وزيرة البيئة تفتتح أول خط لإعادة تدوير العبوات الكرتونية في مصر

افتتحت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، أول خط إنتاج من نوعه في مصر لإعادة تدوير العبوات الكرتونية المستخدمة.

 المشروع تم تنفيذه بالشراكة بين شركة "تتراباك" الرائدة عالميًا في حلول تصنيع وتعبئة المواد الغذائية، وشركة "يونيبورد"، إحدى أكبر شركات إنتاج الورق المقوى في الشرق الأوسط. تم الافتتاح في المنطقة الصناعية بمدينة السادات بحضور عدد من الشخصيات البارزة،

 كان على رأس الحضور السفير السويدي في مصر، هوكان إيمسجور، ورئيس هيئة الرقابة على الصادرات والواردات، اللواء عصام النجار، إضافة إلى عدد من المسؤولين من وزارة البيئة والشركاء الصناعيين.

الافتتاح وتقدير الجهود

في بداية الفعالية، عبرت الدكتورة ياسمين فؤاد عن شكرها لشركة يونيبورد على جهودها المتميزة في دعم التنمية الصناعية في مصر، مشيدة بدور القطاع الخاص في تعزيز الشراكات مع الحكومة.

 وأكدت الوزيرة أن المشروع الجديد يمثل خطوة أساسية في تطبيق الرسالة الرئيسية لمنظومة إدارة المخلفات المتكاملة: "جمع أكثر، تدوير أكثر، دفن أقل"، مشيرة إلى أن هذا المشروع يساهم في الحد من التأثير السلبي للمخلفات غير المُدارة على البيئة، حيث يُعد قطاع المخلفات ثاني أكبر مصدر لانبعاثات غازات الدفيئة بعد قطاع الطاقة.

وشددت الوزيرة على أهمية هذا المشروع كجزء من الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص، والتي تُعزز منذ بدء تطبيق قانون إدارة المخلفات. 

كما نوهت إلى أن المشروع يُبرز القيمة الاقتصادية لعملية إعادة التدوير، خاصة عندما تتم بطرق مبتكرة.

تفاصيل المشروع وإمكاناته

المشروع الجديد، الذي تم إنشاؤه باستثمارات مشتركة بلغت 2.5 مليون يورو، يمتد على مساحة 1000 متر مربع، بطاقة إنتاجية تصل إلى 8000 طن سنويًا من العبوات الكرتونية المستخدمة. 

وتتوقع الشركة تحقيق الطاقة الإنتاجية القصوى خلال خمس سنوات، مع توقعات بتجاوز الأهداف بحلول عام 2028.

حققت شركة يونيبورد نجاحًا مبكرًا قبل تشغيل خط الإنتاج، حيث جمعت 1300 طن من العبوات الكرتونية المستخدمة مقارنة بالهدف الأولي البالغ 500 طن في السنة الأولى. ويعكس هذا الإنجاز التزام الشركة بدعم البنية التحتية لإعادة التدوير في مصر.

أهمية المشروع في تحقيق الاستدامة

أوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد أن المشروع يمثل نموذجًا عمليًا لتطبيق معايير الاستدامة، حيث يساهم في تقليل كميات المخلفات التي لا يتم تدويرها وبالتالي تقليل الانبعاثات الكربونية. 

كما يُعتبر المشروع جزءًا من جهود الحكومة المصرية لتطبيق مفهوم "المسؤولية الممتدة للمنتج"، الذي تم تضمينه في قانون تنظيم إدارة المخلفات.

وأضافت الوزيرة أن تهيئة المناخ لتطبيق هذا المفهوم تطلب دراسة جميع الجوانب المتعلقة بتحديد المنتجات ذات الأولوية، وتكاليف التنفيذ العادلة، بالإضافة إلى تحديد الأدوار والمسؤوليات لجميع الأطراف المعنية. 

وشددت على أهمية إشراك أصحاب المصلحة من القطاع الخاص والمجتمع المدني في هذه العملية من خلال ورش عمل متعددة لضمان التوافق.

الشراكة بين "تتراباك" و"يونيبورد"

أكد وائل خوري، العضو المنتدب لشركة "تتراباك مصر"، أن المشروع يُعد خطوة هامة في دعم البنية التحتية لإعادة التدوير في مصر.

 وقال: "التزامنا بمعايير الاستدامة لا يقتصر على شركتنا فقط، بل يمتد لدعم أهداف عملائنا في تحقيق تلك المعايير. والأهم من ذلك، أن المشروع ينعكس إيجابيًا على المجتمع المصري بأسره".

من جانبه، أشار شريف المعلم، الرئيس التنفيذي لشركة يونيبورد، إلى التزام الشركة بتحقيق الاستدامة البيئية، موضحًا أن المشروع يتماشى مع استراتيجية الشركة لتلبية الطلب المتزايد على الكرتون بأسلوب مستدام. 

وأضاف أن يونيبورد تُنتج أكثر من 150 ألف طن من الورق المقوى سنويًا، مما يلبي 70% من احتياجات السوق المحلية.

التحضير والإعداد للمشروع

استغرق التحضير للمشروع حوالي 16 شهرًا، شهدت خلالها الشركتان تنفيذ دراسات وتجارب مكثفة لفهم ديناميكيات عملية جمع العبوات الكرتونية.

 كما تم بناء شبكة شاملة من جامعي العبوات، وتحديد الأسعار العادلة، وتنفيذ أنشطة تحفيزية لضمان انسيابية العملية. وأجرت شركة "تتراباك" بحثًا موسعًا بالتعاون مع مركز استشارات CID، واستخدمت تطبيق DWAR من شركة Environ Adapt لتحسين التحليل الرقمي وابتكار أفضل أساليب جمع العبوات.

وأشارت الوزيرة إلى أهمية استمرار التعاون مع القطاع العام وشركات إدارة المخلفات والمنظمات غير الحكومية لتحقيق أهداف المشروع. كما دعت إلى تكرار هذه التجربة الناجحة في منشآت صناعية أخرى لتعزيز استدامة الموارد في مصر.

إقرأ أيضًا:

وزيرة البيئة: توقيع عقد تشغيل مصنع تدوير المخلفات بتونا الجبل خطوة لتحقيق التنمية المستدامة

وزيرة البيئة تسلم نتائج قيادتها لمفاوضات تمويل المناخ إلى رئاسة المؤتمر

وزيرة البيئة: توسيع نطاق تمويل التكيف يقلل خسائر الدول النامية