الأحد، 22 ديسمبر 2024

03:12 م

ندوة بجامعة سوهاج تحذر من المحتوى الاعلامي الموجه لتطبيع السلوكيات المنافية للفطرة

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2024 01:24 م

السيد الطنطاوي

د. محمد الجندي خلال المحاضرة

د. محمد الجندي خلال المحاضرة

أكد الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن دليل الفطرة راسخ في نفوس البشر، بما قد لا يحتاج الإنسان معه إلى استدلال آخر، ومما يدل على ذلك لجوء الإنسان وفزعه إلى خالقه سبحانه عند الشدة والحاجة، سواء كان هذا الإنسان موحدا أو مشركا، فإن بني آدم جميعا يشعرون بحاجتهم وفقرهم لله.

وحذر الدكتور محمد عبد المالك الخطيب، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي، من طغيان سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير خاصة بين فئات الشباب، مؤكدا أن الفضاء المفتوح الذي تعمل فيه هذه الوسائل زاد من خطورة تأثيرها في ظل الغزو الثقافي الغربي، وصناعة المحتوى الموجه لتطبيع السلوكيات المنافية للفطرة.

وقد نظمت اللجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر، ندوة بعنوان «الفطرة.. ومقومات إصلاحها» بجامعة سوهاج، ضمن فعاليات أسبوع “الدعوة الإسلامي” الثالث، التي تستمر على مدار هذا الأسبوع في رحاب جامعة ومساجد سوهاج، وتاتي فعاليات أسبوع “الدعوة الإسلامي” الثالث، في إطار مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي،" بداية جديدة لبناء الإنسان"، وتهدف إلى إعداد خريطة فكرية تتناول بناء الإنسان من جميع جوانبه الفكرية والعقدية والاجتماعية، وترسيخ منظومة القيم والأخلاق، والمثل العليا في المجتمع، وذلك بمشاركة نخبة من علماء الأزهر الشريف.

وتحدث الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية خلال كلمته في الأسبوع الدعوي الثالث المنعقد بجامعة سوهاج،عن "الفطرة.. ومقومات إصلاحها»، مشيرا إلى أن دليل الفطرة راسخ في نفوس البشر، بما قد لا يحتاج الإنسان معه إلى استدلال آخر، ومما يدل على ذلك لجوء الإنسان وفزعه إلى خالقه سبحانه عند الشدة والحاجة، سواء كان هذا الإنسان موحدا أو مشركا، فإن بني آدم جميعا يشعرون بحاجتهم وفقرهم لله، وهذا الشعور أمر فطري، فالفقر وصف ذاتي لهم، فإذا ألمت بالإنسان مصيبة قد تؤدي به إلى الهلاك، فزع إلى خالقه سبحانه، والتجأ إليه وحده دون ما سواه، وشعور هذا الإنسان بحاجته وفقره إلى ربه تابع لشعوره بوجوده وإقراره بذلك. 

وأوضح الدكتور الجندي، أن معرفة الله -تعالى- مع أنها فطرية؛ إلا أنه قد تتعرض هذه الفطرة أحيانا لما يشوهها، فيلزم حينها النظر والاستدلال، واستخدام كافة الأدلة التي تسوق صاحب النزعة المادية إلى القناعة الحسية والعقلية يوجود الله -تعالى- (برهان السمع، والحس والعقل...)، لافتا أن الإنسان، المخلوق لعبادة الله وعمارة الأرض، يولد بالضرورة، مفطورا على الإيمان بالله، ومعترفا في قرارة نفسه بربوبية الخالق عز وجل، التي شهد بها على نفسه أمام الله تعالى، في عالم الذر منذ الأزل، بموجب الميثاق الأعظم، وفق تعبير بعض فلاسفة ومتصوفة الإسلام كالإمام الجنيد رحمه الله تعالى. 

ومن جانبه قال الدكتور محمد عبد المالك الخطيب، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي، إن علماء الأزهر، حرصوا على التواصل مع الشباب بجامعة سوهاج لتعليمهم أمور دينهم وتوضيح ما أُلبس عليهم من قضايا، لافتا أن الندوات تتوالى وتتجدد، وموضوع الفطرة وسبل إصلاحها يفرض نفسه كأحد المواضيع المهمة، موضحا أن الفطرة معناها الصفة والخلقة التي خلق الله الإنسان عليها، وفُطر الإنسان على محبة الدين. 

 وأشار فضيلته، إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي لها فوائد ولها سلبيات طبقا لطبيعة الاستخدام، مشيرا إلى طغيان سلبياتها بشكل كبير خاصة بين فئات الشباب، مؤكدا أن الفضاء المفتوح الذي تعمل فيه هذه الوسائل زاد من خطورة تأثيرها في ظل الغزو الثقافي الغربي، وصناعة المحتوى الموجه لتطبيع السلوكيات المنافية للفطرة، محذرا الشباب من مغبة تخريب فطرتهم، قائلا: "لا تأخذوا من التكنولوجيا ما يخرب فطرتكم ولكن خذوا ما يحفظها ويصلحها". 

حضر الندوة الدكتور حساني النعماني رئيس جامعة سوهاج، وعدد من عمداء الكليات وأساتذة الجامعة وعلماء الأزهر الشريف، وأدار الندوة محمد الدياسطي عضو المركز الإعلامي بمشيخة الأزهر. 



 

search