الأحد، 22 ديسمبر 2024

02:32 م

الفيلم الأردني "إن شاء الله ولد" ينافس في مهرجان دهوك السينمائي الدولي

الأربعاء، 04 ديسمبر 2024 12:00 ص

إسراء علي

فيلم إن شاء الله ولد

فيلم إن شاء الله ولد

يواصل الفيلم الأردني "إن شاء الله ولد" تحقيق نجاحات واسعة على الساحة السينمائية الدولية، حيث يشارك في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة في الدورة الـ11 لمهرجان دهوك السينمائي الدولي، الذي يُعقد في مدينة دهوك بإقليم كردستان العراق خلال الفترة من 9 إلى 16 ديسمبر 2024.

ويأتي هذا التنافس في إطار جهود المهرجان المستمرة لتقديم أفضل الإنتاجات السينمائية من مختلف أنحاء العالم، في مقدمتها السينما الكردية.

"إن شاء الله ولد" هو فيلم أردني يتميز بكونه جزءًا من مشهد السينما الحديثة في المنطقة، ويتناول قضية اجتماعية وقانونية تمس قلوب الكثيرين حول العالم، يتنافس هذا الفيلم مع 8 أفلام أخرى من 9 دول مختلفة، مما يعكس تنوع وثراء الأعمال السينمائية المشاركة في هذا المهرجان المهم، والذي يُعد أحد الفعاليات السينمائية الأبرز في المنطقة.

الفيلم من إخراج المخرج الأردني أمجد الرشيد، الذي أبدع في تقديم قصة إنسانية مستوحاة من واقع الحياة في المجتمع الأردني.

وتدور أحداث الفيلم حول شخصية نوال، المرأة التي تواجه العديد من التحديات والصعوبات بعد وفاة زوجها المفاجئ، وفي إطار من الظروف الاجتماعية والقانونية الصعبة، تجد نوال نفسها مهددة بفقدان منزلها لصالح صِهرها، وفقًا للقوانين المتعلقة بالميراث في المجتمع الأردني.

تتسارع الأحداث في الفيلم ليجد المشاهد نفسه في عالم معقد مليء بالصراعات الداخلية والخارجية، حيث تفرض التقاليد والأعراف الاجتماعية ضغوطًا هائلة على نوال، التي تواجه وضعًا صعبًا لا يحسد عليه.

يجد الفيلم في هذه القصة الشخصية تسليطًا على قضايا عامة تتعلق بحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين في المجتمعات التي تُمارس فيها تفرقة قانونية واجتماعية بين الرجال والنساء، وبينما تواجه نوال هذه التحديات، تُظهر القصة قوة الإرادة التي تمتلكها للوقوف في وجه الظلم وحماية حقوقها وحقوق ابنتها.

الفيلم قد نال إشادة واسعة منذ عرضه الأول في مهرجان كان السينمائي في مايو 2023، حيث تم ترشيحه لتمثيل الأردن في جوائز الأوسكار لعام 2024.

هذا النجاح الكبير جاء متزامنًا مع فوزه بعدد من الجوائز في مهرجانات سينمائية دولية مرموقة، ما أكسبه سمعة طيبة بين النقاد والجماهير على حد سواء.

ومن أبرز الجوائز التي نالها الفيلم، جائزة جانفاونديشن وجائزة ريل دور في مهرجان كان، بالإضافة إلى جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان بغداد السينمائي، كما حصل على جائزة أفضل عمل أول في مهرجان بنغالورو السينمائي الدولي في الهند، وجائزة أفضل أداء في مهرجان البحر الأحمر السينمائي.

الفيلم حصد أيضًا جائزة أفضل ممثلة في مهرجانات سينمائية متعددة مثل مهرجان شاشة آسيا والمحيط الهادي، ومهرجان تسالونيكي السينمائي الدولي، كما حصل على جائزة أفضل سيناريو في مهرجان ميستك السينمائي في الولايات المتحدة الأمريكية، النجاح الذي حققه الفيلم في هذه المهرجانات يعكس قوتَه وجودته الفنية، ويؤكد على مدى أهمية الموضوع الذي يعالجه.

إضافة إلى الجوائز التي حققها، فقد حقق الفيلم أيضًا نجاحًا كبيرًا في مشاركاته العالمية الأخرى. حيث تم عرضه في أكثر من 100 مهرجان دولي، بما في ذلك مهرجان كارلوفي فاري السينمائي في التشيك، مهرجان ملبورن السينمائي الدولي في أستراليا، مهرجان لندن السينمائي، مهرجان سيدني السينمائي، مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، ومهرجان عمان السينمائي الدولي، وقد نافس الفيلم في العديد من هذه المهرجانات على جائزة أفضل فيلم، مما يعكس مدى إعجاب الجمهور والنقاد بهذا العمل السينمائي.

من جانبها، صرحت شاهيناز العقاد، إحدى منتجي الفيلم، بأن "إن شاء الله ولد" هو فيلم يحمل رسالة إنسانية عميقة، تتجاوز حدود المكان والثقافة. وأكدت أن القضايا التي يعرضها الفيلم ليست مقتصرة على النساء في الأردن فقط، بل هي قضايا عالمية تلامس حياة النساء في جميع أنحاء العالم. وأضافت العقاد أن الفيلم يُعتبر بمثابة منصة لتسليط الضوء على معاناة النساء في المجتمعات التي تفرض عليهن تحديات قانونية واجتماعية، مؤكدة أن النجاح الكبير الذي حققه الفيلم في المهرجانات يعكس مدى اهتمام الجمهور العربي والغربي بالقضايا الإنسانية التي يتناولها.

إن فيلم "إن شاء الله ولد" لا يُعد مجرد عمل سينمائي، بل هو دعوة للوقوف ضد الظلم والمطالبة بالمساواة والعدالة في المجتمعات المختلفة.

search