الأحد، 22 ديسمبر 2024

04:32 م

أفلام عربية تحصد جوائز مرموقة في مهرجان أكادير للسينما والهجرة

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2024 09:41 م

إسراء علي

المهرجان الدولي للسينما والهجرة

المهرجان الدولي للسينما والهجرة

شهدت الدورة العشرين من المهرجان الدولي للسينما والهجرة في أكادير بالمغرب، التي أقيمت في الفترة من 17 إلى 22 أكتوبر 2024، حضورًا قويًا للسينما العربية التي حصلت على خمس جوائز مهمة في هذه الدورة، مما يعكس نجاح الأفلام العربية وقدرتها على معالجة قضايا إنسانية معقدة ومتنوعة بأساليب إبداعية.

السينما العربية تتألق في مهرجان أكادير للسينما والهجرة وتحصد خمس جوائز


من أبرز الأفلام المتوجة في هذه الدورة كان فيلم "سوفتكس" للمخرج نواز ديشه، الذي حصل على تنويه خاص من لجنة التحكيم. الفيلم، الذي تم إنتاجه في عام 2023، يُعد من أبرز الأعمال التي تناولت معاناة اللاجئين الفلسطينيين والسوريين.

 تدور أحداثه حول ناصر، المراهق الفلسطيني السوري الذي يعيش في مخيم للاجئين في اليونان مع شقيقه ياسين. أثناء فترة انتظارهم لقرار بشأن طلب اللجوء، يقرر ناصر وأصدقاؤه تصوير فيلم رعب عن الزومبي. إلا أن القصة ليست فقط عن الهروب من واقع مرير، بل تقدم لمحة من السخرية السوداء التي تنطوي على تراجيديا الحياة اليومية في المخيمات. يبرز الفيلم جوانب إنسانية مدهشة، حيث تتداخل المعاناة مع محاولات الشباب للهروب من كآبة الوضع عبر الابتكار والخيال، ما جعل لجنة التحكيم تمنحه تنويهًا خاصًا.

أما فيلم "عصفور جنة" للمخرج مراد بن الشيخ، فقد حصل أيضًا على تنويه خاص من لجنة التحكيم، وهو فيلم مقتبس من الرواية الشهيرة "La Marmite d'Ayoub" للكاتب محمد رضا بن حمودة. يروي الفيلم قصة أماديوس، تاجر التحف الإيطالي الذي يطمح للزواج من بيتي التونسية، ويواجه تحديات تتعلق بالصراع بين الثقافات. وفي محاولة لإتمام الزواج، يشترط الإمام في تونس إتمام إجراءات دينية، مثل الختان واعتناق الإسلام، وهو ما يفتح بابًا للصراعات الدينية والاجتماعية في المجتمع. الفيلم يناقش ضغوطات المجتمع التقليدي والعلاقات الشخصية في ظل هذه الضغوطات، ويظهر قسوة تقاليد الزواج الموروثة في مقابل الحب الشخصي، مما جعله يحظى باهتمام كبير على مستوى مهرجانات السينما الدولية.

أما في فيلم "قبل أن تنطفئ النيران" للمخرج مهدي فكري، فقد حصلت الممثلة كاميليا جوردانا على جائزة أفضل ممثلة عن أدائها الرائع في هذا الفيلم الذي يعالج قضايا اجتماعية وصراعات نفسية معقدة. يتناول الفيلم في طياته رحلة شخصية للبطلة التي تواجه العديد من التحديات في حياتها اليومية، حيث تحاول التغلب على صراعاتها الداخلية في ظل الظروف الاجتماعية القاسية التي تحيط بها. يعد هذا العمل من الأفلام التي قدمت معالجة عميقة للواقع الاجتماعي والإنساني، حيث نجحت كاميليا جوردانا في تقديم أداء مؤثر أضفى طابعًا إنسانيًا على الفيلم وجعل الجمهور يتعاطف معها بشكل كبير.

اقرأ أيضاً.. داليا البحيري (بروفايل)

أما فيلم "أثر الأشباح" للمخرج جوناثان ميليت فقد نال جائزة أفضل مخرج وجائزة أفضل ممثل التي فاز بها الممثل آدم بيسا. يدور الفيلم حول فكرة تأثير الأشباح على حياة الأشخاص بشكل غير تقليدي، حيث تم تصوير هذه الفكرة بشكل يعكس كيف يمكن أن تتسلل الظلال غير المرئية من الماضي إلى الحاضر، مما يؤدي إلى تأثيرات عميقة على العلاقات الإنسانية. فيلم "أثر الأشباح" يتميز بتصويره الفني العميق والمتميز، حيث استكشف المخرج من خلاله أبعادًا نفسية مثيرة حول كيفية تأثير ذكريات الماضي والأرواح الغير مرئية في حاضر الأبطال، وهو ما جعل المخرج والجميع في الفيلم يحصلون على إشادة كبيرة في المهرجان.

هذه الجوائز التي حصلت عليها الأفلام العربية في مهرجان أكادير للسينما والهجرة، تبرز مدى قوة السينما العربية في التعبير عن قضايا معقدة بطريقة فنية وإبداعية، وتعكس التنوع الثقافي والاجتماعي الكبير الذي تحمله الأفلام العربية في معالجتها لمواضيع مثل الهجرة، والصراعات الثقافية، والضغوط الاجتماعية. ويُظهر أيضًا أن السينما العربية يمكنها أن تترك بصمة قوية على الساحة السينمائية العالمية، ما يعزز حضورها في المهرجانات الدولية ويعكس تطور وتوسع الإبداع العربي في صناعة السينما.

search