أكاديمية مهارات المستقبل في دبي.. خطوة لتمكين 10 ملايين شاب عربي

شهدت مدينة دبي، المعروفة بريادتها في مجالات الابتكار والتنمية المستدامة، حدثًا بارزًا خلال فعاليات قمة المعرفة 2024، حيث تم الإعلان عن إطلاق "أكاديمية مهارات المستقبل" وفتح باب التسجيل فيها، مما يمثل خطوة نوعية جديدة ضمن مبادرة "مهارات المستقبل للجميع". هذه المبادرة التي حققت نجاحًا ملموسًا منذ انطلاقها، تهدف إلى تمكين الشباب من اكتساب المهارات الرقمية والشخصية الضرورية للمساهمة بفعالية في اقتصاد المعرفة المتنامي. جاء هذا الإعلان خلال الاجتماع الأول للتحالف العالمي لتنمية وتطوير المهارات، الذي عقد ضمن القمة بحضور عدد من المسؤولين البارزين وممثلي المؤسسات الدولية مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
 

إقرأ أيضًا: 

"قمة المعرفة 2024".. استشراف المستقبل التكنولوجي وأثره على البشرية

على مر السنوات القليلة الماضية، أصبحت التنمية المستدامة محورًا أساسيًا للسياسات الاقتصادية والاجتماعية في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي. ومع التقدم التكنولوجي السريع، ازداد الطلب على اكتساب المهارات الرقمية والمعرفة التقنية التي تعد اليوم ضرورة لتحقيق النجاح في سوق العمل الحديث. ومن هذا المنطلق، أطلقت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسات عالمية مثل "كورسيرا"، مبادرة "مهارات المستقبل للجميع" التي استهدفت منذ انطلاقها تعزيز فرص التعلم والتطوير المهني للشباب العربي، وتوفير دورات تدريبية مجانية لهم.

كما شهدت أيضا قمة المعرفة 2024 في دبي، الإمارات العربية المتحدة، انعقاد الاجتماع الأول للتحالف العالمي لتنمية وتطوير المهارات، الذي يمثل خطوة استراتيجية لتعزيز التعاون الدولي في مجال تنمية المهارات وتطويرها. وتأتي هذه الخطوة استكمالاً للنجاح الكبير الذي حققته مبادرة "مهارات المستقبل للجميع"، التي سجلت نتائج إيجابية ومشاركة واسعة فاقت التوقعات.

وفي هذا السياق، أطلقت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مشروع "أكاديمية مهارات المستقبل" بالشراكة مع منصة "كورسيرا" العالمية، بهدف تقديم فرص تعليمية وتدريبية مجانية لما يصل إلى 10 ملايين متعلم بحلول عام 2030. وتم الإعلان عن فتح باب التسجيل في الأكاديمية بعد أن تجاوزت مبادرة "مهارات المستقبل للجميع" المرحلة الأولى بنجاح، حيث استفاد منها أكثر من 9000 شخص، محققة معدل استفادة بلغ 165%، وتضمنت تقديم 6000 دورة تدريبية عبر منصة كورسيرا، وهو ما يعكس الإقبال الكبير والاهتمام الواسع من المتعلمين في المنطقة.

إقرأ أيضًا:

قمة المعرفة 2024 بدبي.. مستقبل التعليم والمهارات في عصر الذكاء الاصطناعي

شدد سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة ، خلال الاجتماع، عن أهمية هذا التحالف العالمي ودوره في دفع المبادرة إلى الأمام. وأشار إلى أن المبادرة تمثل جزءاً من التزام المؤسسة بدعم الشباب وتزويدهم بالمهارات التي يحتاجونها لمواجهة التغيرات المتسارعة في سوق العمل، وتحقيق النجاح في اقتصاد المعرفة. وأوضح بن حويرب أن تمكين الأفراد من اكتساب المهارات أصبح ضرورة استراتيجية، وليس مجرد خيار، من أجل ضمان التنمية المستدامة في المنطقة.

وقال بن حويرب : " اليوم نختتم  المرحلة الأولى من مبادرة 'مهارات المستقبل للجميع'، التي وفرت آلاف الفرص التعليمية للشباب العربي، وزودتهم بأحدث الخبرات والمهارات الرقمية والشخصية. ونحن الآن نفتح باب التسجيل للمرحلة الثانية من هذه المبادرة، المتمثلة في 'أكاديمية مهارات المستقبل' التي نطمح من خلالها إلى الوصول إلى 10 ملايين مستفيد بحلول 2030. سنواصل، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وكورسيرا، تحقيق هدفنا المتمثل في نشر المعرفة وتمكين الأجيال القادمة من مواجهة تحديات المستقبل بأفضل طريقة ممكنة".

بدوره، تحدث معالي عبدالله الدردري، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة، والمدير المساعد ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، عن أهمية المشروع في تعزيز الإنتاجية وبناء اقتصاد معرفي مستدام في المنطقة. وأشار إلى أن هذه الجهود تأتي في وقت تعاني فيه المنطقة العربية من تحديات تتعلق بانخفاض الإنتاجية، سواء في الدول الفقيرة أو الغنية، وهو ما يبرز الحاجة إلى سياسات فعالة لزيادة الإنتاجية وتعزيز المعرفة الاقتصادية.

وشدد معاليه على أهمية تمكين الشباب وتزويدهم بالمهارات اللازمة ليكونوا مساهمين أساسيين في بناء الاقتصاد المعرفي، مؤكداً أن الشراكة مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة هي خطوة مهمة لتحقيق هذا الهدف. وقال: "تتيح أكاديمية مهارات المستقبل الفرصة لملايين الشباب للمساهمة الفعالة في الاقتصاد المعرفي، مما يعزز من قدراتهم ويساعدهم على التكيف مع التحولات السريعة في الاقتصاد العالمي".

من جانبه، أعرب الدكتور أندرو نغ، رئيس مجلس الإدارة والمؤسس المشارك لمنصة "كورسيرا"، عن فخره بأن تكون المنصة جزءاً من هذا التحالف المهم. وأشار إلى أن المنصة تسعى من خلال هذا التعاون إلى تعزيز قدرات الأفراد، وتمكينهم من اكتساب المهارات التي تتماشى مع احتياجات المستقبل. وأوضح أن أحد أكبر التحديات التي تواجه النمو الاقتصادي اليوم هو التأهيل المهني للملايين من الأفراد، وهو ما يزداد تعقيداً مع التحولات المتسارعة في التكنولوجيا والاقتصاد.

وأكد الدكتور أندرو نغ أن نجاح مشروع أكاديمية مهارات المستقبل يعتمد على شراكات قوية، تضمن تقديم أفضل الحلول التدريبية، مشيراً إلى أن التكنولوجيا لها تأثير كبير في الاقتصاد والأعمال، وأن استثمار الجهود في تطوير المهارات البشرية يعتبر عاملاً حاسماً لضمان استدامة النمو الاقتصادي والاجتماعي.

وأوضح نغ أن الأكاديمية ستركز على تحديد المهارات الأكثر طلباً وتوفير برامج تدريبية فعالة تتوافق مع احتياجات الأسواق المحلية والعالمية. وتشمل أهم البرامج التدريبية المتاحة عبر الأكاديمية مجالات مثل تحليل البيانات، والأمن السيبراني، والهندسة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، والمهارات الشخصية، وهندسة البرمجيات، وتطوير الخريجين الجدد، وهندسة البيانات، وريادة الأعمال، واللغة الإنجليزية للأعمال.

وسجلت المهارات المكتسبة من البرامج التدريبية تنوعاً واسعاً، حيث شملت مهارات الاتصال، والإدارة، وحل المشكلات، واتخاذ القرارات، والتخطيط، وتحليل الأشخاص، والتفكير النقدي، والاستراتيجية والعمليات، وتحليل البيانات، وتحليل الأعمال.

تستهدف أكاديمية مهارات المستقبل توسيع نطاق المستفيدين في المنطقة العربية، بما يسهم في تأهيل الشباب وتمكينهم من لعب دور فعال في دعم النمو الاقتصادي لمجتمعاتهم. ويأتي هذا التوجه تأكيداً على التزام التحالف العالمي لتنمية وتطوير المهارات بتحقيق أهدافه، وتقديم فرص تدريبية شاملة تصل إلى ملايين المتعلمين بحلول عام 2030، مما يعزز من قدرة المجتمعات العربية على الاستجابة للتحديات الاقتصادية والاجتماعية، وتوفير بيئة حاضنة للابتكار والنمو.

إقرأ أيضًا:

قمة المعرفة 2024 بدبي تنطلق بالذكاء الاصطناعي أم البشري.. أيهما يرسم المستقبل؟»

وفي هذا السياق، تسعى مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة إلى المضي قدماً في تعزيز مبادراتها الرامية إلى نشر المعرفة، حيث تعمل بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وشركائها على ضمان توفير فرص تعليمية مرنة وعالية الجودة، تسهم في تعزيز مهارات الشباب، وتمكينهم من تحقيق النجاح في سوق العمل الحديث، الذي يتطلب مرونة عالية وقدرة على التكيف مع التطورات السريعة.

جاء انعقاد الاجتماع الأول للتحالف العالمي لتنمية وتطوير المهارات خلال قمة المعرفة 2024 بهدف الانتقال بالمبادرة إلى مرحلة جديدة، من خلال إطلاق "أكاديمية مهارات المستقبل". تمثل الأكاديمية مشروعًا استراتيجيًا يهدف إلى تحقيق أثر أوسع ومضاعفة عدد المستفيدين من فرص التعليم والتدريب المجانية، حيث تسعى الأكاديمية للوصول إلى 10 ملايين متعلم بحلول عام 2030. يأتي هذا في إطار رؤية مشتركة لتوفير منصات تعليمية متطورة تسهم في تعزيز المهارات الرقمية والشخصية للفرد العربي، مما يساعد في بناء اقتصاد معرفي قوي ومستدام في المنطقة.

هذا ويأتي افتتاح أكاديمية مهارات المستقبل كإضافة نوعية لمبادرات المؤسسة التي تهدف إلى بناء مجتمع معرفي قادر على تحقيق التنمية المستدامة، بما يتماشى مع رؤية دولة الإمارات الطموحة في أن تكون مركزاً عالمياً للمعرفة والابتكار.