الإثنين، 06 يناير 2025

10:26 م

أحمد عدوية.. أسطورة الغناء الشعبي وسفير البساطة في وجدان المصريين (بروفايل)

الإثنين، 30 ديسمبر 2024 12:50 ص

هدير جمعه

أحمد عدوية

أحمد عدوية

ولد أحمد محمد مرسي العدوي، المعروف فنيًا بـ"أحمد عدوية"، في 26 يونيو 1945 بمحافظة المنيا، وسط أسرة مكونة من 14 شقيقًا وشقيقة.

 والده كان تاجر مواشي، ونشأ أحمد في بيئة بسيطة احتضنت مواهبه الفنية الأولى.

 بدأ حياته الفنية في شارع محمد علي بالقاهرة، المعروف بكونه مركزًا للفن الشعبي في مصر، حيث عمل مغنيًا في الأفراح والمناسبات، كان لهذا الشارع أثر عميق على مسيرته، إذ تعلم فيه أصول الغناء الشعبي وحفر اسمه كواحد من أهم نجوم هذا اللون الغنائي.

البداية الفنية والشهرة

بدأت مسيرته الفعلية في عام 1969، عندما بدأ الغناء في مقاهي “الآلاتية”، إلا أن انطلاقته الحقيقية جاءت عام 1972 خلال حفل عيد زواج المطربة شريفة فاضل، حيث كان بين الحضور نخبة من الفنانين والصحفيين. في هذا الحفل، تم اكتشاف موهبته وعرض عليه صاحب كازينو "الأريزونا" العمل هناك.

في الفترة نفسها، تعاقد مع شركة "صوت الحب" لتسجيل أولى إسطواناته، والتي حققت نجاحًا كبيرًا وأصبحت من العلامات الفارقة في مشواره. 

ومن أشهر أغانيه التي حققت انتشارًا واسعًا "السح الدح إمبو"، و"زحمة يا دنيا زحمة"، و"سيب وأنا أسيب". هذه الأغاني لم تكن مجرد كلمات وألحان، بل تحولت إلى أيقونات تعبر عن الحياة اليومية للمصريين.

التأثير على الأغنية الشعبية

تعتبر فترة السبعينات والثمانينات العصر الذهبي لأحمد عدوية، فقد أحدثت أغانيه تحولًا في مسار الغناء الشعبي، حيث مزج بين الكلمات البسيطة والألحان الحماسية لتصل إلى قلوب الناس بمختلف طبقاتهم. 

حتى العمالقة في الموسيقى العربية مثل محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ أثنوا على صوته وأدائه، بل إن عبد الحليم حافظ نفسه غنى في إحدى الحفلات أغنية عدوية الشهيرة "السح الدح إمبو"، ما يدل على تأثيره الكبير حتى على كبار نجوم تلك الحقبة.

تجربة السينما للفنان أحمد عدوية 

بسبب شهرته الواسعة، استعانت به السينما المصرية لتقديم أغانيه في الأفلام، وأسند له المخرجون أدوارًا كوميدية. 

كما شارك عدوية في أكثر من 27 فيلمًا، من أبرزها "أنا المجنون" و"البنات عايزة إيه"، إلا أن محاولاته في التمثيل لم تكن بنفس قوة نجاحه في الغناء، حيث كان يفتقر إلى موهبة التمثيل التي تؤهله لمنافسة نجوم السينما.

حادثة التسعينات وابتعاده عن الأضواء

تعرض أحمد عدوية في أوائل التسعينات لحادث مأساوي أثار جدلًا واسعًا. خلال إقامته في الكويت، تعرض لمحاولة اغتيال باستخدام جرعة زائدة من المخدرات، قيل إن الشيخ طلال بن ناصر الصباح كان وراءها، هذه الحادثة أدخلته في غيبوبة وأدت إلى تغير في صوته، إلى جانب شائعات بإجراء عملية إخصاء له، وهو ما نفاه عدوية وزوجته تمامًا.

استغرق عدوية سنوات طويلة لاستعادة عافيته، حيث أصيب بشلل مؤقت وأجبر على الابتعاد عن الأضواء والغناء لسنوات. لكن بعد غياب دام أكثر من عقد، عاد تدريجيًا إلى الساحة الفنية في مطلع الألفية الجديدة.

العودة إلى الساحة

في عام 2010، أطلق عدوية أغنية "الناس الرايقة" بمشاركة الفنان اللبناني رامي عياش، والتي لاقت نجاحًا كبيرًا وأعادت اسمه إلى دائرة الضوء.

 تلا ذلك دويتو آخر مع ابنه محمد عدوية في مطلع 2011 ضمن ألبوم "المولد". محمد عدوية، الذي سار على خطى والده، أصبح أيضًا من الأسماء البارزة في مجال الغناء الشعبي.

خلال مسيرته، قدم أحمد عدوية عشرات الأغاني التي لا تزال محفورة في ذاكرة الجمهور المصري والعربي، ومن أبرزها:

  • "بنت السلطان"
  • "زحمة يا دنيا زحمة"
  • "السح الدح إمبو"
  • "سلامتها أم حسن"
  • "كله على كله"
  • "سيب وأنا أسيب"
  • "راحوا الحبايب"

الحياة الشخصية للنجم أحمد عدوية 

تزوج أحمد عدوية في عام 1976 وأنجب ولدًا وبنت، ابنه محمد عدوية أصبح مطربًا شهيرًا أيضًا. رغم الصعوبات التي واجهها في حياته، ظلت أسرته مصدر دعم كبير له.

أحمد عدوية.. أيقونة خالدة

برغم التحديات والمآسي التي واجهها، يظل أحمد عدوية رمزًا للأغنية الشعبية المصرية. أثره على هذا اللون الفني لا يمكن إنكاره، فقد أسس لجيل كامل من المغنيين الشعبيين الذين استلهموا منه. بموهبته الفريدة وصوته الحميمي، استطاع أن يكون جزءًا لا يتجزأ من وجدان المصريين، ليبقى اسمه خالدًا في تاريخ الموسيقى العربية.

في 29 ديسمبر 2024، توفي أحمد عدوية عن عمر ناهز 79 عامًا بعد صراع طويل مع المرض. أعلنت أسرته الخبر، وسط حزن عميق في الوسط الفني والجماهيري.

search