الخميس، 06 مارس 2025

06:12 م

سر بطء دماغ الإنسان في معالجة الأفكار.. تعرف عليه

الإثنين، 23 ديسمبر 2024 10:44 م

الدماغ البشري

الدماغ البشري

تمكن العلماء أخيرًا من تحديد الحد الأقصى لسرعة الدماغ في معالجة الأفكار البشرية، وهو اكتشاف يسلط الضوء على السبب وراء قدرتنا على التفكير في فكرة واحدة فقط في كل مرة.

على الرغم من أن حواس الإنسان تستقبل بيانات عن البيئة المحيطة بمعدل مليار بت في الثانية، إلا أن الدماغ يعالج هذه الإشارات بسرعة 10 بتات فقط في الثانية، وهو ما يعكس سرعة أبطأ بكثير مقارنة بالمدخلات الحسية التي يتلقاها.

البت، وهي وحدة قياس للمعلومات في الحوسبة، تشير إلى قدرة الدماغ على معالجة البيانات، وللمقارنة، يمكن لاتصال Wi-Fi التقليدي معالجة حوالي 50 مليون بت في الثانية، مما يجعل سرعة معالجة الدماغ البشرية أقل بكثير من الأنظمة التكنولوجية الحديثة.

يمتلك الدماغ أكثر من 85 مليار خلية عصبية، ويُخصص ثلثها للعمليات المعقدة مثل التفكير واتخاذ القرارات، والتي تتم في القشرة الدماغية المتطورة.

من خلال دراسة الأنشطة البشرية مثل القراءة والكتابة وحل الألغاز المعقدة، قام العلماء بتحديد سرعة معالجة الدماغ البشري في 10 بتات فقط في الثانية.

ورغم أن الخلايا العصبية في الدماغ قادرة على معالجة أكثر من ذلك، إلا أن هذه القدرات لا تسهم في معالجة الأفكار بهذا المعدل العالي.

هذا يعني أن البشر مقيدون بقدرة على التفكير في فكرة واحدة في كل مرة، ويعجزون عن تصور أكثر من سيناريو في الوقت نفسه.

تُفسر هذه النتائج سبب صعوبة البشر في التفكير في عدة تسلسلات من الأفكار في وقت واحد، مثلما يحدث مع لاعبي الشطرنج الذين يحاولون تصور الحركات المستقبلية.

ومن هذا المنطلق، يبدو أن البشر يعتمدون على تسلسل فكري واحد بدلاً من معالجة عدة تسلسلات في وقت واحد.

يشير الباحثون إلى أن هذا الاكتشاف قد يكون مرتبطًا بتطور أدمغة البشر من أنظمة عصبية بسيطة كانت تستخدم من قبل الحيوانات لأغراض أساسية مثل البحث عن الطعام أو الهروب من المفترسات.

قد تكون هذه الأنظمة البسيطة قد حدّت من قدرة الدماغ على معالجة المعلومات بشكل موازٍ، مما جعل البشر مقيدين في معالجة المعلومات بمعدل 10 بتات في الثانية.

ويعتقد العلماء أن أدمغة البشر تطورت في بيئة بطيئة نسبيًا سمحت لهم بالبقاء على قيد الحياة لذا، فإن البيئة التي نشأ فيها الإنسان كانت بطيئة بما يكفي لمواكبة هذه القدرة المحدودة على معالجة المعلومات.

وفي ضوء هذه النتائج، يرى العلماء أن الآلات قد تتفوق في المستقبل على البشر في أي مهمة يقومون بها حاليًا، بسبب القدرة الحاسوبية المتزايدة بشكل مستمر.

قد تصبح النقاشات حول التفوق المحتمل للآلات في بعض المهام، مثل قيادة السيارات الذاتية، غير ذات معنى، لأن الطرق والجسور تم تصميمها في الأساس لتناسب قدرة الدماغ البشري في معالجة 10 بتات في الثانية.

search