الأحد، 05 يناير 2025

03:03 م

كيف دمرت كارثة صحية أحمد عدوية وغيرت مسيرته إلى الأبد؟ مستندات تكشف المستور

الإثنين، 30 ديسمبر 2024 01:58 ص

إسراء علي

أحمد عدوية

أحمد عدوية

مرَّ الفنان الكبير أحمد عدوية بتجربة صحية قاسية كادت أن تطيح بحياته وبمسيرته الفنية التي أسعدت ملايين من محبيه، ورغم النجاح الكبير الذي حققه في عالم الغناء الشعبي، لم تكن رحلته مفروشة بالورود، بل واجه العديد من العقبات التي أثرت بشكل بالغ على حياته الشخصية والفنية.

من شفا الموت إلى العودة للغناء.. كارثة أحمد عدوية التي هزت حياته والفن المصري

واحدة من أقسى هذه اللحظات كانت في عام 1989، حين تعرض لحادث صحي مأساوي كاد أن ينهي حياته ويغلق فصلاً حافلاً من إبداعه، هذه الحادثة التي كانت أشبه بمحاولة اغتيال، تركت آثارًا عميقة على صحته وأثرت بشكل دائم على قدرته على الغناء والحركة.

في صيف 1989، تحديدًا في شهر يونيو، كانت هناك فتاة كويتية مولعة بصوت أحمد عدوية، فقررت حضور حفله في أحد الفنادق الشهيرة بالقاهرة، وبعد انتهاء الحفل، أخبرته الفتاة بأن هناك أميرًا كويتيًا يريد أن يقابله للاحتفال بقصره الجديد في مصر، استجاب أحمد عدوية للدعوة، وذهب إلى جناح الأمير في الفندق، حيث تركته الفتاة مع مدير أعماله، محمد عبد الله.

في صباح اليوم التالي، حاول مدير أعماله الاتصال به لكنه لم يجد أثرًا له، فبدأ القلق يساوره. اتصل بزوجته التي أكدت أنه لم يعد إلى المنزل منذ الليلة الماضية، مما زاد من قلقه، توجه بسرعة إلى الجناح الذي كان فيه الأمير، وهناك وجد أحمد عدوية في حالة صحية مزرية، فاقدًا للوعي ويرتجف جسده بالكامل.

تم نقله فورًا إلى المستشفى في غيبوبة، حيث تعرض لخلل في وظائف الكلى والكبد، وهبوط حاد في الدورة الدموية، وعدم انتظام في ضربات القلب، وقد تم تشخيصه بتسمم نتيجة جرعة زائدة من المخدرات القوية الممزوجة بالكحول.

وفقًا لتقارير صحفية، كان أحمد عدوية على وشك الموت، حيث كانت حالته الصحية خطيرة للغاية، و كان يفصل بينه وبين الموت حوالي 15 دقيقة، كما أصيب المخ بتلف كبير نتيجة نقص الأكسجين، مما أدى إلى شلل جزئي في الجسم وتأثير كبير على حركته وقدرته على السمع والرؤية، و مع مرور الأيام، استعاد وعيه بشكل تدريجي، لكنه ظل طريح الفراش لفترة طويلة، حيث تأثرت حركته الطبيعية وصوته بشكل دائم.

ولكن المفاجأة كانت في تصرفات الجهات الأمنية والقضائية، فعندما بدأ أحمد عدوية في استعادة وعيه، سارعت النيابة إلى التحقيق معه، رغم أنه كان غير قادر على التواصل أو الحركة بسبب حالته الصحية المتدهورة، و على الرغم من ذلك، تم إصدار قرار بالتحفظ عليه في المستشفى وتكثيف الحراسة على غرفته لمنعه من الهروب.

أسرة أحمد عدوية لم تقف مكتوفة الأيدي، حيث قدمت بلاغًا ضد الأمير الكويتي بتهمة محاولة قتله، و تم تداول تلك الحادثة بشكل واسع في الصحف، كانت الصحافة المصرية قد وصفت الحادثة بأنها محاولة قتل، حيث تردد أن السبب وراء الحادث كان غيرة الأمير الكويتي من إعجاب الفتاة العميق بأحمد عدوية، مما دفعه إلى تصرفه المروع.

ورغم هذه الفاجعة الصحية الكبيرة، لم يستسلم أحمد عدوية، و رغم أن صحته لم تعد كما كانت، إلا أنه أصر على العودة إلى مصر واستئناف مسيرته الفنية، وعند عودته، استقبله نجوم الفن و الجمهور في حفل ضخم، حيث كانت عودته بمثابة انتصار على الألم والمعاناة.

ورغم أن تلك الحادثة تركت آثارًا كبيرة على صحته وصوته وحركته، إلا أن أحمد عدوية بقي رمزًا من رموز الأغنية الشعبية، واستمر في تقديم الفن الذي أحبه جمهوره طوال سنوات.

search