قمة المعرفة 2024 بدبي تنطلق بالذكاء الاصطناعي أم البشري.. أيهما يرسم المستقبل؟»

 في ظل التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، تأتي قمة المعرفة 2024 لتطرح رؤى جديدة حول كيفية اندماج هذه التقنيات في الحياة اليومية وتأثيرها على مختلف القطاعات، بهدف إيجاد توازن بين تسخير هذه الأدوات لخدمة الإنسان وتحقيق تقدم مستدام.

بدأت فعاليات اليوم الأول بجلسة افتتاحية بعنوان "الذكاء الاصطناعي أم البشري: أيهما يرسم المستقبل"، بمشاركة مونيكا بيلسكيته، مستشرفة مستقبل ومؤسِّسة منصة "بروتوبيا فيوتشرز"، والروبوت المتطور صوفيا الذي بات رمزاً لقدرات الذكاء الاصطناعي في تقليد السلوك البشري. هذا الحوار المبتكر بين بيلسكيته وصوفيا كشف عن مدى تطور الذكاء الاصطناعي في التعامل مع المدخلات المعقدة والتعبير عن الانفعالات بشكل يشبه البشر، مما يفتح آفاقاً لتخيل مستقبل يُسهم فيه الذكاء الاصطناعي في جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية بشكل فعّال.

إقرأ أيضًا :

الفائزون بجائزة محمد بن راشد للمعرفة يستعرضون إنجازاتهم بقمة 2024

وفي جلسة بعنوان "آفاق الذكاء الاصطناعي المستقبلية"، قدم الدكتور أندرو نج، رائد الذكاء الاصطناعي ومؤسس منصة "كورسيرا"، عرضاً شاملاً لأحدث التطبيقات في هذا المجال، مثل تحسين التشخيص الطبي، وتبسيط التعامل مع الوثائق القانونية المعقدة، والكتابة الإبداعية، وتطبيقات القيادة الذاتية. وشدد على أهمية استغلال هذه التقنيات لتسريع إنجاز المهام الروتينية وتحقيق أقصى كفاءة في وقت قصير، مع الحفاظ على الممارسات الأخلاقية اللازمة لحماية حقوق المجتمعات.

ركزت جلسة "السياسات التي ترسم ملامح الاقتصاد القائم على الذكاء الاصطناعي"، التي شاركت فيها البروفسورة إليزابيث تشرشل، والبروفيسورة سنا خير غني، ووالترا باسكواريلي، على أهمية بناء إطار تنظيمي واضح يضمن توجيه استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل يخدم تنمية المجتمعات. تطرَّق الخبراء إلى كيفية تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي على برامج الدعم الاجتماعي وأنظمة التوظيف، مشيرين إلى ضرورة وجود سياسات تشريعية قوية تحمي حقوق العاملين في المستقبل وتعزز الاستقرار الاجتماعي.

من جهة أخرى، كانت جلسة "قفزة نوعية: رسم ملامح مستقبل الحوسبة الكمية" بقيادة مارك أوريغان، المدير التقني لشركة "ديل" في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، فرصة لاستكشاف التقدم المحرز في الحوسبة الكمية وتوقعاتها المستقبلية. هذه التقنية الواعدة التي تجمع بين التعلم الآلي والقدرات الحسابية المتقدمة، تمثل خطوة جديدة في مسار تطوير الصناعات، خصوصاً في قطاعات مثل الطاقة، والصحة، والتكنولوجيا المتقدمة.

إقرأ أيضًا:

اليوم في دبي.. "قمَّة المعرفة 2024" لاستشراف مستقبل المهارات واقتصاد الذكاء الاصطناعي

في جلسة بعنوان "الذكاء الاصطناعي من أجل الازدهار: تعزيز النمو الاقتصادي وتحفيز التغيير الاجتماعي"، ناقش الدكتور أيمن الشربيني، ولطيفة الشحي، وكارستن سنيدكر، التأثير الإيجابي للذكاء الاصطناعي في تحفيز الابتكار وفتح مجالات اقتصادية جديدة من خلال إنشاء بيئات ملائمة لدعم الشركات الناشئة في هذا المجال. وأكد المشاركون على ضرورة رؤية الذكاء الاصطناعي كعنصر مكمل للذكاء البشري يسهم في تنويع الاقتصادات وتعزيز قدرتها على مواجهة تحديات المستقبل.

من أبرز الجلسات أيضاً كانت جلسة "ما بين نعيم وجحيم الذكاء الاصطناعي، كيف نبني مستقبلاً أفضل؟"، حيث تحدث ريل ميلر، والدكتورة ريما دياب، والدكتورة سيلينا نيري، إلى جانب مونيكا بيلسكيته، عن السيناريوهات المتوقعة للذكاء الاصطناعي وما قد ينتج عنه من تحولات اجتماعية، سواء كانت إيجابية أو سلبية. وأوضحوا أن التحول الكبير في استخدام الذكاء الاصطناعي يتطلب وعياً مجتمعياً عميقاً، ورؤية طويلة الأمد تضمن استخدام هذه التقنية لتحسين جودة الحياة وتقليل الفجوة بين الطبقات الاجتماعية.

إقرأ أيضًا:

قمَّة المعرفة 2024.. ملتقي عالمي لاستشراف المستقبل في عصر الذكاء الاصطناعي

يعد هذا الحدث بالغ الأهمية لأنه يركز على دمج التقدم التكنولوجي في المجالات العملية بما يضمن تحقيق أكبر استفادة ممكنة للبشرية. فالتحدي الأكبر الذي تواجهه المجتمعات ليس مجرد تطوير تقنيات ذكية، بل كيفية إدارتها بطرق توازن بين الاستفادة الاقتصادية والتأثيرات الاجتماعية، مع مراعاة الأبعاد الأخلاقية. من خلال هذه القمة، تسعى الإمارات إلى التأكيد على دورها الريادي في صناعة المعرفة وتوجيه بوصلة النقاشات العالمية نحو الاستخدام الأمثل للذكاء الاصطناعي في تحسين حياة الأفراد وتعزيز الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية.

باعتبار أن الذكاء الاصطناعي يمثل المستقبل القريب والبعيد على حد سواء، فإن قمة المعرفة 2024 تقدم منصة حيوية لنقاشات معمقة تعزز التعاون الدولي وتساهم في رسم ملامح عالمٍ أكثر ذكاءً وأماناً.