الأحد، 22 ديسمبر 2024

04:22 ص

الذكاء الاصطناعي.. محرك رئيسي لتحولات المحتوى الرقمي ومستقبل المعرفة بحلول 2030

الخميس، 21 نوفمبر 2024 09:38 ص

هدير جمعه

جانب من الفعاليات

جانب من الفعاليات

شهدت النسخة التاسعة من قمَّة المعرفة، التي أقيمت على مدى يومين، مناقشات حافلة حول التطورات التكنولوجية والفرص التي يقدمها الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى التحديات المرتبطة به. تناولت القمة العديد من الجوانب المتعلقة بكيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على مجالات المعرفة، الحياة اليومية، والمستقبل الرقمي، مع تركيز خاص على الحلول المبتكرة لاستخدام هذه التقنية على الصعيدين الشخصي والمهني.  

إعادة تعريف المعرفة في عصر الذكاء الاصطناعي  

في جلسة بعنوان “مفاهيم جديدة للمعرفة في عصر الواقع الافتراضي”, قدَّم والتر بسكواريلي، مستشار وباحث في سياسات الذكاء الاصطناعي التوليدي، رؤية شاملة حول التحولات الجذرية التي طرأت على المعرفة وكيفية اكتسابها نتيجة الثورة التكنولوجية. أوضح بسكواريلي أن الذكاء الاصطناعي بات يشكّل عصباً رئيسياً في تسريع الوصول إلى المعلومات وتحسين دقتها.  

وأشار إلى أن الإنترنت كان البداية لتوسيع آفاق المعرفة بلمسة واحدة، إلا أن الذكاء الاصطناعي تجاوز ذلك ليعيد تعريف طرق التعلم والتدريب. وأضاف أن الذكاء الاصطناعي اجتذب، منذ عام 2022، أكثر من 100 مليون مستخدم في غضون ثلاثة أشهر فقط، ما أطلق موجة استثمارات ضخمة في هذا المجال.  

وأكد بسكواريلي أن الذكاء الاصطناعي من المتوقع أن يُنتج حوالي 90٪ من المحتوى الرقمي العالمي بحلول عام 2030، وهو ما سيساهم في تعزيز الابتكار وتحسين كفاءة العمليات في مختلف القطاعات. لكنه حذَّر من مخاطر التزييف العميق، الذي قد يؤدي إلى ارتباك اجتماعي ويجعل التمييز بين الحقائق والتزييف أمراً بالغ الصعوبة.  

وشدد على أهمية الوعي الرقمي والتحقق من المحتويات قبل قبولها كحقائق، مشيراً إلى أن مفهوم الحقيقة نفسه يتغير بشكل جذري في عصر الذكاء الاصطناعي.  

الصمود والمرونة.. مفتاح النجاح في مواجهة التحديات 

وفي جلسة بعنوان "قوة المرونة نحو أداء استثنائي ومستدام", شارك توم أوتون، الرئيس التنفيذي لمجموعة "كرييت" وممارس رياضات التحمل الفائق، تجربته الشخصية التي بدأت بتشخيص إصابته بمرض السرطان، وهو ما شكل نقطة تحول رئيسية في حياته. أوضح أوتون أن التعافي الجسدي لم يكن التغيير الوحيد، حيث أظهرت التجربة أهمية التغيير النفسي وبناء القوة الداخلية لمواجهة التحديات.  

وأشار إلى أن الصمود لا يعني فقط اجتياز المحن، بل القدرة على التعلم من التجارب الصعبة واستخدامها لبناء حياة أفضل. وأضاف أن الأمل ليس استراتيجية مستقلة، بل هو المحرك الذي يدفع الإنسان للعمل بجدية على تطوير ذاته وتحقيق أهدافه.  

إقرأ أيضًا:

قمّة المعرفة 2024.. التعليم المستمر والتعلم التعاوني مفتاح إعداد الأجيال لمهارات المستقبل

دمج الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية

استعرضت المؤثرة وصانعة المحتوى رواء الجلاد في جلستها “نصائح وحلول في الذكاء الاصطناعي لكل يوم" , الطرق التي يمكن من خلالها دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب الحياة اليومية. ركزت الجلاد على كيفية استغلال هذه التقنية في تحسين التعليم، تعزيز الصحة، وتطوير النشاطات الرياضية.  

وألقت الضوء على أدوات مثل " seekall.ai “ , وهي أداة بحث متقدمة تسهم في أتمتة عمليات جمع وتحليل البيانات، مما يساعد المستخدمين في تنظيم المعلومات بشكل فعال وسريع. كما تناولت أداة الكتابة ” Diffchevher ", التي تسهّل معالجة النصوص وتنظيم المحتوى المكتوب، مما يوفر الوقت ويعزز الإنتاجية.  

وأكدت الجلاد أن هذه الأدوات لا تساعد فقط في توفير الوقت، بل تسهم في تحسين جودة الحياة اليومية، مشيرة إلى أهمية تعلم استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحقيق أقصى استفادة منها.  

من الفكرة إلى التنفيذ.. خطوات بدء مشاريع الذكاء الاصطناعي

قدّم دونالد فارمر، مدير شركة "تري هايف ستراتيجي"، في جلسة بعنوان “من الفكرة إلى التنفيذ: مشروعك الأول في الذكاء الاصطناعي”, خارطة طريق شاملة للمبتدئين وروّاد الأعمال حول كيفية تحويل الأفكار إلى مشاريع قابلة للتنفيذ باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.  

أوضح فارمر أهمية التخطيط الجيد وتحديد الأهداف الواضحة كخطوة أولى لضمان نجاح المشاريع. كما تناول الأدوات والمنهجيات التي يمكن استخدامها لتطوير الحلول المبتكرة، مؤكداً أن تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبحت اليوم أكثر وصولاً وسهولة مما يتيح للجميع، بغض النظر عن خبراتهم التقنية، استغلالها بفعالية.  

ثورة في صناعة الأفلام بفضل الذكاء الاصطناعي  

تناولت ورشة عمل بعنوان “وراء عدسات الكاميرات.. ابتكارات قائمة على الذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام” , والتي قدَّمها صانع الأفلام كريم سعد، الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الإنتاج السينمائي وفتح آفاق جديدة في هذه الصناعة.  

ناقش سعد كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين المؤثرات البصرية وتطوير تقنيات تصوير متقدمة، مما يسهم في تسريع العمليات الإنتاجية وتخفيض التكاليف. وأكد أن هذه التقنية تتيح للمبدعين التركيز على الجوانب الفنية والإبداعية بدلاً من المهام الروتينية، مما يجعل صناعة الأفلام أكثر ذكاءً وإبداعاً.  

نظرة نحو المستقبل

مع استمرار التطورات التكنولوجية، يبدو أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية عابرة، بل هو عنصر أساسي يعيد تشكيل الواقع الرقمي والمحتوى العالمي. ومع توقعات بأن يهيمن الذكاء الاصطناعي على 90٪ من المحتوى الرقمي بحلول عام 2030، تتعاظم أهمية تعزيز الوعي الرقمي وتطوير أدوات فعالة للتعامل مع المحتوى المزيف.  

أظهرت جلسات قمّة المعرفة أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون قوة إيجابية لتحسين جودة الحياة، بشرط أن يتم استخدامه بحكمة ومسؤولية. وبينما يمضي العالم نحو مستقبل أكثر ذكاءً، يظل التحدي الأكبر هو التوفيق بين الابتكار والالتزام بالقيم الأخلاقية لتحقيق توازن مستدام بين التكنولوجيا والمجتمع.

إقرأ أيضًا:

مؤشِّر المعرفة العالمي 2024.. الإمارات تتصدر عربيا وسط تقدم في التعليم والتكنولوجيا

حدثت النسخة التاسعة من “قمة المعرفة ”في دبي لتوفير منصة عالمية تستعرض التغيرات الكبيرة التي أحدثتها التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب الحياة. الهدف الرئيسي من هذا الحدث هو معالجة الفرص والتحديات التي تواجه المجتمعات والأفراد نتيجة التطورات السريعة في الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته.  

الحدث يُقام في سياق التحولات العالمية الكبيرة، حيث أصبحت المعرفة الرقمية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي مكونات أساسية في الابتكار الاقتصادي والاجتماعي. تأتي القمة في وقت حرج تحتاج فيه المؤسسات والأفراد لفهم كيفية استغلال إمكانيات الذكاء الاصطناعي، مثل تحسين جودة المحتوى الرقمي، تسهيل الوصول إلى المعلومات، تعزيز الإنتاجية، وخلق فرص جديدة في الأسواق العالمية.  

كما يهدف الحدث إلى تمكين المجتمعات من التفاعل مع هذه التقنيات بحكمة من خلال تعزيز الوعي الرقمي، نشر المعرفة، ومناقشة المخاطر المحتملة، مثل التزييف العميق. التركيز كان منصباً على تقديم حلول عملية وأدوات مبتكرة لتحسين جودة الحياة اليومية وتعزيز الابتكار في قطاعات مختلفة مثل التعليم، الصحة، والإعلام.  

جاء قمة المعرفة  ليكون نقطة تجمع عالمية للحوار حول كيفية إدارة هذا التقدم الهائل بشكل مسؤول ومستدام يخدم الأفراد والمجتمعات.

إقرأ أيضًا: 

أكاديمية مهارات المستقبل في دبي.. خطوة لتمكين 10 ملايين شاب عربي

 قمة المعرفة.. النشأة والفكرة 

قمة المعرفة هي مبادرة عالمية أطلقتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة في دبي، بهدف تسليط الضوء على أهمية المعرفة كمحرك أساسي للتنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة. نشأت فكرة القمة انطلاقًا من رؤية قيادية تركز على دور دبي كعاصمة عالمية للمعرفة، ومركز للإبداع والابتكار، واستجابة للتحديات التي تواجهها المجتمعات في عصر التحول الرقمي السريع.  

النشأة والتأسيس


تم إطلاق النسخة الأولى من قمة المعرفة في عام 2014، وكانت تهدف إلى جمع صناع القرار، المفكرين، الأكاديميين، والمبتكرين من جميع أنحاء العالم في منصة واحدة لمناقشة قضايا حيوية تتعلق بالمعرفة والتعليم والتكنولوجيا والبحث العلمي. جاءت الفكرة استجابة للحاجة إلى منصة تجمع بين مختلف الأطراف المعنية لتعزيز التعاون وتبادل الأفكار حول كيفية استخدام المعرفة لتحسين حياة البشر وتحقيق التنمية الشاملة.  

القمة كانت نتاج رؤية استشرافية سعت إلى معالجة فجوات المعرفة العالمية، وتعزيز الابتكار في العالم العربي، وتحفيز تطوير حلول مستدامة لتحديات التعليم، التكنولوجيا، والاقتصاد الرقمي.  

منذ انطلاقها، أصبحت القمة حدثًا سنويًا بارزًا يجمع نخبة من الخبراء والمؤسسات العالمية لبحث أحدث الاتجاهات في المعرفة وتطبيقاتها في مختلف المجالات.

search