مؤشِّر المعرفة العالمي 2024.. الإمارات تتصدر عربيا وسط تقدم في التعليم والتكنولوجيا
الأربعاء، 20 نوفمبر 2024 12:58 ص
هدير جمعه
جانب من الفعاليات
مع تسارع خطى التطور التكنولوجي والتعليمي حول العالم، باتت الحاجة إلى أدوات قياس دقيقة وموثوقة ضرورة ملحّة لتوجيه السياسات الوطنية ودعم التقدم في مختلف المجالات المعرفية. ويأتي مؤشِّر المعرفة العالمي ليكون تلك الأداة التي ترسم صورة شاملة عن أداء الدول في المجالات المعرفية، مسلطاً الضوء على نقاط القوة والضعف، ومحدداً الاتجاهات التي ينبغي التركيز عليها لتحسين أداء الدول في المستقبل. في قمة المعرفة 2024 التي عُقدت في دبي، تم الكشف عن نتائج مؤشِّر المعرفة العالمي لعام 2024، وهو ما يمثل حدثاً بارزاً يعزز من أهمية المعرفة كركيزة أساسية للتنمية المستدامة.
الكشف عن النتائج.. صدارة السويد وتقدم الإمارات في المشهد المعرفي العربي
أعلنت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي نتائج مؤشِّر المعرفة العالمي لعام 2024، وهو المؤشِّر الذي يستند إلى مجموعة من المؤشرات الفرعية، التي تشمل التعليم، التكنولوجيا، البحث والابتكار، وغيرها من العناصر الحيوية التي تسهم في بناء اقتصاديات قائمة على المعرفة. وقد عُقدت جلسة خاصة بعنوان “شراكة مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي: تنمية المعرفة في المنطقة العربية وخارجها” خلال فعاليات قمة المعرفة 2024، التي استضافتها دبي على مدار يومي 18 و19 نوفمبر في مركز دبي التجاري العالمي.
وشارك في الجلسة نخبة من الشخصيات البارزة، منهم معالي الدكتور عبدالله الدردري، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وسعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، والدكتور هاني تركي، رئيس المستشارين التقنيين ومدير مشروع المعرفة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. هذه الجلسة، بما تحمله من نقاشات ورؤى، عكست أهمية التعاون الدولي والإقليمي لدعم مسارات التنمية المعرفية.
أهمية حرية المعلومات ودور الشباب في بناء اقتصاد المعرفة
في حديثه خلال الجلسة، أكد معالي الدكتور عبدالله الدردري على الدور الحيوي الذي تلعبه حرية الوصول إلى المعلومات في تعزيز التنمية المستدامة. وقال: "يجب على الحكومات أن تدرك أن حرية المعلومات وتوفيرها هي عنصر أساسي، وأن الشباب يجب أن يكونوا قادرين على التعبير عن أنفسهم بحرية وإبداع". وأشار معاليه إلى أن تمكين الشباب ومنحهم الأدوات اللازمة للازدهار في بيئة معرفية متطورة هو الأساس لبناء اقتصاديات قوية تستند إلى المعرفة.
وأوضح الدكتور الدردري أهمية مؤشِّر المعرفة العالمي باعتباره أداة تخطيط فعالة للدول تساعد في وضع السياسات الاقتصادية، مشيراً إلى الجهود المشتركة بين مبادرات مثل "مهارات المستقبل" وأكاديمية مهارات المستقبل والتحالف العالمي لتنمية وتطوير المهارات في تقديم الأمل للشباب وتضييق الفجوة في التعليم والمهارات التي تحتاجها الدول لدفع عجلة الاقتصاد المعرفي.
منصة للاستشراف والتخطيط الاستراتيجي
أكد سعادة جمال بن حويرب أن مؤشِّر المعرفة العالمي اكتسب خلال السنوات الثماني الماضية أهمية كبيرة، مشيراً إلى أنه أداة تسترشد بها الدول في صياغة سياساتها الوطنية وتوجيه عمليات اتخاذ القرار. وقال بن حويرب: "كل نسخة من المؤشِّر تسهم في تطوير الرؤى وتحديد مكامن التحديات والفرص، وتعزز من فهم الواقع المعرفي للدول بما يساعد على تحقيق التنمية الشاملة". كما أضاف أن هذا المؤشر يتميز بتحليلات دقيقة وبيانات تستند إلى أسس علمية، مما يسهم في توفير رؤية شاملة تعزز من التخطيط الاستراتيجي وتقديم الابتكار كقيمة محورية للتنمية.
إقرأ أيضًا:
"قمة المعرفة 2024".. استشراف المستقبل التكنولوجي وأثره على البشرية
الفائزون بجائزة محمد بن راشد للمعرفة يستعرضون إنجازاتهم بقمة 2024
نظرة شاملة على نتائج المؤشِّر لعام 2024
قدّم الدكتور هاني تركي، رئيس المستشارين التقنيين في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، عرضاً شاملاً حول نتائج المؤشِّر لعام 2024، مسلطاً الضوء على الإنجازات التي حققتها بعض الدول، مع الإشارة إلى المجالات التي لا تزال تحتاج إلى تحسين. وأوضح تركي أن أكاديمية مهارات المستقبل التي أُطلقت مؤخراً تهدف إلى توسيع نطاق مبادرة مهارات المستقبل، مما يسمح بتوفير فرص تعليمية أوسع ترتبط مع الجامعات والمؤسسات التعليمية.
وأشار الدكتور تركي إلى أنه على الرغم من المخاوف المتزايدة بشأن استبدال الذكاء الاصطناعي للوظائف البشرية، فإن هذا التطور التكنولوجي يمكن أن يكون فرصة للتميز التنافسي للأفراد والمؤسسات التي تتبنى استخدامه بطرق فعالة.
نتائج المؤشر.. تفوق السويد وتقدم ملحوظ للإمارات
جاءت نتائج المؤشر لتؤكد أن السويد تتصدر الترتيب العالمي لعام 2024 بقيمة 68.3، تلتها فنلندا بفارق طفيف عند 68.2، ثم سويسرا في المرتبة الثالثة بنسبة 67.9، بينما جاءت الدنمارك وهولندا في المركزين الرابع والخامس بنسبة 66.8. وقد هيمنت الدول الأوروبية على قائمة المراكز العشرة الأولى، باستثناء الولايات المتحدة التي احتلت المرتبة السابعة بنسبة 66.2.
وفي السياق العربي، حصدت الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى عربياً و26 عالمياً بمؤشِّر قدره 60.9، مما يعكس الجهود المبذولة في تطوير البنية التحتية التعليمية والتكنولوجية. تبعتها قطر في المرتبة 39 عالمياً بمؤشر قدره 55.5، وجاءت السعودية في المرتبة 41 عالمياً بنسبة 54.8. وقد سجلت سلطنة عمان أيضاً حضوراً بارزاً في المركز الرابع عربياً والـ55 عالمياً بنسبة 50.0. أما لبنان الذي أُدرج لأول مرة في المؤشر، فقد جاء في المرتبة الخامسة عربياً و81 عالمياً بنسبة 45.4.
التحليل الإقليمي والأداء في القطاعات المعرفية
أظهرت نتائج المؤشر أن الدول العربية أحرزت تقدماً ملحوظاً في قطاع التعليم ما قبل الجامعي، حيث احتلت المملكة العربية السعودية المرتبة الرابعة عالمياً، متجاوزة المعدل العالمي بواقع 64.1 نقطة. كما برزت الدول العربية في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بمعدل 49.5 نقطة مقارنة بالمعدل العالمي البالغ 48.2 نقطة. جاءت الإمارات في المرتبة الرابعة عالمياً في هذا القطاع، فيما احتلت السعودية المرتبة السابعة، وهو ما يعكس التوجه القوي نحو تطوير البنية التحتية الرقمية في المنطقة.
مجالات البحث والابتكار.. تحديات وفرص
على الرغم من التفوق في بعض المؤشرات القطاعية، أظهرت نتائج المؤشر الحاجة الملحة لتحسين جوانب البحث والتطوير والابتكار. بلغ المعدل العام للدول في هذا القطاع 31.5 نقطة، وهو ما يشير إلى تحديات مستمرة تواجه الدول العربية في تعزيز القدرات الابتكارية.
إقرأ أيضًا :
قمة المعرفة 2024 بدبي.. مستقبل التعليم والمهارات في عصر الذكاء الاصطناعي
اليوم في دبي.. "قمَّة المعرفة 2024" لاستشراف مستقبل المهارات واقتصاد الذكاء الاصطناعي
رؤية نحو المستقبل المعرفي
تؤكد نتائج مؤشِّر المعرفة العالمي لعام 2024 على أن الدول التي تتبنى سياسات متقدمة في التعليم والابتكار قادرة على تحقيق نتائج إيجابية تُسهم في تعزيز مكانتها في الساحة العالمية. ومع التحولات السريعة التي يشهدها العالم في التكنولوجيا واقتصاديات المعرفة، تبقى الحاجة ملحة لتبني استراتيجيات شاملة تهدف إلى تطوير المهارات البشرية وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة.
تشكل الجهود المشتركة بين مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي نموذجاً يحتذى به في التعاون الدولي لتعزيز المعرفة. يتطلب المستقبل خطوات جريئة واستثماراً مستداماً في الإنسان، حيث تظل المعرفة هي الأساس لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في المنطقة العربية والعالم.
إقرأ أيضًا:
قمة المعرفة 2024 بدبي تنطلق بالذكاء الاصطناعي أم البشري.. أيهما يرسم المستقبل؟»
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
أسعار الذهب اليوم الأحد 22 ديسمبر 2024.. انخفاض ملحوظ في عيار 21
22 ديسمبر 2024 01:37 ص
سعر الدولار اليوم الأحد 22 ديسمبر 2024 وفق أحدث البيانات
22 ديسمبر 2024 01:13 ص
الأكثر قراءة
مواقيت الصلاة
-
الفجر
05:14 AM
-
الشروق
06:47 AM
-
الظهر
11:53 AM
-
العصر
02:41 PM
-
المغرب
05:00 PM
-
العشاء
06:23 PM
أكثر الكلمات انتشاراً