الأحد، 22 ديسمبر 2024

03:14 م

ابتكار عدسات بلورية سائلة لمساعدة مرضى الصرع الحساس للضوء

الإثنين، 25 نوفمبر 2024 11:51 م

إسراء علي

عدسات بلورية سائلة

عدسات بلورية سائلة

الصرع الحساس للضوء هو نوع يتسبب فيه الضوء الساطع أو الأنماط الضوئية التي تُحفز النوبات لدى بعض المرضى.

وهو يصيب حوالي 5% من الأشخاص المصابين بالصرع، أي ما يعادل واحدًا من كل 4000 شخص. وبهدف مساعدة هؤلاء المرضى، ابتكر علماء من جامعة غلاسكو وجامعة برمنغهام نموذجًا أوليًا لعدسة بلورية سائلة، تعتبر خطوة مبتكرة لتقليل تأثير المحفزات الضوئية المسببة للنوبات.

وتشير مجلة Cell Reports Physical Science إلى أن هذه العدسات، التي يمكن ارتداؤها في النظارات، تعمل على حجب الضوء الذي يسبب نوبات الصرع، خاصة في الطيف الموجي 660-720 نانومتر.

وعند ارتداء هذه النظارات، يمكن للمريض حماية نفسه من المحفزات البصرية التي تسبب النوبات أثناء مشاهدة التلفزيون أو ممارسة ألعاب الكمبيوتر.

وتتميز هذه العدسات بقدرتها على التكيف مع التغيرات الطفيفة في درجة الحرارة. فبمجرد تنشيطها، يمكن للعدسات أن تحجب ما يصل إلى 98% من الضوء الذي يسبب النوبات لدى مرضى الصرع الحساس للضوء.

ويقول البروفيسور زبير أحمد من جامعة برمنغهام: "عندما بدأنا هذا المشروع قبل 4.5 سنوات، كان يبدو وكأنه خيال علمي. لكن الآن، نجد أن هذه العدسات قد تصبح أداة فعالة لتحسين حياة المرضى".

وأضاف البروفيسور أحمد أن الدائرة الكهربائية المثبتة في إطار النظارات تقوم بتسخين العدسات إلى درجة حرارة مريحة، مما يسمح لها بمنع الضوء المسبب للنوبات دون التأثير على راحة المستخدم.

النموذج الأولي للعدسات يعمل بشكل جيد في بيئات تصل فيها درجة الحرارة إلى 26 درجة مئوية، لكن الباحثين يواصلون العمل على تحسين التقنية لتناسب ظروف أكثر تنوعًا.

من جانبه، أوضح البروفيسور رامي غانم، كبير الباحثين في الدراسة من جامعة غلاسكو، أن العمل مستمر لتحسين هذه العدسات قبل إجراء اختبارات سريرية على البشر. وأكد الفريق البحثي أنه سيتم تطوير التكنولوجيا بشكل أكبر، خاصة من حيث الوقت اللازم لتسخين وتبريد العدسات، مما يعزز من أدائها في مختلف الظروف المناخية.

يعد هذا الابتكار خطوة مهمة نحو تحسين نوعية حياة الأشخاص المصابين بالصرع الحساس للضوء، إذ يقدم حلاً مبتكرًا وآمنًا للتقليل من تأثير الأضواء الساطعة التي قد تؤدي إلى نوبات صرع.

search