرون مساهماته في تطوير الغناء الشعبي، مما يضمن استمرار تأثيره على الأجيال القادمة.

search